يمر اليوم الذكرى الـ35 على واحدة من أبشع المجازر التي أدمت قلوب العالم العربي والإسلامي، وهي «صبرا وشتيلا»، لتضاف إلى سجل أسود من الانتهاكات في حق الفلسطينيين.
وعلى الرغم من مرور عقود على المجزرة إلا أن مشاهد الدماء والقتلى من الأطفال والنساء العزل، لا تزال محفورة في ذاكرة من عاشها، وتعصر قلوب من سمع بها وشاهد صورها.
مر 35 عاما، وما زالت الدعوات متكررة والمطالبات لا تتغير، وهي تحرك للمجتمع الدولي، وملاحقة الجناة ومعاقبتهم، ولكن شيئا لم يتحقق في ظل انتكاس عربي وتطبيع مع شريك أساسي في المجزرة.
حماس تطالب بملاحقة الجناة
طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الجمعة، بتقديم الجناة في مجزرة مخيم «صبرا وشتيلا» إلى المحكامات الدولية.
ونشر مكتب شؤون اللاجئين التابع لـ«حماس» بلبنان، بيانا في الذكرى الـ35 للمذبحة، أكد فيه أن «المجازر لا تسقط بالتقادم ومرتكبوها لن يفلتوا من العقاب».
وأضاف البيان أن «مجزرة صبرا وشاتيلا ( هي سلسلة من المنهجية الوحشية والعقلية التدميرية للاحتلال الذي لا يتورع عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ».
وأشار البيان إلى أن «ذكرى المجزرة تتزامن مع تزايد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءا للاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ ما دفع أعدادا من اللاجئين للهجرة بحثا عن أمل لإيجاد حياة كريمة».
ودعا إلى تحرك فلسطيني شعبي ورسمي من أجل إدراج مجزرة «صبرا وشتيلا» ضمن صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والسعي لإنفاذ مواثيق المحكمة على مرتكبيها.
منظمة التحرير: حق الضحايا لن يسقط
ومن جهته قال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن «حق الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني، أينما كانوا لن يسقط بالتقادم، وأن دولة فلسطين ستلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين وستحاسبهم على جرائمهم ضد الإنسانية، ولن تتوانى عن الدفاع عن حقوق شعبها وحمايته وإنصاف ضحاياه».
وأشار عريقات في بيان صحفي اليوم إلى أن «عقلية الاقتلاع القسري وعمليات التطهير العرقي والقتل المنهجي التي قامت على أساسها دولة إسرائيل، ما زالت متواصلة منذ قيامها وحتى الآن، وتتجلى ذكراها في كل عملية اقتلاع وهدم وقتل وتهجير قسري واعتقال».
وأضاف أن «مجزرة صبرا وشاتيلا هي تذكير للعالم اليوم بغياب المساءلة والعدالة، وبكونها وصمة عار في عصر مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الذي لم يقاض الجناة المسؤولين عن هذه المجزرة وغيرها، بل شهد على ترقياتهم على فعلتهم المشينة بحق الإنسانية، وشجعهم على ارتكاب المزيد من المجازر، وزودهم بالحصانة والاستثنائية».
صبرا وشاتيلا تغرق في الدماء
شاتيلا هو مخيم دائم للاجئين الفلسطينيي، يقع جنوب بيروت عاصمة، أسسته وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عام 1949م، بهدف إيواء المئات من اللاجئين الذين تدفقوا إليه من شمال فلسطين بعد عام 1948م.
أما صبرا، فهو حي تابع لمحافظة جبل لبنان، يحده مخيم شاتيلا من الجنوب، يسكن الحي نسبة كبيرة من الفلسطينيين، لكنه لا يعد مخيمًا رسميًا للاجئين.
بدأت المجزرة يوم 16سبتمبر 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني المسيحى وجيش لبنان الجنوبي وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لتسفر عن مقتل بين 3500 و5000 شهيد، أغلبيتهم من الفلسطينيين وعدد قليل من اللبنانيين.
تفنن الجناة في قتل المقيمن بالمخيم، بلا هوادة ولا رحمة، لم يسلم طفل رضيع أو شيخ كبير، حتى أنهم كانوا يبقرون بطون الحوامل بعد قتلهم.
على مدار ثلاث أيام متواصلة، أغلقت القوات جميع المداخل لمنع وصول أي دعم أو توثيق الجريمة، ومن فوققهم طائرات الاحتلال، لتنتهي بأرض مفروشة بأشلاء الفلسطينيين وانهار من دماء.
وأحيا النشطاء على مواقع التواصلل الاجتماعي، ذكرى المجزرة في تدوينات خاصة نعرض ابرزها:
35 عام ومازال ينزف جرح ضحايا مجزرة صبرا وشتيلا ، والعالم يحمى ويحصن القتلة والمجرمين
— سامر موسى (@samermousa450) September 15, 2017
"صبرا وشاتيلا" أخت رابعة العدوية.
سفاح مذبحة ١٦ سبتمبر١٩٨٢ في لبنان هو الملهم لمجرمي انقلاب ٢٠١٣ في مصر.— wael kandil (@waiel65) September 16, 2017
كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا #صبرا_وشاتيلا.. المجزرة pic.twitter.com/X7pPfnFqvv
— أدهم أبو سلمية #غزة (@adham922) September 16, 2017
4500 شهيد من 12 جنسية عربية أعدموا خلال 48 ساعة في أبشع مجزرة يرتكبها البشر في القرن العشرين pic.twitter.com/qUTQoAGyji
— محمد سعيد نشوان #غزة (@MohamdNashwan) September 16, 2017
كنت في العاشرة من عمري،
وإذ بالمساجد والكنائس تصدح
أن الذي يُقتل هنا يُقتل هناك،
ومَن يُقتل هناك ودّع الوطن والمنفى.#ذكرى_صبرا_وشاتيلا— محمد أبوعبيد (@mobeid) September 16, 2017
٧٢ ساعة كانت منعطفاً في تاريخ امة هانت على نفسها قبل هوانهاعلى الناس، نزعت ثوب العزة واستبدلته بلباس ذل وخيبة،اه ياوجع العروبة #صبرا_وشاتيلا
— سيف صلاح الهيتي (@saifsalahalhety) September 16, 2017