أثارت مذكرات عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية السابق، الصادرة عن دار «الشروق» تحت عنوان «كِتَابِيَهْ»، غضب مؤيدي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؛ لما ذكره عن طعامه.

وقال عمرو موسى إنّ جمال عبد الناصر كان يستورد طعامًا خاصًا؛ لاهتمامه بنظام غذائي، ويرسل من وقت لآخر من يأتي إليه بأصناف معينة من الطعام الخاصة بالريجيم من سويسرا، ويحضرها رجل ضخم الجثة، وكان هو المسؤول عن تسليمها إليه.

أقاويل وروايات

قال جورج إسحاق، القيادي الناصري السابق في حركة كفاية، في تصريح لـ«رصد»، إنّ «عمرو موسى كتب مذكراته فلم يجد ما يكفي لتغطية صفحات الإصدار ليتجه نحو حكام مصر ويؤلف فيهم الأقاويل والروايات»، متسائلًا: «من أين جئت بهذه المعلومة؟ مبارك نفسه لم يكن يأكل من الخارج!».

وقال جورج إنّ «عبدالناصر سعى إلى العدالة الاجتماعية وحارب السطو؛ والدليل على ذلك وفاته دون تركة إرثًا من ملايين الدولارات أو الجنيهات لأبنائه كما يفعل الحكام».

عرفت إزاي؟!

وانتقدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي حديث الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، وكتبت في منشور على صفحتها في «فيس بوك»: «عمرو موسي بيقول إن عبدالناصر كان بيجيب أكله من سويسرا. أكيد الريس كان بيبعته هو يجيب الأكل وإلا عرف إزاي؟».

حديث مرفوض

بدوره، قال أحمد حسن، الأمين العام السابق للحزب الناصري، إنّ حديث عمرو موسى عن جمال عبدالناصر «مرفوض شكلًا وموضوعًا؛ لأنّ ما قاله يتعارض مع مكانة الزعيم الراحل لدى الشعب المصري، وتجسّدت هذه المكانة في مشهد جنازته».

وأضاف في تصريحات تليفزيونية أنّ «جمال أنشأ مصانع عدة ووفر فرص عمل للشباب وحقق العدالة الاجتماعية».

وردّ سامي شرف، مدير مكتب عبدالناصر، على عمرو موسى، قائلًا في مداخلة ببرنامج «حقائق وأسرار» على فضائية «صدى البلد»: «لم يحدث مطلقًا أن استورد عبدالناصر طعامه من سويسرا، الدواء فقط كان يستورده من الخارج. وأتحدى أن يُثبت ادعاءاته».

ومن بين ما تطرق إليه «عمرو موسى» في مذكراته هزيمة 1967، وقال إن القرار السياسي الذي أدى إلى الحرب كان بالقطع خاطئًا، وحساباته غير دقيقة، وتوقعاته غير سليمة؛ تكاد تصل إلى حد المقامرة، ولم يكن يصح أن نعرّض بلدنا إلى هذا التحدي المدمر.

وردّ سامي على هذه الجزئية قائلًا إنّ «أزمة 67 أعقد من تسطيحها في كلام فارغ، أدعو عمرو موسى إلى مراجعة آلاف الوثائق عما جرى في الحرب».