شارك المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والعشرات من قياداتها الدولية في عزاء مرشدها العام السابق محمد مهدي عاكف، الذي أُقيم بمدينة إسطنبول بتركيا.
جاء على رأس وفود العزاء نائب المرشد العام للإخوان إبراهيم منير، الأمين العام للإخوان محمود حسين، المراقب العام لجمعية الإخوان المسلمين بالأردن عبدالحميد ذنيبات، المراقب العام للإخوان في سوريا محمد حكمت وليد، وزير الإعلام المصري في عهد الدكتور محمد مرسي «صلاح عبدالمقصود»، وعضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان عبدالخالق الشريف، ومسؤول المكتب الإداري للإخوان في تركيا همام يوسف.
وأيضًا شاركت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في مراسم العزاء، بالإضافة إلى وفد الجماعة الإسلامية في لبنان، ووفود من إخوان الجزائر والعراق والكويت.
رثاء وتأبين
من جانبه، رثا إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، مهدي عاكف في كلمة له قائلًا إنّ «عاكف يمثّل تاريخ الجماعة والعمل للإسلام في العالم كله تمثيلًا شريفًا، ورزقه الله الشهادة لكي تبقى هذه الشهادة أمانة في رقابنا»، لافتا إلى أنه كان «عزيز النفس وقوي الهمة».
وانتقد محمود حسين، الأمين العام للإخوان المسلمين، النظام الحالي قائلًا إنّ «مصر لم تشهد ظلمات في تاريخها مثل ما تشهده في هذا العصر».
عشق النضال
قال همام يوسف، مسؤول المكتب الإداري للإخوان المسلمين في تركيا، إن مهدي عاكف «قضى حياته مجاهدًا في سبيل الله، وظل صامدًا ضاربًا المثل في الدعوة، وترك لنا تراثًا كبيرًا من القيم والأخلاق، والعمل لدين الله».
وأضاف أنّ «هذا الدين العظيم، الذي صنع رجالًا في صدره الأول، قادر على صنع رجال في مكان محمد عاكف وزمانه، كان مثالًا لهذه التربية الإيمانية»؛ معتبرًا أن ما حدث مع عاكف «اصطفاء من الله، كما هو حال الأخيار من قبله».
وركّز حديث عبدالحميد الذنيبات، المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن، على صبر «عاكف» وجهاده، قائلًا إنه «علم من أعلام الدولة الإسلامية؛ إذ بذل حياته لها، يدافع عنها، ولم يعط الدنية فيها، وعاش صابرًا مجاهدًا في الشباب والكهل».
وممثلًا عن حركة حماس، قال ماهر أبو الجواد إنّ «عاكف كان يحب المجاهدين، وحقٌّ لفلسطين أن تبكيك، ولقد رفع الله ذكرك في الدنيا».
وأضاف أنّ مهدي عاكف «كان يرفض أن يقدّم أيّ قضية أخرى على القضية الفلسطينية؛ فهي التي يجتمع عليها جميع الشرفاء في العالم، عرفناه في كل حياته شابًا، وتحس دائمًا في قلبه وعقله بروح الشباب، وهو قريب جدًا ممن يقترب منه».
واعتبر محمد وليد، المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، أنّ «الأمة فقدت قامة كبيرة من قامات العالم الإسلامي».
كما ألقى ياسين أقطاي، المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» (الحاكم) في تركيا، كلمة لتأبين «عاكف» في بيت العزاء الذي استمر خمس ساعات، ونقل للحاضرين سلام رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم.
وتوفي يوم الجمعة الماضي محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين والسابع لها، داخل مستشفى القصر العيني بالقاهرة؛ بعد صراع مع المرض داخل السجون المصرية بسبب الإهمال الطبي.
اُعتقل مهدي عاكف على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث مكتب الإرشاد» عام 2013، التي وقعت فيها اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومعارضيها قبل أشهر من الانقلاب على حكم الدكتور محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013.
وقضت المحكمة بسجنه 25 عامًا؛ لكنّ محكمة النقض ألغت الحكم في يناير 2016 وطالبت بمحاكمته من جديد.
ونُقل مهدي عاكف بين سجون عدّة أثناء اعتقاله الأخير؛ منها سجنا العقرب وطرة، وأثارت معاملة السلطات المصرية له انتقادات كثيرة؛ بسبب وضعه الصحي السيئ وتجاهل الرعاية المناسبة له.
كما تنقّل في الآونة الأخيرة بين محبسه في القاهرة ومستشفى القصر العيني الحكومي، الذي يوجد فيه قسم خاص بالسجناء للمتابعة الطبية، قبل أن ينتقل مؤخرًا إلى مستشفى قصر العيني الفرنساوي (استثمارية) ويتحمل تكاليف علاجه، وفق مصدر قانوني مطلع.
ووجّهت إليه تهم؛ من بينها إهانة القضاء بعد تصريحات نسبتها إليه صحيفة كويتية قال فيها إن القضاء فاسد، وبرّأته المحكمة من هذه التهمة في مايو 2014؛ لكنه بقي في السجن بسبب تهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين. ولم تكتف السلطات بذلك؛ بل منعت الصلاة عليه في أيّ من مساجد مصر، وأقرت باقتصار العزاء على مراسم الدفن، وفق الحقوقي حليم حنيش.
وقبل أيام، أطلقت أسرة مهدي عاكف حملة تدوين للمطالبة بالإفراج الصحي عنه؛ مؤكدة تدهور صحته بشكل يهدد حياته. ويرجع سوء معاملته إلى كونه المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمين، وتولى هذا المنصب بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير عام 2004؛ ثم خلفه د.محمد بديع بعد انتهاء ولايته ورغبته في ألا يستمر مرشدًا عامًا للجماعة.