قال علي شمخاني، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، إنّ طهران تتعامل مع إقليم كردستان باعتباره جزءًا من العراق، وفي حال انفصاله ستضطر إلى إغلاق منافذها ومعابرها الحدودية إليه كافة.
وفي تصريحات صحفية نقلتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليوم الأحد، وصف استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق بـ«غير القانوني».
وقال علي شمخاني إنّ انفصال إقليم كردستان عن العراق سينهي التعاملات والاتفاقيات مع إيران كافة، مؤكدًا أنّ بلاده ستعيد النظر في ما يتعلق بسياسة أمن حدودها المشتركة مع الإقليم، وستتخذ إجراءات جديدة ستختلف عن السابق؛ لتحول دون عبور «الإرهابيين» ومرورهم عبر الشريط الحدودي.
وقال إنّ «إيران تعترف بعراق واحد وموحد، ولن تقبل بأيّ صيغة أخرى»، داعيًا المعنيين في الإقليم إلى الجلوس إلى طاولة الحوار لحل هذه المسألة سياسيًا؛ بما يصبّ في صالح المجتمع الكردي أولًا، وفي صالح العراق ثانيًا، وبما يقلل من الأزمات الأمنية في المنطقة.
كردستان المتضرر من الانقسام
وبشأن آثار استفتاء كردستان، رأى علي شمخاني أنه سينعكس سلبًا على الأوضاع الأمنية في العراق والمنطقة، وستعود أخطر نتائجه على إقليم كردستان نفسه، وفق قوله.
وقال إنّ سبب مخالفة الدول المجاورة للعراق ورفضها الاستفتاء يعود إلى التبعات المعقدة التي ستلقي بظلالها الثقيلة على الجميع؛ لا سيما إقليم كردستان نفسه.
وصوّت برلمان إقليم كردستان العراق على قرار إجراء استفتاء الانفصال في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، وحصل على إجماع الأعضاء الحاضرين في الجلسة.
وطالب أوميد خوشناو، رئيس كتلة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في برلمان الإقليم، بجعل يوم الخامس والعشرين من الشهر الحالي «كرنفالًا جماهيريًّا لنصرة طموحات الشعب الكردي وأهدافه التاريخية وتحقيقها»، وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه لن يعترف بنتائج الاستفتاء الـ«مخالف للدستور».
تأييد الاحتلال والإمارات
وبالرغم من الرفض المطلق لأغلبية الدول والقوى الإقليمية والغربية مشروع استفتاء إقليم كردستان العراق، الهادف إلى الانفصال عن العراق وتأسيس دولة كردية، أيده الاحتلال الإسرائيلي والإمارات فقط.
وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ «إسرائيل تدعم الجهود المشروعة التي يبذلها الشعب الكردي من أجل الحصول على دولة خاصة به».
كما صدرت تصريحات عن مسؤولين إماراتيين أيدوا انفصال كردستان عن العراق؛ من بينها رئيسة مركز الإمارات للسياسات ابتسام الكتبي، التي وقّعت مذكرة تفاهم مع الإقليم مطلع العام الجاري للمساعدة في تنظيم الاستفتاء.
وأكّدت في تصريحات لها أنه إذا أعلن استقلال كردستان بشكل كامل عن بغداد ستعترف أبو ظبي به؛ ما دعا قيادات سياسية عراقية إلى مهاجمة أبو ظبي، فأعلن القيادي في التحالف الوطني الحاكم بالعراق النائب جاسم محمد جعفر هجومًا على أبو ظبي، مؤكدًا أنّ الإمارات عليها أن تعرف حجمها وأنها متهمة بالتآمر على العراق ووحدته.
وتساءل جاسم: «هل تقبل الإمارات أن تتقسم إلى سبع دويلات؟ هل نسيت عندما كانت مقسمة كيف كانت بينها المشاكل؟ كيف ترفض لنفسها وتقدّم الدعم لدولة مثلها، والكل يعلم أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تذهب إلى دعم كردستان للانفصال؟ عندما تقف الإمارات مع الإقليم يعني أنها تقف مع إسرائيل ضد الدولة العراقية، وأتمنى ألا تذهب دولة الإمارات إلى هذا الاتجاه».