تتصاعد كل يوم أزمات الاقلية المسلمة «الروهينجا»، هربوا من القتل، ليجدوا أمامهم الموت ينتظرهم على قارعة كل طريق، وسط صمت عربي، ودول أوروبية تغض الطرف عن كافة الانتهاكات في حق المسلمين.
فر المسلمون من بلدهم ميانمار، بعد أن طالهم عنف وتعذيب وحرق، من قبل قوات الجيش والشرطة، في حملة تطهير عرقي لإقليم أراكان، واتجهوا إلى بنجلاديش آملين ان يجدوا الملاذ الآمن.
الفرار من ميانمار
في آخر إحصائية، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن نحو 421 ألف شخص من أقلية الروهينجا المسلمة فروا من ميانمار إلى بنجلاديش خلال أقل من شهر منذ بداية أعمال العنف هناك.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ماريكسى ميركادو إن أكثر من ربع مليون طفل، كانوا من بين الفارين من ميانمار
لم يكن الخروج من ميانمار، أمرا هينا وسط ملاحقات للأقلية المسلمة، وحرق قرى بأكملها، فالنظام الذي قتلهم داخل حدوده، لم يرق له أن ينجح المسلمون في الفرار من الموت.
وقالت منظمة العفو الدولية أن جيش ميانمار بزرع ألغام أرضية على الحدود مع بنجلاديش التي يفر إليها أعداد كبيرة من أقلية الروهينجا المسلمين جراء العنف، وقعت خلالها إصابات خطيرة.
الموت غرقا
لم يكد الروهينجا الفارون، ينجون من الموت على يد سلطات بلدهم، إلا وحاصرهم الموت مرة أخرى، خلال هروبهم على قوارب هجرة متجهة إلى بنجلاديش، بسبب الأمواج في مصب نهر ناف الذي يتدفق باتجاه خليج البنغال.
ولقي عدد كبير من الفارين حتفهم، جراء انقلاب عدد من القوارب في البحر، حيث أنهم لا يستطيعون السباحة، وأعلنت الشرطة في بنجلاديش أنه تم العثور على 84 جثة في نهر «ناف» منذ اندلاع أعمال العنف في ميانمار، مشيرة إلى أن ليس من المؤكد وجود ضحايا أكثر أم لا.
وأثارت صورة لأم تحتضن رضيعها لآخر مرة، بعد غرق قاربهم، استياء مواقع التواصل، داعين إلى تقديم المتسبب في العنف للمحاكمة الدولية.
مخيمات الموت في بنجلاديش
استقبلت مخيمات اللاجئين في بنجلاديش، والهند، الفارين في ميانمار، ولكن الواقع في تلك المخيمات كان يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، فلا فراش ولا طعام، ولا أدوات طبية تعالج المصابين.
يفترش اللاجئون الروهينجا أرض المخيمات، دون أي عازل عن الوحل الذي يعمها، جراء الامطار المستمرة، ويشرببون من مياه ملوثة، لا بديل لهم عنها.
وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من كارثة صحية سوف تنفجر في مخيمات اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش، نتيجة عدم توفر الغذاء أو الماء الكافي وصعوبة الوصول إليها بالإضافة إلى تدفق مياه الصرف الصحي.
وقال روبرت اونوس منسق الطوارئ لدى المنظمة في بيان نشر مساء الخميس «كل الشروط متوافرة لانتشار وباء يتحول إلى كارثة على نطاق واسع»، مضيفا «نخشى انتشار الكوليرا والحصبة بشكل خاص».
المخيمات خالية من المراحيض، كما أن اللاجئين فيها يموتون يوميا بسبب الجفاف، والتي أصبحت مكتظة بهم، ولا يمكنها استقبال آخرين.
البلاد ترفضهم
الأوضاع المأساوية في دول الجوار، لم تتوقف فقط على المخيمات الغير إنسانية وافتقارها للمتطلبات الأساسية، بل أنهم أيضا يواجهون اضطهادا جديدا، من قبل البوذيين في الهند.
وذكر قال مسؤول مخيم جمعية الجماعة الإسلامية في تصريحات للأناضول، أنهم يواجهون حملات معادية حيث ينظم هندوس متطرفون حملات تدعو لطرهم من البلاد باعتبارهم «خطرا».
وأعلنت الهند يوم الأربعاء غلق الحدود البحرية، بعد تلقيها معلومات تفيد بسعي لاجئين من أقلية الروهنجا المسلمة الفارين من بلادهم ميانمار، إلى استخدام ممراتها البحرية.
وقالت الهند أنها تعتبر الفارين من ميانمار، تهديدا أمنيا خطيرا على البلاد.
كما طالبت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة، ميانمار باستعادة مئات الآلاف من لاجئى الروهينجا الفارين إلى بلادها.
كما تتعرض المساعدات التي تصل غلى اللاجئين الروهينجا، إلى عرقلة مستمرة، كان آخرها، إلقاء مئات البوذيين المحتجين على وجود الروهينجا، قنابل حارقة على الشحنات التي تصل إليهم، بعد أن أجبروا اللجنة الدولية للصليب الاحمر على تفريغ حمولة المركب.