كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن لعب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» دوراً في تنظيم استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق، منتقدا رفع الأكراد العراقيين أعلام إسرائيل خلال احتفالهم بنتيجة الاستفتاء.
وقال أردوغان خلال الكلمة التي ألقاها في اجتماع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في ولاية أرضروم، اليوم السبت، «هذا يثبت أمرً ا: أن لهذه الإدارة تاريخاً مشتركاً مع الموساد. إنهما يسيران يداً بيد».
وهدد أردوغان إدارة إقليم كردستان العراق بقوله «لسنا نادمين على ما فعلناه في الماضي، كانوا يأخذون منا جميع أنواع الدعم، ولكن بما أن الظروف تغيرت وقامت إدارة شمال العراق باتخاذ خطوتها رغم (اعتراض) بلادنا، فإنهم سيدفعون الثمن».
وأضاف «الآن تتواجد جميع دول الجوار، إيران والحكومة المركزية العراقية والطرف السوري في حالة تواصل مستمر، والجميع جاهز لأي تطورات سلبية، لن نسمح لهذه التطورات التي رسمت خلالها إدارة الإقليم خارطة على هواها… لا يمكن أن نقبل باستفتاء أجري في إقليم قام بحرق سندات الملكية والنفوس وربط بعض المناطق بنفسه بالقوة وبدون أي قانون».
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه ردود الفعل الإقليمية ضدّ الإقليم، مع إعلان طهران عن مناورات عسكرية مع بغداد، خلال الأيام المقبلة.
وبالأغلبية المطلقة رفضت أو تتحفظ الدول والقوى الإقليمية والغربية على استفتاء إقليم كردستان العراق، الهادف للانفصال عن العراق وتأسيس دولة كردية عدا إسرائيل التي دعمت الانفصال.
وشكَّل مؤيدو الاستقلال 92% وفق نتائج الاستفتاء الذي جرى الإثنين، بدعوة من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.
وسبق أن هدَّد أردوغان مرارًا بضرب كردستان اقتصاديًا، عبر إغلاق أنبوب النفط الذي يتم عبره تصدير بين 550 ألفاً و600 ألف برميل يوميًا من نفط الإقليم، عبر ميناء جيهان التركي.
وفي الإطار نفسه، قطعت الخطوط الجوية اعتباراً من الجمعة بين كردستان العراق والخارج، بطلب من الحكومة المركزية في بغداد.
رفع اعلام الاحتلال الاسرائيلي فور اعلان نتيجة استفتاء اقليم كردستان العراق
عواقب الإنفصال
من جانبه، حمّل رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إدارة إقليم شمال العراق وحدها، المسؤولية عن العواقب التي ستقع مستقبلًا، في تعليقه على الاستفتاء.
وقال يلدريم: «لا يعيش هناك (في الإقليم) أشقاؤنا الأكراد فقط، إنما يقطن فيه العديد من المجموعات العرقية معا. وإدارة الإقليم التي لعبت بالنار بعناد وطمع، من أجل مستقبل سياسي، هي المسؤولة الوحيدة عن الأحداث التي ستحصل بعد الآن».
ولفت إلى أن تغيير الوضع وجهود إنشاء دولة مصطنعة على الحدود الغربية الجنوبية لتركيا، تعد مسألة تمسّ الأمن القومي التركي.
وأكد أن بلاده لن تتردد على الإطلاق في استخدام جميع الإجراءات المنبثقة عن الاتفاقات الثنائية والدولية، في حال تعلق الأمر بأمنها القومي.
إقليم كردستان العراق بات معزولا عن المطارات الدولية بعد سريان حظر الطيران (رويترز)
مناورات عسكرية
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث الأول باسم القوات المسلحة الإيرانية، مسعود جزائري، اليوم، أن قوات من الجيشين الإيراني والعراقي ستجري مناورات عسكرية مشتركة في الأيام المقبلة على الشريط الحدودي الغربي المحاذي لإقليم كردستان العراق، وستمتد لتشمل كافة المناطق القريبة من المعابر الحدودية الإيرانية مع الإقليم.
ونقل موقع «تسنيم» الإيراني تصريحات «جزائري» التي قال خلالها إن طهران تجدد تأكيدها على دعم وحدة العراق وعدم انفصال أي جزء عنه، موضحا أن الحكومة العراقية طلبت من إيران التعاون لضمان استمرار إشراف بغداد على الحدود العراقية مع إيران.
وبين أن الاجتماع العسكري الذي جمع بين رئيسي هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري، والعراقية عثمان الغانمي «أكد عدم شرعية استفتاء كردستان العراق، كما بحث المسؤولان كل السيناريوهات الممكنة لضمان استقرار الشريط الحدودي، كما تم الاتفاق على السماح للقوات التابعة للحكومة المركزية العراقية بالاستقرار في قواعد ومراكز حدودية».