لا يمر يوم على المصريين، دون ظهور أزمة جديدة على الساحة الدينية، فمن الفتاوى الشاذة التي شغلت الرأي العام، والتي كان أخرها «نكاح الوداع»، إلي غناء شيخ أزهري بملابس الأزهر الرسمية، وأخيراً وليس أخرا، الاستعانة براقصات لافتتاح مسجد في البحيرة، بحضور مسؤولين من وزارة الأوقاف.
وأثار تصدير إعلام النظام لهذة المشاهد، موجة من الغضب من قبل الأزهر، الذين اعتبروا أنها حملة منظمة من أجل إسقاط هيبة الأزهر، والقضاء على احترامة وشعبيتة.
افتتاح مسجد بالبحيرة
وجاء حفل راقص نظمته محافظة البحيرة، في ساحة مسجد «أبي مندور» الأثري برشيد، التابع لوزارة الآثار، خلال حفل لافتتاح أعمال تطوير المسجد، بالتزامن مع الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة، حالة من الجدل، فيما عبر عدد من مواطني المحافظة عن رفضهم لإقامة الحفل أمام المسجد.
وطالب المواطنين بالتحقيق في هذة الواقعة، وقال أحد المواطنين: «ما حدث يعتبر تعديًا صارخًا للمقدسات الإسلامية، وعدم احترام للعادات والتقاليد، والغريب أن الحفل الراقص تم على مرأى ومسمع ممثلين من وزارة الأوقاف بمحافظة البحيرة وهيئة الآثار المصرية».
غناء شيخ أزهري
قضية أخرى أثارت الرأي العام، وهي قضية الداعية الأزهري إيهاب يونس.
البداية عندما طلبت الإعلامية شريهان أبو الحسن، مقدمة برنامج «ست الحسن» على قناة ONTV الفضائية المصرية، من شيخ يدعى إيهاب يونس، أن يسمعها «أغنية من زمن الفن الجميل» فاستجاب لطلبها وقال: «حاضر. ممكن أغنية لسّه فاكر للست أم كلثوم»؟ فقالت أبو الحسن: «يا ريت».
وحين انتهى من وصلته الغنائية، قالت له المذيعة شريهان: «الله يفتح عليك يا عم الشيخ» إلا أن ما انفتح بعد وصول فيديو عن غنائه إلى مواقع التواصل، هو غضب عارم تعدى تلك المواقع، ووصل حتى إلى الشارع المصري.
الفتاوى الشاذة
تعتبر الفتاوى الشاذة من أكثر القضايا التي شغلت الرأي العام الفترة الماضية، والتي كان أخر أبطالها أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، الدكتور صبري عبد الرؤوف، الذي أفتى إنه تجوز للزوج معاشرة الزوجة المتوفاة أو ما تسمى «مضاجعة الوداع».
وقال: «إنه حلال، لكن أين النفس البشرية التي تقبل هذا؟!»، أضاف في برنامج «عمّ يتساءلون»، المذاع على فضائية «ltc»: إن الأمر شاذ، لكنه لا يندرج تحت حكم الزنا، وإن أتى به الزوج، فهو مخالف للمألوف، ولا يعاقب عليه كحكم الزنا».
عمائم للأزمات
من جانبه يؤكد الدكتور وصفي أبو زيد، الأستاذ المختص في مقاصد الشريعة الإسلامية، أن هناك حملة منظمة من قبل الإعلام لتصدير مشهد فوضى الفتاوى، وإسقاط هيبة علماء الأزهر، وتصدير مشايخ السلطان للإعلام.
وأضاف «وصفي» في تصريح خاص لـ«رصد»، أن الهدف من هذه الحملة، القضاء على شعبية الأزهر، وإظهار شيوخ السلطان فقط، وجعل الدين لعبة في أيديهم.
إسقاط هيبة الأزهر
وأوضح الدكتور جمال عبد الستار، الأستاذ بجامعة الأزهر، والأمين العام لرابطة علماء أهل السنة، أن النظام يصدر هؤلاء المشايخ في المشهد الإعلامي، وأن تضخيم فتواهم وتصرفاتهم تهدف لإسقاط فكرة احترام رجال الدين لدى المواطنين.
وأضاف «عبد الستار» في تصريح خاص لـ«رصد»، أن هذة الحملة يلعب الإعلام فيها الدور الرئيسي عبر تصدير الفتاوى الشاذة، والنماذج المثيرة للجدل.
وأوضح أن النظام الحالي يريد أن تخرج جميع الفتاوى من خلالة، وأن يحكم سيطرتة على جميع المؤسسات الدينية، وأن إسقاط هيبة الأزهر بهذة الطريقة سوف يسهل عليه خطتة، فيتم تصدير هذة النماذج، وحجب النماذج الجيدة.