قال موقع «ذا أوبزيرفر ليبيا» إنّ الليبيين يستعدون الآن لموجة جديدة من الاحتجاجات على مستوى البلاد في 25 سبتمبر، ومن المرجح أن يخرجوا في الساحات العامة للمطالبة بحقوقهم السياسية والاقتصادية ضد الهيئات الحاكمة الحالية من الشرق إلى الغرب.
وأضاف الموقع، بحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ «نقطة التحول الجديدة تذكّرنا بأيام ثورة فبراير؛ إذ توحّد جميع الليبيين -أو معظمهم- على فكرة واحدة: الاحتجاج ضد الديكتاتور معمر القذافي والإطاحة به».
من سيخرج؟
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تنادي بالتجمّع في ميدان شهداء طرابلس، في العاصمة الليبية، مطالبًا الجميع، الشباب والشيوخ والنساء والنشطاء والآخرين، بالخروج والاحتجاج في 25 سبتمبر.
وعلى أرض الواقع، شوهد ليبيون يتحدثون عن الخروج في 25 سبتمبر، وشوهد آخرون يضعون ملصقات الدعوة على سياراتهم، كما يتحدث ليبيون الآن عن هذه الاحتجاجات المزمع القيام بها؛ إما وجهًا لوجه أو على وسائل الإعلام الاجتماعية.
من الداعي إلى الاحتجاجات؟
قال الموقع إنّ رجل أعمال ليبيًا يعيش في سويسرا، يدعى «باسط إغتيت»، يقف وراء الدعوات، وهو شخصية نشطة منذ بداية ثورة فبراير الليبية، ثم ترشح بعدُ إلى منصب رئيس مجلس الوزراء في ليبيا عام 2014؛ لكنه اعتذر وفضّل الابتعاد عن المشهد السياسي الليبي حتى عام 2016.
بدأ دعوته إلى احتجاجات 25 سبتمبر، التي أطلق عليها «ثورة على الفساد والسياسيين الانتهازيين والأداء السيئ» لجميع الحكومات من الشرق إلى الغرب في البلاد، وكذلك على الجماعات العسكرية والمسلحة والمليشيات في جميع أنحاء البلاد دون استثناء.
وقال عن رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطنين إنه يفتقر للخبرة وقيادته السيئة للحكومة، وألقى باللوم عليه وعلى قائد الجيش الليبي خليفة حفتر؛ واتهمهما بالتسبب في معاناة الشعب الليبي وسقوط الاقتصاد.
وانتقد «باسط» في رسالة له دعوة رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني «السراج» لرفع الحظر المفروض على استيراد الأسلحة التي تفرضها الأمم المتحدة، وقال إنّ وعد السراج برفع الحظر غير مسؤول، كما انتقد «حفتر» لتسببه في خسائر هائلة للبنوك في المنطقة الشرقية من ليبيا التي يسيطر عليها، وقدّرت الخسائر بـ20 مليار دولار؛ وهو ما ترك البلاد على حافة الإفلاس.
بماذا يَعِدُ حراك 25 سبتمبر؟
قال الموقع إنّ «باسط» يستخدم بطاقات شرح عليها الظروف المعيشية السيئة والأزمات الاقتصادية في البلاد، واعدًا في آخرها أنّ أحد حلوله للوضع يتمثل في تشكيل حكومة «تكنوقراط»، تقدّم حلولًا مناسبة للأوضاع الراهنة، واعدًا بحماية الذين سينزلون بتوفير التغطية الإعلامية الدولية ومساعدة قوات الأمن الداخلي.
وطلب من الليبيين الخروج من أجل حقوقهم. وبعد ذلك، يجب عليهم انتظار التغيير لأكثر من 15 عامًا؛ فستُدخل تحسينات تدريجية.
كما تحدث عن حقيقة أنه لن يسمح لليبيا بأن تكون ملعبًا للتدخل الغربي، لافتًا إلى تأثير قطر ومصر والإمارات وفرنسا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية على مختلف الأحزاب في البلاد، وأكد أنه الولايات المتحدة ستدعمه في خطوته القادمة، وهي الخطوات التي تركت علامات الاستفهام بين مراقبين.
رد الفعل الرسمي
لم ترد أي ردود فعل من مسؤولين رسميين مثل السراج وحفتر ورئيس مجلس النواب على هذه الدعوات. لكن، جاءت ردود فعل من مسؤولين أمنيين مثل قائد اللواء الثوري في طرابلس «هيثم التاجوري»، الذي قال بعد أن عبر عن رفضه للاحتاج إنه سيحمي حق الليبيين في التعبير السلمي عن رأيهم، بالرغم من ذلك.
شك والتوقعات
مع بقاء يومين فقط على تحرك 25 سبتمبر، ينتظر الليبيون هذا اليوم لمعرفة إلى أي مدى سيلتزم «باسط» بكلماته، وإلى أي مدى يمكن للمواطنين الليبيين المحتجين العاديين اتخاذ قرارات بشأن مصير بلادهم؛ على الرغم من أن القرارات التي سيصدرونها ستكون من «باسط» وداعميه.