قال إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إنّها تلقّت عروضًا منذ قرابة عامين من مبعوثين لهم صفات رسمية في الدولة؛ لكنها «لم تكن عروضًا بمعنى أن لديهم رؤية واضحة يقدمونها؛ بل كانوا يطلبون منا أنّ نوجدها نحن حلًا للأزمة في ظل بقاء الانقلاب العسكري، مع دعوة البعض منا إلى السفر للقاهرة لبحث الأمر».
وأضاف في حوار مع موقع «عربي 21»: «طلبنا منهم تحديد رؤيتهم أولًا، مع تأكيدنا لهم أنّ الجهة التي لها الحق في الحديث هي الرئيس الشرعي والقيادات المسؤولة خلف القضبان في سجون العسكر، وأن من في الخارج يمثّل عنصرًا معاونًا وليسوا هم أصحاب القرار؛ وعندما لم نجد لديهم أي رؤى جادة أو واضحة المعالم توقفت الأمور عند ذلك».
وتابع: «ما زلنا نصرّ على أنّ القرار في هذا الشأن لا يجب أن ينفرد به فصيل واحد، وموقفنا الواضح من عودة الرئيس مرسي هو جزء من موقفنا الحازم في الحفاظ وعدم التفريط في باقي شرعيات ثورة يناير، وأنه لا يجب إعطاء أي شرعية لسلطة النظام المنقلب من ما لا يملك ذلك إلى هذا الانقلاب الذي لا يستحقه».
وشدد نائب مرشد الإخوان على ضرورة «إيجاد حوار مجتمعي مخلص لمستقبل مصر بعيدًا عن نسب الانتخابات، طالما أنّ هناك ضمانات حقيقية لعدم الخروج عن الدستور والقانون».
ورقة محروقة
واعتبر أنّ السيسي «يسعى الآن بشدة على وضع آمن له؛ سواء عن طريق إجراء هذه الانتخابات أو تمديد مدته كرئيس، أو الحصول على تأمين بحياة له ولأسرته كرئيس سابق في مصر أو خارجها، وأن لا تكون نهايته شبيهة بنهاية (الرئيس الليبي السابق معمر) القذافي».
وقال إنّ «الجميع، دوليًا وإقليميًا، ينظرون حاليًا إلى قائد الانقلاب العسكري بأنه ورقة محروقة؛ بل إنه أصبح شوكة ضارة في ظهر كل من وقفوا معه وناصروه في الانقلاب على شعبه».
وبشأن موقف مؤسسات الدولة من دعم السيسي، قال إبراهيم إنّ «الواقع يقول إنّ السيسي كقائد للانقلاب العسكري في مصر أصبح مسيطرًا على عناصر الدولة العميقة كافة في مصر، التي كانت من أدوات الانقلاب، ولم أشاهد حتى الآن أيّ تغيّر حقيقي في مواقفها».
وأنهى حواره بالحديث عن مستقبل مصر قائلًا إنه «يفترض وجود رؤية جماعية بعد التخريب المتعمد الذي قام به الانقلابيون في مصر، وخصوصًا زرع شجرة الحنظل المتمثلة في صندوق النقد الدولي، والتفريط في المياه، والغاز، والاستقلال الحقيقي للأرض وللإنسان، اللذان ضاعا في حكم العسكر طوال 65 عامًا عجافًا».