قبل شهور من انتخابات الرئاسة، المقرر عقدها بين مايو ويونيو 2018، بدأت التحركات المدعومة من الأجهزة الأمنية لادعاء دعم عبدالفتاح السيسي؛ منها أصحاب الطرق الصوفية، الذي بدؤوا دعمه في مواقع الموالد.
وأعلن الدكتور عبدالله الناصر حلمي، الأمين العام لاتحاد القوى الصوفية، أنه مع بدء أجواء مولد السيد البدوي غدًا سيعمل على جمع توقيعات لدعم عبدالفتاح السيسي للمدة الرئاسية الثانية؛ عبر حملة «مع السيسي للحصاد».
وتحتل مصر المرتبة الأولى بين الدول العربية التي تعطي أهمية للطرق الصوفية، وفيها أكثر من 73 طريقة. ومنذ 23 يوليو 1952، تؤدي الطرق الصوفية دورًا في الحياة السياسية المصرية؛ بسبب الخلاف الجوهري بينها وأهل السنة، على رأسهم السلفيين.
واختار الرئيس السابق جمال عبدالناصر الطرق الصوفية وسيلة لدعم الدولة قائمًا؛ لكنّ نجمها خفت في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ لانحصار الحراك السياسي في ذلك الوقت وانشغالها بأمور تأسيسية داخل هيكلها التنظيمي.
وكانت الصوفية من أبرز الفئات الدينية الداعمة لعبدالفتاح السيسي قبل ترشحه إلى الرئاسة؛ لدرجة أنهم وصفوه بـ«المرشح الصوفي»، وقال زين العابدين فهمي سلامة، خليفة خلفاء الطرق الرفاعية بالمنيا، في تصريحات صحفية له في 2014، إنّ السيسي محبّ للطرق الصوفية لأنه صوفي الأصل.
وفي أكتوبر 2016، عيّن السيسي أسامة الأزهري، الأستاذ بكلية أصول دين جامعة الأزهر، مستشارًا دينيًا ضمن الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية، وهو مشهور بأنه من أبناء الأمة الصوفيين في مصر، بخلاف ما تلقاه في دراسته الأكاديمية الرسمية الأزهرية.
وفي تصريح له، قال أسامة إنّ السيسي «مؤمنٌ بأن هناك نصوصًا مقدسة لا يجب التحدّث فيها، لكنه حذر من خطورة عدم تجديد الفقه؛ وأوصى بضرورة صناعة فقه جديد يتواكب مع تغيّرات الزمن».
وشارك أسامة في مؤتمرات صوفية وحلقات «حضرة»، وشارك في إحياء ذكرى محمد بلقادي، شيخ الطريقة الشاذلية في الجزائر ومؤسس الطريقة الهبرية وأحد أعلام التصوف.
تحركات دعم السيسي
تأتي هذه الخطوات ضمن أنشطة مؤيدي السيسي وحملاتهم لجمع التأييد له ورغبتهم في دعمه للترشح لمدة رئاسية ثانية؛ في ظل غياب ترشيحات المعارضة لشخصية سياسية.
وأطلق سياسيون مؤيدون للنظام وأعضاء من مجلس النواب حملة تحت شعار «علشان تبنيها» لدعم ترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وألقى أحمد الخطيب، مؤسس الحملة، بيانها التأسيسي، مدعيًا أنها حملة شعبية أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي ثم اكتسبت تفاعلًا وزخمًا شعبيًا واسعًا، وتستهدف مطالبة السيسي بالترشح إلى مدة رئاسية أخرى
مؤيديون
وأطلق المهندس موسى مصطفى موسى حملة أخرى تحت شعار «مؤيدون»؛ للهدف نفسه، وادعى انضمام سياسيين وحزبيين إليها؛ من بينهم رجب هلال حميدة، أمين عام حزب «مصر العروبة» والبرلماني السابق عن الحزب الوطني.
وضمت حزبي «التحرير والأحرار»، وأعلنت عن برنامجها الأساسي متضمنًا تنظيم 120 مؤتمرًا جماهيريًا على مستوى الجمهورية في مواعيد مختلفة؛ تزامنًا مع بدء الدعاية للانتخابات الرئاسية المقبلة؛ بهدف تأييد السيسي وشرح ما حققه من إنجازات في المرحلة السابقة.