في الوقت الذي تحل علينا فيه ذكرى حرب اكتوبر، اتخذ نظام عبد الفتاح السيسي خلال الساعات القليلة الماضية العديد من الإجراءات، اعتبرها مراقبون تقربًا لإسرائيل وإهانة لذكرى حرب اكتوبر.
إخلاء سيناء
وبدأ النظام بتنفيذ المرحلة الثالثة من المنطقة العازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، شمال شرق البلاد، بحسب مسؤول محلي، بالتزامن مع ذكرى حرب أكتوبر.
وفي تصريحات صحفية، الأربعاء، قال محافظ شمال سيناء عبد الفتاح حرحور: «نطلقت عملية تنفيذ المرحلة الثالثة بإخلاء وإزالة المباني والمنشآت الواقعة على بعد كيلومتر واحد من الحدود الدولية مع قطاع غزة ولمسافة 500 متر».
وأوضح أنه سبق تنفيذ الإزالة في المرحلتين الأولى والثانية لمسافة 500 متر لكل مرحلة منهما، دون تفاصيل عن عدد مراحل عملية تنفيذ المنطقة وعرضها الإجمالي وموعد الانتهاء منها.
وتعمل السلطات ، منذ أكتوبر 2014 على إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، وتحديدا في مدينة رفح، بزعم «مكافحة الإرهاب»، بحسب تعبير السلطات.
مناورات أكتوبر
وبالتزامن مع احتفالات نصر أكتوبر، قامت السلطات بالاشتراك في مناورات حربية مع الكيان الصهيوني، اعتبارا من اليوم وغد، وهو اليوم السادس من أكتوبر الذي انتصر فيه المصريون على الصهاينة، واستعادت مصر أرضها، بدماء أبنائها، ليأتي السيسي ويخون هذه الدماء، ويشترك مع العدو التاريخي للمصريين في مناورات مشتركة، ويجعل من أهلها أعداءا ومن أعدائها شركاء له.
وقال وزير الدفاع اليونانى بانوس كامينوس إنه يتم وضع خطط لتدريبات مشتركة للقوات الجوية مع قبرص وإسرائيل ومصر ودول أوروبية اخرى فى إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار فى شرق البحر المتوسط.
جاءت تصريحات كامينوس والتي نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس الأربعاء بعد عرض عسكرى فى العاصمة القبرصية للاحتفال بالذكرى الـ 57 لاستقلال الجزيرة المنقسمة عرقيا.
وشمل العرض العسكري تحليقًا الطائرات الجوية اليونانية F-16.
الدخول عبر التأشيرة الإسرائيلية
في حين جاءت المفارقة الثالثة، حينما عبرت الوفود المصرية السياسية والإعلامية إلى غزة عن طريق معبر «إيريز بيت حانون» الحدودي الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي، ولم تدخل الوفود المصرية عبر معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر ويقع في أراضيها، على الرغم من أن هذا كان الأوقع.
وفاجأت الأخبار المتداولة حول حقيقة دخول الوفد المصري عبر القطاع المحتل، المصريين، كما أثارت تساؤلات عديدة، حول أسباب استخدام مصر هذا المعبر، في الوقت الذي تمتلك فيه معبرا مشتركا يدخلها إلى غزة، وهو معبر رفح. واعتبر سياسيون أن التصرف المصري يتسق مع سياسات الدولة، وهو رسالة إسرائيلية واضحة للعالم، أنها هي من يتحكم في معبر رفح وليس مصر، وأنها هي من تمتلك مفاتيح الدخول إلى غزة، رغم معبر رفح المصري.