قالت وزارة التضامن الاجتماعي إنّ السيارة التي سلّمتها الوزيرة غادة والي إلى الطالبة «آية مسعود» مهداة من مال عبدالفتاح السيسي الخاص وليست من بنك ناصر كما أعلنوا في البيان الأول.
وأعلنت غادة والي تسليم الطالبة آية طه مسعود عبدالجواد سيارة مجهّزة طبيًا لذوي الإعاقة يقودها الغير؛ تكريمًا لها على تفوقها وحصولها على المركز الأول في الثانوية العامة للقسم الأدبي بنسبة 99.3% بالرغم من حالتها الصحية؛ إذ تعاني من ضعف رباعي ولا تستطيع الحركة نتيجة وهن في العضلات.
وهذه هي المرة الثانية من نوعها؛ إذ سبق واستقبل السيسي في قصر الاتحادية الفتاة منى السيد بدر، التي عُرفت إعلاميًا بـ«فتاة العربة»، بعد أن أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بصورتها وهي تجر عربة البضائع بيدها لكسب قوت يومها؛ فدعاه السيسي إلى القصر وقال إنه كرّمها.
شعبية نسوية
واعتبر الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، أنّ «عبدالفتاح السيسي يحاول شراء شعبية نسوية قبل انتخابات 2018؛ فهو يعتمد على المرأة في مصر الآن اعتمادًا كليًا لعبور الانتخابات الرئاسية».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ المواطنين يعلمون جيدًا ما حدث لمصر منذ اعتلاء السيسي السلطة، وهو الآن يعلم أيضًا أنّ الشعب أدرك خطأه في اختياره له ويرغب في أقرب فرصة لخلعه من الحكم.
عام المرأة
وادّعى عبدالفتاح السيسي في لقائه بأعضاء المجلس القومي للمرأة في مارس الماضي حرصه على تمكين المرأة وتعزيز دورها في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، وأعلن أنّ 2017 سيكون عامًا للمرأة المصرية.
«اقفي جنب مصر»، كانت هذه أبرز العبارات التي قالها عبدالفتاح السيسي في خطابه أثناء افتتاحه مشروع «إيثدكو» للبتروكميات في الإسكندرية في أغسطس 2016؛ ليُطرح تساؤل عن مدى حرصه على مخاطبة النساء في معظم خطاباته التي يطلب فيها الدعم الشعبي.
ولم تكن مناشدة السيسي للنساء هي الأولى؛ فكانت المرأة حاضرة في معظم خطاباته؛ أبرزها ما قاله في كلمته أمام مجلس النواب في افتتاح دورته في فبراير الماضي، قائلًا: «نائبات مصر المحترمات أخاطب من خلالكن المرأة المصرية، صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن».
وبرر السيسي في هذه الكلمة اعتماده على النساء في الحشد أو طلب الدعم بأنهن «صمام أمان الوطن»، مطالبًا النائبات بـ«التمسك بالحلم في وطن مستقر وآمن».
صوت انتخابي
ورصد مركز «هردو» لدعم التعبير الرقمي، عبر ورقة عن أوضاع المرأة المصرية في انتخابات الرئاسة وبرلمان 2015، قدرة النظام على اللعب بورقة السيدات في الانتخابات، قائلًا: «نشير لانتباه القيادة السياسية منذ 30 يونيو 2013 إلى دور النساء في دفع الحراك السياسي والمشاركة السياسية، حيث امتلأت ميادين مصر بالنساء في 30 يونيو، وكذلك في الثالث من يوليو 2013، وبلغت نسبة تصويتهن 55% في الاستفتاء على دستور 2014».
وأضاف: «حسمت المرأة المصرية السباق لصالح السيسي في الانتخابات الرئاسية بنسبة 54% من إجمالي أصوات الناخبين؛ ما أكد أن الرهان على نسبة تصويت النساء في الانتخابات البرلمانية لهو رهان رابح، ومن هذا المنطلق جاءت دعوة السيسي للنساء بالنزول للاقتراع في خطابه المذاع بتاريخ 17 أكتوبر 2015 حيث وصف المرأة المصرية بأنها (أيقونة العمل الوطني ورمز التضحية من أجل الوطن)».
ومنذ سيطرته على حكم مصر، ظهر السيسي في مشاهد مدعيًا مناصرة المرأة؛ اعتبرها البعض إجراءً تسويقيًا.
وكانت أولى محطات السيسي مع الظهور مناصرًا للمرأة في 10 نوفمبر 2013، في مقر الأمانة العامة للقوات المسلحة؛ إذ استقبل وقتها بوصفه وزير الدفاع السيدة «عواطف سالم علي»، التي قالت مصادر إخبارية إن رافضين لمحاكمة الدكتور «محمد مرسي» صفعوها على وجهها أثناء أولى جلسات المحاكمة.
وتوالت اللقاءات التسويقية؛ كما حدث في 11 يوليو 2014، حين زار السيسي الفتاة التي تعرضت للتحرش في ميدان التحرير أثناء احتفالات أنصاره بفوزه في الانتخابات الرئاسية، وقدّم للفتاة باقة من الزهور الحمراء، واعدًا إياها بمحاسبة مرتكبي الحادث، وقائلًا: «حقك علينا، حمدًا لله على السلامة. لا تغضبي، وأنا تحت أمرك»؛ لكن لم يحدث أي حساب للجناة.
أما المشهد الأبرز فكان مع «الحاجة زينب»، صاحبة القرط الذهبي الشهير الذي تبرعت به لصالح صندوق «تحيا مصر» ورفض البنك تسلّمه، وكان ذلك في 27 يوليو 2004. ويعد هذا اللقاء الأكثر شهرة من بين كل لقاءات السيسي مع السيدات.
وتحوّلت هذه السيدة إلى قصة إعلان رمضاني للترويج للتبرع لصندوق تحيا مصر. وفي نهاية اللقاء، ودع السيسي السيدة المصرية المُسنّة إلى باب سيارة خُصّصت لنقلها.