ضمن الزيارات الدورية للكنيسة للاستجداء بأوروبا وأميركا، غادر تواضروس الثانيـ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مطار القاهرة الدولي صباح اليوم الأربعاء إلى ألمانيا؛ ليلقي محاضرة في الكنيسة الألمانية، بحضور بطاركة الشرق، وبعدها يبدأ زيارة رعوية لكنائس مصر القبطية في ألمانيا؛ ما رآه مراقبون وسيلة لاستجداء الألمان.
ومن المقرر أن يعلن في الزيارة عن الكنيسة القبطية بدوسردولف بولاية شمال الراين، ويزور الدير القبطي هناك ويلتقي بكهنة الكنائس المصرية في الإبراشيتين اللتين يتولى الإشراف عليهما الأنبا دميان والأنبا ميشائيل، كما يلتقي بشخصيات عامة وسياسية ألمانية.
وقال الناشط السياسي ممدوح حمزة إنّ زيارات البابا تواضروس يحاول فيها استخدام تعاطف الألمان مع الأقباط لصالحه؛ فهو يؤدي دور «القط والفأر» ليشكّل ورقة ضغط دولية لتحقيق رغباته.
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ هناك تحركات للكنيسة المصرية بقيادة البابا منذ مدة نحو الفاتيكان وأميركا، وكذلك تحركات أقباط المهجر؛ ويرى البابا أنّ التماس الدعم من الغرب سيضيف له جديدًا، على الرغم من أنّ المصريين الأقباط لا يحتاجون إلا لإخوانهم المسلمين للنهوض بالدولة وإنقاذها من أزماتها.
إدانة ألمانية
وفي المدة الماضية، دوّنت الحكومة الألمانية ملاحظات انتقدت عبرها ما يتعرض إليه الأقباط من هجمات من جماعات مسلحة؛ على إثرها فُجّرت كنائس، إضافة إلى انتهاكات أخرى حتى أجبرت على تهجير قسري مثل ما حدث في المنيا وشمال سيناء.
وأدان الرئيس الألماني والحكومة الألمانية في 9 أبريل 2017 التفجيرين اللذين استهدفا كنيسة بمدينة طنطا والأخرى في الإسكندرية يوم الأحد 9 أبريل الماضي وأسفرا عن مقتل 38 شخصًا وإصابة 118 آخرين.
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنّ ألمانيا تتضامن مع أقباط مصر، وقال وزير الداخلية توماس دي ميزير في برلين: «يغضبني بصفة خاصة أن يصيب مثل هذا العمل أشخاصًا أثناء ممارسة شعائرهم الدينية في صلاة أحد السعف». وتابع قائلًا: «خالص تعاطفي مع الضحايا وذويهم، وسخطي الشديد تجاه الجناة».
وفي بيان صادر عن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، قال إنّ مسيحيين أصبحوا هدفًا مجددًا لعمل وحشي، مشددًا على ضرورة استيضاح خلفيات الهجوم وتقديم الجناة للعدالة، وأضاف: «ليس مسموحًا أن تتحقق حسابات الجناة التي تهدف لدق إسفين في التعايش السلمي لمواطنين من طوائف مختلفة».
وكتب المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في تغريدة له على تويتر: «نشاطر الأقباط وجميع المصريين الحزن على ضحايا الهجوم في أحد السعف».
إدانات مسيحية
كما أدان فولكر كادور، رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي بزعامة ميركل، الهجومين، وقال: «أُعرب عن تعاطفنا وتضامنا مع المسيحيين الأقباط»، لافتا إلى أن اختيار الجناة أحد السعف، بداية أسبوع الآلام، كتوقيت لتنفيذ الهجوم، يزيد الصدمة تجاه هذا العمل الجبان.
وتابع: «إننا نتوقع من الحكومة المصرية أن تفعل كل شيء من أجل حماية المسيحيين»، مشددًا على ضرورة التضييق على المهاجمين حتى لا ينجحوا في إحداث انقسام في المجتمع المصري.