حالة من الجدل أثارتها تصريحات بعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، حول إنشاء أكشاك للفتوى في الجامعات والمدارس والنوادي، بعد تطبيق الفكرة في محطات المترو.
وعلى الفور خرجت وزارة التعليم العالي، لتعلن نفي فكرة إنشاء هذة الأكشاك في الجامعات، في الوقت الذي خرج أكثر من عضو في مجمع البحوث الإسلامية ليعلن عن التوسع في هذة الأكشاك في النوادي والمدارس والجامعات.
توسيع أكشاك الفتوى
وقال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن هناك اتجاهًا لتنفيذ وتوسع أكشاك الفتوى فى مراكز الشباب خلال الفترة المقبلة، وأيضًا الحملات المتنقلة فى المدارس والجامعات، وذلك ضمن خطة المجمع فى مواجهة الأفكار الهدامة، والفتاوى الشاذة التى أطلقت خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى التشاورات التى تجرى مع هيئة المترو لتجديد البروتوكول بينهما لاستمرار عمل مكاتب الفتوى بها.
وأضاف ، فى تصريح صحفي، أن توسع عمل أكشاك الفتوى «يأتى بعد النجاحات التى حققتها طوال الفترة التى دشنت بها فى محطات المترو لمواجهة الفتاوى الشاذة والتكفيرية، والعمل على تصحيح المفاهيم لدى المواطنين والتعريف بالدين الوسطى الصحيح»، على حد وصفه.
إسقاط هيبة الأزهر
ومن جانبه قال جمال عبدالستار وكيل وزارة الأوقاف السابق، أنه لم يكن المقصود من هذة الأكشاك إرشاد المواطن للحق والدين، فلو هذا هو المقصود، فلماذا يتم حذف الدين من مناهج التعليم والمؤسسات، ويتم إزالة أي مظهر ديني.
وأضاف عبدالستار في تصريح خاص لـ«رصد»، أن هذة الأكشاك وضعت لإثارة الكلام حول علماء الأزهر، وإسقاط قيمة الدين والعلماء، ويتم وضع علماء الأزهر داخل أكشاك ليصبحو محل للجدل والحديث.
وأوضح عبدالستار أن من يريد نشر الدعوة يعلي من قيمة العلماء وليس يسقط هيبتهم، وما يحدث في هذة الأيام هو محاربة كل ما هو إسلامي، وأن يصبح الدين عبارة عن فتاوى شاذة في الفضائيات، وأكشاك في الشوارع.
ليست ضد المسحيين
وقال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجلس البحوث الإسلامية، إن تجربة وضع أكشاك الفتوى في الجامعات ليست ضد المسيحيين بل تنصب في صالحهم، موضحًا أن الأقباط هم المستهدفون بالفتاوى الضالة، وبالتالي فإن وضع تلك الأكشاك داخل الجامعة يرسخ معنى المواطنة بين المسلمين والأقباط.
وأضاف «النجار»، خلال مداخلة هاتفية مع قناة “DMC” مساء السبت، أن تلك الأكشاك ستصب في صالح الطرفين المسلمين والأقباط، حيث أن الدين لله والوطن للجميع لافتًا إلى أنهم يسعوا لوضع الخدمة في المكان الذي ستتطلب وجوده، والمكان الذي يظن البعض أنه مكان لطلب الفتوى سواء مدرسة أو مسجد أو جامعة.
ابتزاز ديني
وفي المقابل استنكر الدكتور خالد منتصر، المفكر والكاتب الصحفي، ما يتداول حول إنشاء أكشاك للفتوى داخل الجامعات، موضحًا أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار، صرح في وقت سابق بأنه لن يسمح بممارسة الأحزاب السياسية نشاطها داخل الجامعة.
وتساءل منتصر، خلال مداخلة هاتفية مع قناة «DMC»: «إزاي يمنع ممارسة العمل السياسي داخل الجامعة، ويسمح بإنشاء تلك الأكشاك والتي تُعد نوع من أنواع الابتزاز الديني»، على حد وصفه.
وأشار إلى أن هناك نوع من الابتزاز الديني من بعض المؤسسات تقوم الدولة بالاستجابة لهم، ويتم بعد ذلك الدخول في صراعات «نحن أكثر إيمانًا منكم، والتانيين يقولوا لا إحنا أكتر وهكذا»، موضحًا أن دخول تلك الدائرة لا تنتهي.
التعليم تنفي
وقالت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، إن حديث بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى عن إن إنشاء أكشاك للفتوى بالجامعات المصرية أمر غير مطروح للنقاش، مشيرة إلى أن الجامعات تدير أنشطتها الثقافية المتنوعة، من فنون وعلوم وآداب وتوعية دينية، ضمن خططها للأنشطة السنوية التى يقرها المجلس الأعلى للجامعات برئاسة الوزير.
وأكدت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، فى بيان صادر عنها، اليوم الأحد، أن موضوع إنشاء أكشاك للفتوى بالجامعات لم يُطرح لأى نقاش على مستوى الوزارة أو المجلس الأعلى للجامعات أو أى جامعة من الجامعات المصرية.
وأجرى الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، اتصالا هاتفيا بالدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بشأن ما جرى تداوله مؤخرا حول افتتاح مكاتب للفتوى بالجامعات، وأكد الأمين العام للوزير أن المجلس لم يناقش الأمر ولم يتواصل مع الجامعات والمدارس فى هذا الشأن.