هات… مفتاح .. مصر … يا شاطر
===========================
بقلم : الدكتور محمود العادلي *
يقال – والعهدة على الراوي – إن المرشحين لرئاسة مصر … كل منهم يغني على ليلاه.. فبعضهم يغني – مع أم كلثوم – .. .. (( مصر)) التي في خاطري وفي فمي …. أحبها من كل روحي ودمي … ياليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها… بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا )) …
غير أنه .. تم ضبط بعضهم … يغني – ( في الحمام ) … وفي ( إجتماعاته الخاصة ) … وفي أماكن أخرى – نفس الأغنية ..بس بعد … تغيير كلمة ( مصر ) … بكلمة أخرى … ففريق منهم أختار كلمة ( السلطة ) … والبعض…اختار كلمتى ( المال والأبهة )… والبعض أختار كلمة ( الجماعة ) …حيث تم ضبطه .. يغني (( الجماعة التي في خاطري وفي فمي …أحبها من كل روحي ودمي ….إلخ الأغنية)).. المهم .. أن بعض المشتاقين للجلوس على كرسي ( الرئاسة ) ….مؤهلاته … وخبراته … لاتؤهله …لأن يشغل هذا المنصب الرفيع …وبعضهم … يعتقد أن ( تمكينه ) .. من هذا المنصب …هو …( قضاء … و قدر … وأمر إلهي) …يجعل المنصب … ينساق إليه …إنسياقاً … وأن … خبراته … في مجال ( التجارة ) … كافية … في حد ذاتها .. لأن يكون مؤهلاً .. لمثل هذا المنصب الرفيع …وذلك إستناداً … إلى أن … التجارة ( شطارة )… وأن ( الشيطان … شاطر )) … وان العمل بالسياسة … محتاج … إلى ( شطار ) في التجارة …. لتغطية الناحية الإقتصادية … في البلاد … وإلى (( شياطين شطار)) … للتعامل … مع أهل السياسة… والبولوتيكا … التي يغلب فيها ( الجانب الشيطاني ) على الجانب ( الملائكي )) ….
ولقد … (( أنشطر )) … المجتمع المصري … (( إنشطارات)) … عديدة .. – كإنشطارات الذرة – نتيجة ترشيح (المرشح … الشاطر ) … لرئاسة الدولة … فإنشطر … أولاً .. المصريون – بوجه عام – إلى … مؤيد .. ومعارض لهذه الفكرة … ثم .. أنشطر أصحاب التيار الإسلامي … إلى شطرين …. (( شطر معه)) … و… ((شطر ضده)) … ثم إنشطرت جماعة ( الأخوان المسلمين ) … إنشطارات متعددة … سواء … فيما يتعلق بأعضاء الجماعة … من الداخل .. وسواء فيما يتصل بأعضاءها .. المنتسبين …أو المفصولين .. أو المستقيلين … وسواء … في ذلك … شيوخ الجماعة … وشبابها … كما أنشطر … التيار السلفي .. إنشطارت عدة … بخصوص هذا الترشيح … الذي قلب موازين … الحسابات … والتوازانات … والصفقات …وكل ماهو ..آت.. ولم يتوقف الإنشطار …عند حد المجتمع المصري الداخلي .. بل تجاوز ذلك ليشمل … أبناء مصر في الخارج … بل أن الإنشطار النووي ) … أمتد … ليشمل … الدول الخليجية … والأمريكية والأوروبية … ويقال إن الخواجة ( مكين) … قال في هذا الصدد قولته المشهورة : ( لا … تمكين … بدون ماكين )… الأمر الذي دفع … بعض المشتاقين …. لكرسي الرئاسة … ان يذهبوا إلى ( ماكين ) ويطلبوا… منه ( التمكين ) …فرد .. ( ماكين ) ..بقوله : ( مكَّني … أمكَّنك ) … فأستفسر … المشتاق لكرسي الرئاسة – مستغرباً – أمكَّنك من أيه … فقال ( ماكين ) … ( من أي أمريكاني .. يكون …تمكَّنت منه … بلادكم … واصبح غير ممكن … سفره .. لأمريكا … إلا بشوية … مزيكا … عليهم شوية … بولوتيكا … ياللا .. ياويكا … رجع … لنا ….. أولادنا… أمريكا .. ) .. وفعلاً تم ( تمكين … ماكين .. من ..أبنائه .. اللى كانوا في ( الكمين ) …
ومن هنا ابتدأت الحكاية … وتم … تلميع ( المرشح الشاطر ) .. لدرجة أن بعض ( الشطار ) … شبهوه .. بسيدنا ( يوسف ) عليه السلام … وهو تشبيه … محل نظر … لأن ( مؤسس الجماعة … المرحوم بإذن الله تعالى ) لم يصل إلى درجة ( الأنبياء ) في نظر محبييه … بل … وصل فقط لدرجة ( أولياء الله ) .. حيث رثاه المجاهد المغربي عبد الكريم الخطابي – في كتابه قصة الإسلام – بقوله … «يا ويح مصر والمصريين، مما سيأتيهم من قتل البنا، قتلوا وليًّا من أولياء الله، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي )) …
وأيا كانت … درجة (( التقديس )) .. التي يحاول …. الشطار … إضفائها على … الشاطر … فإن مثل هذه البداية … مفزعة … تكرس … لدولة دينية …… ولرئيس ( إن لم يكن إلهاً … فهو نصف آله … أو حتى ربع آله ) . و حاشا لله – أن يكون رئيس دولة مصر – بعد ثورة 25 يناير …التحررية – فرعوناً جديداً … بثوب جديد …حتى ولو كان بثوب …ديني …محاط … بهالة … من الكرامات … والتشبيهات … بالأنبياء… والشطار يقولون إن من كراماته … ( دعائه المستجاب).. ……فإذا كانت أول القصيدة …. ( تشبيه بنبي ) …فماذا يكون … آخر القصيدة …. ؟ّ!!!!
ولما .. وجد الشطار … ( التشبيه بسيدنا يوسف عليه السلام ) … سيرضي فقط … أصحاب التيار الديني … فأتجهوا ( شطر )….الليبراليين .. والليبراليات … الأحياء منهم … والأموات … ليسترضوهم … فشبهوا ( الشاطر ) …. بالزعيم الأفريقي ( نايلسون مانديلا ) … الذي جاء … من السجن … إلى … كرسي الحكم …. وهو تشبيه … محل نظر … أولاً .. لأن نيلسون … مكث في السجن … ( 28 سنة ) … والشاطر مكث ( 10 سنوات فقط ) ….فحتي يصل ( الشاطر ) … لدرجة … ( مانديلا ) .. عليه أن يستكمل الــ ( 28 سنة ) في السجن … أو يكتفى بأن يكون شبيـــــــــــها بـ ( نيلسون ) فقط … أو (( مانديلا )) .. فحسب … وهو تشبيه محل نظر (( ثانياً)) … لأن نيلسون مانديلا … صاحب فكر … ورؤية .. تحررية ….. محور إرتكازها … محاربة التفرقة العنصرية … وهي رؤية وفكر … لم نشهدها …. لدى (الشاطر )….إلا إذا أعتبرنا … (( وثيقة .. فتح مصر )) … …… هي .. محور إرتكاز … فكر (( الشاطر )) … وهي وثيقة تعتبر …. (( كل مصري – خارج الجماعة )) – مسلم كان أم مسيحياً – من كفار قريش …… وأمامه خيارين :: فأما .. أن ينضم للجماعة .. أو يدفع ( الجزية ) … ومعنى هذا … أن فكر ( الشاطر ) عكس فكر ( نيلسون مانديلا ) … فالشاطر ينادي … بالتفرقة العنصرية … بين (أعضاء جماعة الأخوان المسلمين )) … وغيرهم …. مِمَنْ هم خارج الجماعة … ويظهر ذلك جلياً … في معاملة ( ( الجماعة ))…. للخارجين عليها من أعضائها … إذ تعتبرهم … من ((الخوارج ))……ولذا فإن كان فكر ( الشاطر ) هو … عكس فكر ( نيسلون مانديلا )) … فإن التشبيه الصحيح أن نقول ( الشاطر يشبه (( مانديلا نيلسون )) ..
وباعتبار أن ( الشاطر ) … هو الذي معه ( ( مفتاح مصر )) … الذي جهزه ( لفتح مصر )… فالأمر … لا يخلو من تصورين : الأول … أن … ينجح ….( الشاطر ) … في إنتخابات الرئاسة …فيرفع… أيده …. بمفتاح مصر .. وبعلامة النصر ….. ويتوكل على الله … ليؤسس … لدولة الأخوان المسلمين الأولى …..والتي … إن بدأت … فلن …. تنتهي … إلا بعد عدة قرون …. حيث يتم إحياء الخلافة الإسلامية مرة أخرى التي كانت قد سقطت عام 1924 م أي قبيل إنشاء الجماعة بأربع سنوات ….ولعل هذا السقوط المدوي ….هو الذي قاد التفكير ….لإحياء الخلافة الإسلامية…مرة أخرى …من خلال إنشاء جماعة الأخوان المسلمين …وسبحان محيي العظام وهي رميم ….
أما التصور الثاني … فهو ..عدم … فوزه بإنتخابات الرئاسة …ونتساءل – حتى لا تحدث مشاكل في … (( مرحلة تسليم … وتسلم ))… ( كرسي الرئاسة ) – ..هل من حق الرئيس المنتخب أن يقول للشاطر : هات …. مفتاح … مصر … ياشاطر ….
وإذا رد الشاطر وقال : مفتاح مصر …ضاع مني …ممكن تاخدوا …طفاشة ؟
فهل ..نأخذ الطفاشة ؟ أم نرفع عليه ..دعوى تعويض ..عن المفتاح اللى ضاع ؟!
وإذا فاز ( أبو الفتوح ) بمنصب الرئاسة …فهل نصمم على طلب ( المفتاح ) من ( الشاطر ) …حتى نستطيع ( أن نفتح مصر )؟ …. و..هل يستطيع (أبو الفتوح ) …يتصرف في( فتح مصر)…بدون (مفتاح )؟!!
أسئلة غريبة مجاوبشي عليها … آمال .. أنت ياعزيزي القارئ – بتعمل أيه – جاوب أنت … وأرسل جوابك .. على الأيميل …لذوي الشأن من الأصدقاء .. والأحباب … ولاشك … أن عاصفة .. من الردود … المحمومة … ستلاحق .. هذا المقال- كما لاحقت مقالي السابق .. عن الجماعة التي وضعت .. دستورا- – … ولن أعتبر… الردود المحمومة … ردود فعل … متعنتة … أو متعسفة … أو غير لائقة …. وإنما ساعتبرها … كأثر من آثار ( لعنة الفراعنة ) … باعتبار أنني .. . أستحضرت الفراعنة في هذا المقال …
• أستاذ القانون الجنائي ورئيس قسم القانون العام – كلية الشريعة والقانون بطنطا – والمحامي أمام محكمة النقض والإدارية العليا والدستورية العليا
[email protected]
[email protected]
[email protected]
[email protected]
http://dreladly.com