قال الكاتب البريطاني جيلز ويتل إن السيسي أظهر مرارا وتكرارا أنه لا يستحق الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في منطقة الشرق الاوسط؛ لأن «أجهزته الأمنية فاقت تجاوزاتها أسوأ الانتهاكات التي كانت في نظام حسني مبارك غير المأسوف عليه في استخدامه للاعتقالات الجماعية والاحتجازات التعسفية والتعذيب الواسع لسحق كل معارضة حتى المعارضة المعتدلة».
وانتقد ويتل في مقاله بصحيفة تايمز البريطانية تمسك مصر بدورها كلاعب مسؤول في دبلوماسية الشرق الأوسط، بعد ست سنوات من الربيع العربي وثلاث سنوات من «إطاحة السيسي بسلفه محمد مرسي بانقلاب» مشيرا إلى أن هذا الوضع لم يجعل من ليبيا المتاخمة لمصر بلدا هادئا.
وأشار الكاتب إلى أن عودة كامل العلاقات الدبلوماسية المصرية مع ايطاليا الشهر الماضي قد تكون السبب في تجرؤ النظام على التحرك ضد محامي ريجيني واعتقاله.
وعلق الكاتب على اعتقال المحامي المصري إبراهيم متولي منسق رابطة «أسر المختفين قسريا» الذي حققت معه السلطات القضائية المصرية وقررت حبسه مساء الثلاثاء 15 يوما لمواصلة التحقيق في اتهامات نسبتها إليه نيابة أمن الدولة من بينها «إشاعة أخبار كاذبة في الخارج والإضرار بالمصالح القومية للدولة المصرية».
وأشار إلى أن متولي، البالغ 53 عاما، يناضل منذ نحو خمس سنوات لمعرفة مصير نجله عمر، المختفي قسريا منذ أحداث «الحرس الجمهوري» في يوليو 2013 ولا يزال مصيره غير معروف إلى الآن، وهو ما جعله يعمل بلا كلل من أجل حقوق المختفين قسريا. وكان من بين الذين مثلهم طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو روجيني الذي وجدت جثته وعليها آثار تعذيب بإحدى الضواحي خارج القاهرة قبل عام.
وقال إن اختفاء محام حقوقي شجاع كهذا هو أمر عادي وفقا لمعايير مصر الحالية، ولكن وفقا لمعايير أي مجتمع يطمح إلى التشبث بالأعراف الحضارية الأساسية، هو أمر مروع وغير مقبول.
وختم الكاتب مقاله بأنه يجب على «ديكتاتور مصر» الذي عين نفسه أن يخرج نظيفا من مقتل ريجيني ويطلق متولي بلا أذى. وحتى ذلك الحين فإن الوضع الوحيد الذي يستحقه هو معاملته معاملة «المنبوذين».