بأدوات ومواد بناء قديمة أعيد تدويرها، جُدّد منزل القزم «هوبيت هاوس» الموجود في شارع خلفي بإسطنبول القديمة، ويتولى إدارته أطفال معظمهم لاجئون فرّوا من الحرب في سوريا.
وفي تركيا ما لا يقل عن ثلاثة ملايين لاجئ سوري، يعيش بعضهم في مخيمات على الحدود مع سوريا، بينما تعيش أغلبيتهم داخل المدن التركية.
للحماية من القلوب السيئة
يقول بيريفان (سبع سنوات)، رئيس المنزل هذا الشهر، إنهم «يحمون الأطفال من القلوب السيئة في الخارج».
ووفقًا لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم السبت، عكف زوجان تركيان تسعة أشهر على ترميم المبنى، وافتتحاه قبل عام ونصف؛ لتوفير منفذ ومكان للقراءة، وتناول الطعام وإيجاد الملابس للأطفال المحرومين في إسطنبول.
وتقول الصحيفة إنّ الزوجين جدَّدا المنزل باستخدام المواد التي أُعيد تدويرها؛ كوسيلة لغرس قيم التنمية المستدامة لدى الأطفال. ويعتقد الزوجان أنّ الأطفال هم من يعلمونهما.
يعيّن الأطفال ثلاثة رؤساء مكلفين بتحديد الأنشطة الثقافية التي ينبغي متابعتها، كالمسرح والموسيقى والقراءات، ومكان جولاتهم الثقافية القادمة، ويدرسون اللغة التركية. وفي شهر رمضان المبارك، يرسلون كتائب الأطفال التي تزور المنازل المجاورة وتفحص الثلاجات؛ لمعرفة ما إذا كان كل شخص لديه ما يكفي من الغذاء كل أسبوع.
مجتمع واحد
وتوضح «الجارديان» أنّ كثيرًا من العائلات الموجودة في الحي مع منزل القزم يتطوعون لخدمة الأطفال وطهي الطعام لهم، أو إرسال المعجنات والأغذية المحلية الصنع؛ ليتمكنوا من تناول الغداء في المدرسة.
ومن اللافت أنّ مناقشة الأطفال لأصولهم أمر غير مسموح به؛ لأنّ الزوجين يريدان أن يغرسا شعور المجتمع الواحد بدلًا من إبراز الاختلافات في الهوية.
يزور المنزل قرابة مئة طفل يوميًا، ولا يملك المركز مصدر دخل منتظمًا؛ لكنه يعتمد على التبرعات التي تهدف إلى تزويد الأطفال بالكتب والملابس والأدوات المدرسية الأخرى.
ويستضيف فندق «هوبيت هاوس» وجبات إفطار منتظمة؛ لتشجيع الناس على التبرع والتعرف على المجتمع.