شهدت المملكة العربية السعودية موجة من الانفتاح خلال الأشهر القلية الماضية، والتي تزامنت مع إطلاق رؤية 2030 الجديدة، حيث تم اتخاذ العديد من القرارات لأول مره منها تقليص مهام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتم السماح بقيادة المرأه السعودية وإقامة الحفلات الصاخبة والتي أخذت شكل المهرجان.
وقال اقتصاديين أن المملكة حدثت رؤيتها تجاه المستقبل وتم التحول إلي الانفتاح رغبة في مسايرة التقدم في العالم، خاصة بعد احتياجها لموارد دخل جديدة بعيدة عن مواردها من البترول والتي تراجعت بشكل ضخم بعد تراجع سعر برميل النفط الخام بنحو 60% خلال الثماني سنوات الماضية.
وتتضمن خطة المملكة الجديدة كسر القيود التي كانت مفروضة علي الشعب السعودي طوال السنوات الماضية، حيث أعلن محمد بن سلمان، ولي العهد الحالي، عن خطة – رؤية 2030- لإحداث ثورة في الاقتصاد السعودي بإنهاء اعتماده على النفط.
سياسة مرنة
وقال الخبير الاقتصادي، محمد فاروق لرصد، أن السعودية كانت مجتمع منغلق يكتفي بموارده، يعيش في محاولات مستميته لتطبيق سياسة واحدة دون مرونه التغيير التي أصبح العالم يعيشه يوما بعد يوما، موضحا أن الخطة الجديدة للمملكة وإن كان يعارضها البعض، إلا أنها قامت على أسس اقتصادية صحيحة، لتستهدف البحث عن موارد بديلة لزيادة دخل الدولة دون اللجوء للاقتراض كمصدر تمويل أساسي كما هو في مصر حاليا.
وتستهدف رؤية المملكة 2030 أولا خفض الإنفاق العام بنسبة 40 في المئة، وثانيا تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، بحسب ما كانت قد أعلنت المملكة عنه، فضلا عن جذب الاستثمارات.
ويتضمن البرنامج أيضا إنشاء مدينة إعلامية سعودية، وتطوير السياحة، وإنشاء مجمعات تتيح للنساء مزاولة النشاطات الرياضية، وخصخصة خدمات البريد.
وأضاف فاروق، أن الانفتاح المجتمعي داخل المملكة يولد التنوع وهو السمة الأساسية التي يحتاجها المستثمر في السوق والتي تجذبه نحو تنفيذ استثمارات جديدة او التوسع في الاستثمارات الموجودة وهو احد اهم اهداف المملكة خلال الفترة القادمة.
ومن الجدير بالذكر ان السعودية تتجه بقوة نحو الخصخصة خلال المرحلة القادمة وترك القيادة للقطاع الخاص مع ضمان حق المملكة في الاستفادة من تلك التغييرات.
السعودية دولة سياحية
وتستهدف السعودية أيضًا التوسع لجذب الاستثمارات في القطاع السياحي عن طريق خطة جديدة لاستغلال السواحل بالبحر الأحمر والجزر والتي انضمنت لهما كلا من جزيرتي تيران وصنافير المصريتان الفريدتان من نوعهما، والتي تنازلت عنهما الحكومة الحالية في مصر للسعودية مخالفة لكل الإثباتات الموثقة والتاريخية في إنتمائهما للقطر المصري .
وأكدت وكالة (بلومبرج) أن السعودية تشهد ثورة في القطاع السياحي، حيث تهدف الخطة إلى تشجيع السعوديين على إنفاق المزيد من دخلهم في البلاد، بدلا من إنفاقها في السفر إلى الخارج، ومن المتوقع أن تستكمل المرحلة الأولى من المشروع السياحي في نهاية عام 2022.
حجم الاستثمارات
سجلت الاستثمارات الأجنبية محلياً ارتفاعاً نسبته 3.2%، أي ما يعادل 36.1 مليار ريال بنهاية الربع الثالث من عام 2016، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2015.
كما شهدت نموا نسبته نحو 2.8% بما يعادل 32.3 مليار ريال بنهاية الربع الثالث من عام 2016، مقارنة بقيمتها بنهاية عام 2015 البالغة نحو 1.144 تريليون ريال.
