انطلقت في العاصمة الكازاخية، أستانة،اليوم الخميس، اجتماعات مؤتمر أستانة 6 حول سوريا، بلقاءات تقنية ثنائية وثلاثية تعقد بين الدول الضامنة والوفود المشاركة في المؤتمر، بعد اكتمال وصول جميع الوفود.
وبدأت الاجتماعات الثنائية بلقاءات بين الدول الضامنة وهي تركيا وروسيا وإيران، كما يشارك في المؤتمر وفود من أمريكا والأردن، والأمم المتحدة، ولأول مرة تشارك قطر بصفة مراقب بحسب معلومات وزارة الخارجية الكازاخية.
أجندة مفاوضات الجولة السادسة
ويأتي المؤتمر السادس، بعد أكثر من شهرين من انعقاد «استانة 5» والتي انتهت في 5يوليو الماضي، لتبحث الحالية مسألة ترسيم حدود منطقة تخفيف التوتر في مدينة إدلب وضواحيها.
كما تتناول المفاوضات قضايا تبادل المعتقلين لدى قوات النظام السوري، والأسرى لدى فصائل المعارضة، وإزالة الألغام من المواقع الأثرية، وآليات تطبيق وقف إطلاق النار ومراقبتها من قبل الدول الضامنة.
تفاؤل دولي
عبرت الدول الضامنة عن تفاؤلها، من المفاوضات الجارية، على خلاف الجولة الماضية، والتي فشلت إثر امتناع المعارضة السورية الحضور، احتجاجا على عدم تطبيق النظام السوري لاتفاقيات خفض التوتر التي أُبرمت في مايو الماضي، واستمرار عملياتها العسكرية في درعا.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماض، معبرا عن تفاؤله بأن «اجتماعات أستانة المقبلة، تعتبر بمثابة مرحلة نهائية للمباحثات الرامية لحل الأزمة».
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،ب عن أمله التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، مشيرا إلى «تقدُّم ملحوظ بعد إنشاء ثلاث مناطق لخفض التصعيد».
ونقلت أمس وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر وصفته بـ«مقرب من مفاوضات أستانة»، قوله إن «جميع الظروف باتت متوفرة للوصول إلى توافق على حزمة من الوثائق بشأن سوريا».
المعارضة السورية : لا بديل عن رحيل الأسد
ووصل وفد المعارضة السورية كاملا، فجر اليوم، بعدد 24 فردا يمثلون الفصائل في مختلف المناطق والجبهات السورية، برئاسة العميد أحمد بري.
وعقدت المعارضة اجتماعًا بمقر إقامتها، لتوحيد الكلمة والرؤية فيما بينهم قبل الاجتماعات التي ستعقد خلال يوم الجمعة، قبيل الإعلان عن نتائج المؤتمر.
وأعلن المتحدث العسكري باسم وفد المعارضة السورية المفاوض في أستانة، ياسر عبدالرحيم، أمس الأربعاء، أن الوفد سيكون متمسك بمطالب شرعية ومحددة خلال جولات المفاوضات وهو «إسقاط رئيس النظام بشار الأسد، وإطلاق سراح كافة المعتقلين في سجون النظام».
كلمة للرائد ياسر عبدالرحيم الناطق العسكري باسم الوفد المفاوض في الاستانة للشارع السوري قبل التوجه للمؤتمر#لابديل_عن_رحيل_الأسد pic.twitter.com/W1StTJNjtN
— ياسر عبد الرحيم (@major_yasser) September 13, 2017
ما هو حظ المعارضة من المفاوضات
تطورات الأوضاع على الساحة السورية خلال الفترة الماضية، تشير إلى تقدم ملحوظ للنظام السوري على حساب المعارضة، كان آخرها سيطرت قوات النظام السوري على طريق يصل مدينة دير الزور بالعاصمة دمشق عبر حمص بعد معارك مع تنظيم الدولة.
تصريح المبعوث الأممي في سوريا، الذي سبق اجتماع استانة بعدة أيام، قد يكون له مدلولات حول ما ينتظر المعارضة السورية في تلك الجولة، بعد أن دعا دي مستورا إلى أن «تكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب».
ورأى جيري ماهر، الإعلامي والسياسي اللبناني، أن المعارضة السورية لن تحقق شيئا للشعب السوري من خلال تلك الاتفاقات.
وقال ماهر في تصريح لـ«رصد»، إن «المعارضة السورية ستوقع على قرارات دولية، بالإضافة إلى تقاسم للارباح والخسائر على حساب الشعب السوري».
وأشار ماهر إلى أن تفاؤل الرئيس التركي نابع من أن « القضايا الكبيرة والخلافية تم الاتفاق عليها»، مضيفا أن «الجميع تقاسم الحصص وخرج الشعب السوري بلا نصر حقيقي ولا تحقيق لاي من اهداف الثورة السورية».
ومن جهته انتقد المحلل السياسي إياد أبو شقرة ، ما يعرف بـ « مناطق خفض التصعيد» ، وقال في تغريدة له «واضح ان روسيا و أميركا تقصدان من مصطلح «مناطق خفض التصعيد» في سوريا …«مناطق تسريع الاستسلام والتسليم»! … والمستجير بعمرو عند كربته!!».
واضح ان #روسيا و #أميركا تقصدان من مصطلح "مناطق خفض التصعيد" في #سوريا …"مناطق تسريع الاستسلام والتسليم"!
… والمستجير بعمرو عند كربته!! https://t.co/cFgFEZIV2S— إياد أبو شقرا (@eyad1949) September 14, 2017
تأتي هذه التوقعات في ظل، تصريحات مستمرة من النظام السوري، عن ما يزعمه من «الانتصار المحقق» و«إخفاق المعارضة»، فأشار الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات امس بأنهم «يسيرون بخطى ثابتة نحو الانتصار، بتضحيات جيشها وصمود شعبها ودعم الدول الصديقة».
وفي تصريحات لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، قال إن ما تبقى في سوريا مجرد معارك متفرقة، وذلك عقب استرداد النظام أراضي كانت تسيطر عليها تنظيم الدولة.
وقال نصر الله «أخفق مسار المشروع الآخر ويريد التفاوض لتحقيق بعض المكاسب».
ومن جهته، أكد الإعلامي السوري غسان إبراهيم، أن اجتماعات استانة دليل على عدم انتصار بشار الأسد في معركتهن مؤكدا أنه «لو مجرم الحرب بشار الاسد حقا انتصر لما دعت روسيا الى اجتماع استانة، ولما دعت امريكا الى اجتماع جنيف»
وأضاف أن «الحل في سوريا سيكون سياسي، وفِي نهاية المطاف لن يبقى بشار في الحكم ليس لان المعارضة قوية، بل لان حليفته روسيا لن تتمكن من السيطرة على سوريا بوجوده بل ستضع شخصية مقبولة من الطرفين».