اعتبرت أسبوعية دير شبيجل الألمانية أن مرور مئة يوم على حصار قطر أظهر فشل الحصار وتحوله إلى فضيحة بحق منفذيه خاصة السعودية «التي باتت مهددة بالسقوط في هوة مالية سحيقة بسبب سياسات ولي عهدها محمد بن سلمان»، على حد وصفها.
وفي مقاله المعنون بـ«مئة يوم على حصار قطر.. سقوط سعودي»، قال محرر دير شبيجل كلاوس هيكينج إن من أراد معرفة فعالية حصار قطر عليه السفر للدوحة، حيث تكتظ المتاجر عن آخرها بكافة أنواع السلع الأساسية والترفيهية، وتتراص الطرقات بالسيارات الفارهة.
وأضاف ما كان موجودا ببداية الأزمة من تدافع على شراء الأغذية بدافع الخوف أصبح ذكرى من الماضي وكأنه لا وجود للحصار الذي غدا وصمة عار لأصحابه.
وأوضح الكاتب أن السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر أرادت في الخامس من يونيو الماضي عزل قطر ذات الـ2.6 مليون نسمة، لكي ترضخ وتقبل 13 مطلبا منها إغلاق قناة الجزيرة وإزالة القاعدة التركية وتقليص علاقتها مع إيران.
وأضاف أنه وبعد مئة يوم الجزيرة تواصل بثها بنشاط أكثر مما مضى مقدمة نفسها كمرفأ لحرية الإعلام بالمنطقة، والقوات المسلحة القطرية والتركية أجرتا مناورة مشتركة، وطهران احتفت بعودة السفير القطري إليها.
ورأى محرر المجلة الألمانية أن افتتاح ميناء حمد البحري العملاق قابله تحوّل الحصار لوصمة عار على منفذيه، وذكر أن محمد بن سلمان مني بهزيمة ماحقة حيث تستمر الطائرات والسفن المحملة بالمواد الغذائية بالتدفق على قطر، التي تغادرها ناقلات الغاز المسال.
وأشار إلى أن قطر التي اتبعت سياسة ذكية بمضاعفة تجارتها مع عُمان عبر مضيق هرمز عشرين مرة خلال هذا الصيف، وأصبحت مرشحة من صندوق النقد الدولي لتحقيق نمو بنسبة 4.6% باقتصادها خارج قطاع الطاقة عام 2018.
وقال «هيكينج» إنه على النقيض من قدرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على المواجهة الناجحة لتداعيات حصار بلاده، يبدو ولي العهد السعودي «المتهور» قد أخطأ التقدير حيث وجد جارتيه الكويت وعُمان تلتزمان الحياد تجاه الأزمة بدلا من مشاركته الحصار.
ولفت إلى أن السعودية تواجه كارثة ثانية في اليمن المسؤول عنها هو محمد بن سلمان الذي أمر بشن حملة عسكرية هناك، ولا تزال الحرب مستمرة منذ عامين ونصف العام ولا يزال الحوثيون المدعومون من إيران يسيطرون على العاصمة صنعاء وعلى أجزاء كبيرة من البلاد مع تشريد ثلاثة ملايين يمني وإصابة 600 ألف بالكوليرا.
ونوه الكاتب إلى شكوك قوية حول إمكانية تمويل رؤية 2030 لولي العهد السعودي الشاب، وأشار إلى أن توقع تمويل هذه الرؤية من الحصول على مئة مليار دولار كريع من بيع 5% من أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة في البورصة بعيدٌ عن الواقع.
وأوضح هيكينج أن تقدير السعوديين لقيمة أرامكو بألفي مليار يورو يخالف توقعات معظم الخبراء الذين قدروا القيمة الحقيقية للشركة بألف مليار يورو، وهو ما يعني أن ريع خصخصة 5% من أسهم الشركة سيبلغ 50 مليار دولار فقط.
وخلص محرر دير شبيجل إلى أن هذا الواقع والانهيار الكبير في أسعار النفط يهدد السعودية بهاوية مالية سحيقة لسنوات طويلة.
المصدر: الجزيرة