نعى عدد من السياسيون، وفاة مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، في مستشفى قصر العيني بعد إصابته بالسرطان داخل المعتقل، محملين نظام عبد الفتاح السيسي المسؤولية الكاملة عن وفاته بهذا الشكل.
وقال ممدوح حمزة، الناشط السياسي في تصريح لـ«رصد»:«السلطة لم ترحم مهدي عاكف رغم عدم إدانته ولم تراعي سنه الذي اقترب من التسعون عام، ولم تراعي حالته الصحية وكأنه تنتظر موته دخل السجن».
وأضاف حمزة، «موت مهدي عاكف مصابا بسرطان أصيب به داخل السجن، وبمستشفى تحت حراسة شديدة ومنع من الزيارة، يعري النظام ويكشف وحشيته التي لم ترحم الضعيف والمغلوب على أمره».
وطالب حمزة، السلطات بمنح الإفراج الصحي لكل من حالته مثل مهدي عاكف، احتراما للانسانية وللآدمية بعيدا عن الوضع في الاعتبار للانتماءات السياسية.
لم يعاملوه مثل مبارك
الدكتور يحيى القزاز أستاذ العلوم السياسية، قال في تصريح لـ«رصد»: «مهدي عاكف لمي يتم معاملته مثل الفاسدين على رأسهم حسني مبارك، والهارب حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، رغم ثبوت تورطهم في قتل مئات الثوار في 25 يناير».
وأضاف القزاز:«عاكف لم يموت لكنه قتل ببطئ، وعانى من السرطان الذي لم يصيب به إلا حينما دخل السجن، وكأنه تعرض لإصابة متعمدة لقتله بالبطئ ليكون عبرة لمعارضي النظام، لكن في الحقيقة هذه الواقعة سبة في ملف نظام السيسي».
موته كرامة وفداء
وقال الدكتور طلعت فهمي، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، إنّ «وفاة محمد مهدي عاكف بسبب المرض في سجون الانقلاب العسكري رسالة تدل على الإرادة والكرامة والفداء أمام الظلم وأتباعه».
وتوفي الجمعة محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين والسابع لها، داخل مستشفى القصر العيني بالقاهرة، بعد صراع مع المرض داخل السجون المصرية؛ بسبب الإهمال الطبي.
وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، رئيس هيئة الدفاع عن متهمي جماعة الإخوان المسلمين في مصر، في تصريحات صحفية، إن جثمان مهدي عاكف سيُدفن مساء الجمعة بمقبرة أسرته في القاهرة.
ثبات وكرامة
وقال طلعت فهمي، في تصريح لـ«رصد»، إنّ «مهدي عاكف هو رمزا للثبات البطولة والفداء فقد عاش بطلا ومات شهيدا، ونحن نحسبه عند الله شهيدا، فقد أكمل رسالته للعالم الحر بأن العزة والكرامة لا يضاهيا أي ثمن».
وتابع: «مهدي عاكف انتصرت إرادته على الظالمين والمجرمين في تاريخ نضاله، وله عبارة شهيرة لمبارك يقول له:« أنا وأنت على أعتاب الآخرة، محذرًا إياه من الظلم».
وقال إنّ «كرامته أبت أن يقدّم تنازلًا للظالمين ليخرج من سجنه؛ واختاره والعيش مريضًا فداء لرسالة الكرامة والحرية وألا يتنازل عن حقوق الشعب المصري الحر». وأضاف: «هذا الرجل عرفه المجاهدون في مصر وفلسطين ودافع عن أرض مصر، وناضل ضد العدوان الصهيوني على فلسطين؛ فهو رمز لكل مجاهد في العالم».
عقدة الانقلاب
وعن تعنّت السلطة في منحه الإفراج الصحي، علق طلعت فهمي بقوله إنّ «السيسي وأتباع الانقلاب عندهم عقدة نقص من المفكرين وأصحاب العلم والعلماء والمعلمين؛ لذلك يستشعرون النقص».
وأضاف أنّ «السيسي مثل فرعون وملوك الظلم يلجؤون إلى الجرائم، كما حدث مع أصحاب الأخدود؛ لكنّ المجاهدين والمؤمنين رفضوا أن يتبعوا الظالمين، وفي كل عهد سيظل هناك رجال مثل مهدي عاكف يرسخون مبدأ النضال ضد الظالمين، والأمر نفسه يُمارس ضد الدكتور عصام الحداد والدكتور أحمد عارف وأساتذة الجامعات والعلماء».
وقال إنّ «استشهاد مهدي عاكف ما هو إلا رسالة للانقلاب وأتباعه بأنهم لن يأخّروا أجلًا لصد الثوار عن طريقهم؛ فهمدي عاكف عاش نبيلًا وشامخًا، وقضى إلى الله وله قيمة كبرى في نفوس الإخوان المسلمين، وسنتقدم إلى الأمام وسنواصل نشر هذه القضية؛ لأننا نوقن أنّ الانقلاب لم يكن على الإخوان؛ بل على تجربة محاولة النهوض بالأمة وتحقيق العدل».