قال الكاتب الإسرائيلي بصحيفة معاريف جاكي خوجي إن الشيعة في العراق بات لديهم تأييد وتعاطف مع إسرائيل، لأنهم يذكرون أن الفلسطينيين كانوا من مؤيدي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ولذلك باتوا يبحثون عن اتصالات تجمعهم بإسرائيل.
وأضاف خوجي، محرر الشؤون العربية بإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن غالبية الجمهور العراقي غير منشغل كثيرا بـ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورغم أن بعضهم ينظر باشمئزاز لإسرائيل، والبعض الآخر من بقايا عهد صدام، فقد نشأت فئة ثالثة بين العراقيين تدعو لتجديد الاتصالات مع اليهود.
وأوضح أن بغداد باتت تشهد لوبي إسرائيليا، ونقل عن بعض المثقفين والكتاب العراقيين قولهم لوسائل إعلام أميركية إن معاداة إسرائيل ليست من مصلحة الشيعة، وعلى الشيعة واليهود التوصل لتفاهمات مشتركة تعمل على حفظ الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
وأضاف: إذا نجح اليهود والشيعة بتحييد أجندة إيران، وبقايا إرث حزب البعث العراقي، فإنهما لن يجدا سببا منطقيا لإبقاء العداء تجاه إسرائيل، لأن غالبية الدول العربية، ومن بينها الدولة الفلسطينية ذاتها، لديها علاقات مع تل أبيب.
وختم بالقول: في حال طرحت الحكومة العراقية موضوع إجراء اتصالات مع إسرائيل للنقاش العام، فإنها ستواجه بمعارضة كبيرة من اللوبي الإيراني ببغداد، لكن الرأي العام الشيعي لا يجد نفسه معاديا لإسرائيل بالضرورة، كما كان في السابق.
مهمات واتصالات
وفي موضوع ذي صلة، قالت الكاتبة بصحيفة معاريف غيليت عادوت إن اليهود القادمين من العراق ينخرطون بقوة في أجهزة الأمن الإسرائيلية، تعويضا منهم عن عدم مشاركتهم في الحروب التي خاضتها إسرائيل في العقود الأخيرة.
وأضافت: يتركز عمل العراقيين اليهود في جهاز الموساد للعمليات الخارجية، والذي جند منهم العشرات ممن عملوا في وحدات سرية، ومهماتهم الأساسية التنصت على الجيوش العربية، والتنظيمات الفلسطينية المسلحة، من خلال فك المصطلحات المشفرة التي استخدمها العرب والفلسطينيون في اتصالاتهم ومراسلاتهم.
وبيّنت الكاتبة أن معرفة يهود العراق الواسعة بـ اللغة العربية والدين الإسلامي، وتميزهم بذلك عن اليهود ذوي الأصول الغربية، ساهما بتحقيق نجاحات عسكرية لاحقة للجيش الإسرائيلي أمام الجيوش العربية.
وأوضحت أن من أهم العمليات الأمنية لعملاء الموساد من يهود العراق إطلاعهم على المحادثة الهاتفية بين زعيم مصر السابق جمال عبد الناصر مع ملك الأردن الحسين بن طلال عشية اندلاع حرب الأيام الستة عام 1967.
كما دأب يهود العراق على الحصول على المعلومات من مصادرها العلنية المكشوفة، كمتابعة قنوات التلفزيون العربية والصحف اليومية والإذاعات، فضلا عن مساهمتهم بتأسيس وتشكيل مجموعات المستعربين داخل جهاز الموساد.
وإلى جانب العمل الأمني -وفق مقال عادوت- فقد ساهم يهود العراق ببناء اقتصاد إسرائيل، وأحضروا بضائع تجارية، وعملوا في المصارف الأولى للدولة، وساهموا بتأسيس العديد من الوزارات والمكاتب الحكومية.
المصدر: الجزيرة