نعى الدكتور محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان المسلمين، اليوم السبت سلفه محمد مهدي عاكف، الذي وافته المنية أمس الجمعة محبوسًا في مستشفى القصر العيني بالقاهرة؛ بسبب الإهمال الطبي في السجون.
وفي كلمته التي سمح بها القاضي حسن فريد، رئيس هيئة محكمة جنايات القاهرة أثناء محاكمته مع نجل الدكتور محمد مرسي و737 آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«فض اعتصام رابعة»، قال «بديع»: «كما تدين تدان»؛ في إشارة إلى السلطات التي منعت جنازة مهدي عاكف.
وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، رئيس هيئة الدفاع عن متهمي جماعة الإخوان المسلمين في مصر، في تصريحات صحفية، إن جثمان مهدي عاكف سيُدفن مساء اليوم بمقبرة أسرته في القاهرة.
على نهج الإمام
وقال محمد بديع اليوم: «أنعي إلى الشعب المصري والأمة الإسلامية وجماعة الإخوان استشهاد الأستاذ عاكف، وإن هذا لم ولن يثننا عن قضيتنا، ودعوتنا مستمرة وقائمة».
وتابع: «الأستاذ عاكف ارتقى ونال ما نال إمامه حسن البنا… وآلمني إصدار عدم حضور أيّ شخص جنازته سوى زوجته وأبنائه، وهذا ما حدث مع جنازة الإمام الشهيد حسن البنا».
وتوفي «حسن البنّا»، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، في فبراير 1949 بمستشفى حكومي متأثرًا بجراح طلق ناري، وفرضت حراسة أمنية مشددة على جثمانه عقب الوفاة، ومُنع أي شخص من حضور جنازته ومراسم دفنه باستثناء أسرته.
ووجه «بديع» رسالة لمن ضيّق على جنازة مهدي عاكف، دون تحديد اسم بعينه، قائلًا: «من فعل هذا مع الإمام البنا مات ولم يمش في جنازته إلا زوجته وأبناؤه؛ فكما تدين تدان، وسنقتص يوم القيامة لأخذ حقوقنا المسلوبة».
واُعتقل مهدي عاكف على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث مكتب الإرشاد» عام 2013، التي وقعت فيها اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومعارضيها قبل أشهر من الانقلاب على حكم الدكتور محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013.
وقضت المحكمة بسجنه 25 عامًا؛ لكنّ محكمة النقض ألغت الحكم في يناير 2016 وطالبت بمحاكمته من جديد.
ونُقل مهدي عاكف بين سجون عدّة أثناء اعتقاله الأخير؛ منها سجنا العقرب وطرة، وأثارت معاملة السلطات المصرية له انتقادات كثيرة؛ بسبب وضعه الصحي السيئ وتجاهل الرعاية المناسبة له.
كما تنقّل في الآونة الأخيرة بين محبسه في القاهرة ومستشفى القصر العيني الحكومي، الذي يوجد فيه قسم خاص بالسجناء للمتابعة الطبية، قبل أن ينتقل مؤخرًا إلى مستشفى قصر العيني الفرنساوي (استثمارية) ويتحمل تكاليف علاجه، وفق مصدر قانوني مطلع.
ووجّهت إليه تهم؛ من بينها إهانة القضاء بعد تصريحات نسبتها إليه صحيفة كويتية قال فيها إن القضاء فاسد، وبرّأته المحكمة من هذه التهمة في مايو 2014؛ لكنه بقي في السجن بسبب تهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين. ولم تكتف السلطات بذلك؛ بل منعت الصلاة عليه في أيّ من مساجد مصر، وأقرت باقتصار العزاء على مراسم الدفن، وفق الحقوقي حليم حنيش.
وقبل أيام، أطلقت أسرة مهدي عاكف حملة تدوين للمطالبة بالإفراج الصحي عنه؛ مؤكدة تدهور صحته بشكل يهدد حياته. ويرجع سوء معاملته إلى كونه المرشد العام السابع لجماعة الإخوان المسلمين، وتولى هذا المنصب بعد وفاة سلفه مأمون الهضيبي في يناير عام 2004؛ ثم خلفه د.محمد بديع بعد انتهاء ولايته ورغبته في ألا يستمر مرشدًا عامًا للجماعة.