تباينت رؤية السعوديين حول «حراك 15 سبتمبر»، أمس الجمعة، بين مؤكد لفشله التام، وآخرين يرون أنه حقق مكاسب أولية تدفعهم لاستكمال الطريق، وأن الإعلان على الحراك والانطلاق فيه هو مجرد نقطة بداية لتحرك المعارضو ضد آل سعود.
وعلق الحساب الذي يقود الحراك «حراك 15 سبتمبر»، على ما حدث يوم أمس، المحدد للتظاهر في المملكة، بأنهم «حققوا جزء من اهدافه والخطوة القادمة خلال ما يسمى بـاليوم الوطني 23 سبتمبر».
وكانت المعارضة السعودية، دعت لحراك قالت أنه يهدف إلى معالجة الفقر والبطالة ورفع الظلم عن المرأة والضعوف وتحسين مستوى الخدمات وإطلاق المعتقلين، ومواجهة تطلعات الملك سلمان وولده، التي جرت المملكة إلى الحروب.
مكاسب جزئية للحراك
وعن المكاسب التي تحققت من يوم أمس، قال الحساب «إن السلطة خدمت الحراك بنشر ثقافته من خلال الحشد الأمني والإعلامي والذي أظهر حالة من الحرب مع الشعب».
وأضاف، في بيان نشر اليوم السبت، أن مواجهة الحراك أثبت التناقض الذي يعيشه النظام، بعد أن حرك كل إمكانياته لقمعه، بعد تغريدة «قذافي الخليج» والذي اعتبر الحراك مشروعا» – في إشارة لتغريدة سعود القحطاني دعى فيها للحراك ضد قطر.
ومن جهته أكد المغرد السعودي «العهد الجديد» ، أن ما قامت به الدولة ضد الحراك، هو هدية للمعارضة بـ«دفعة معنوية وتجربة جديدة ستقود إلى أعمال أكبر».
وأشار المغرد السعودي، إلى أن الدولة ضخمت من الحراك، في سبيل تبرير اعتقالاتها التي قامت بها مؤخرا.
ضخّمت الدولة حراك 15 سبتمبر لتُبرر الإعتقالات التي قامت بها، لكنها لم تدرك أنها أهدت المعارضة دفعة معنوية وتجربة جديدة ستقود إلى أعمال أكبر.
— العهد الجديد (@Ahdjadid) September 15, 2017
تشديد أمني
أكد القائمون على «حراك 15 سبتمبر» أن الاستعداد الأمني الهائل في المملكة العرربية السعودية كان السبب وراء صعوبة التحرك، بعد أن تحولت مدن المملكة إلى ثكنات عسكريية.
وكان مغردون سعوديون، قد تداولوا عن تشديدات أمنية في الرياض، وتشويش للإنترنت وإيقاف تويتر داخل المملكة خلال اليوم المقرر للحراك.
اعتقالات مسبقة
كما سبق الحراك حملة اعتقالات لعدد كبير من المشايخ والمفكرين والإعلامين، وصل عددهم لأكثر من أربعين شخصية، أبرزهم «سلمان العودة» و«عوض القرني»، «علي العمري»، والشيخ «محمد الهبدان»، والشيخ «غرم البيشي».
وقال مسؤولون سعودين لـ «وول ستريت» إن المعتقلين وجهت لهم تهم زعزعة الأمن وتهديد الوحدة الوطنية كخطوة أولى للانقلاب على الحكومة الشرعية.
طبيعة المجتمع السعودي
وعلى الجهة الاخرى، أكد الأكاديمي السعودي، عثمان البريكان، أنه لم يشك لحظة في فشل الحراك ضد ولاة الأمر في المملكة، واعتبره تدريب لرجال الأمن في مواجهة مثل هذه الفعاليات.
وأشار البريكان، في لقاء على قناة « 24 السعودية»، أن السبب الرئيسي لفشل الحراك، هو طبيعة المجتمع السعودي والذي وصفها بأنها «لم تتلوث بالحزبية».
وفي ذات السياق، قال استاذ الإعلام السعودي أحمدالشهري، أن « الشعب السعودي تعلم من تجارب الآخرين، ممن راهناو على أمنهم مقابل تلك الدعوات، مثل ليبيا واليمن والعراق وسوريا ولذا فإنه لن يقبل المساس بها »