في الوقت الذي تأثرت فيه السياحة من حالة الانفلات الأمني، وانتشار التفجيرات، ما أدى إلى تراجع أعداد السائحين الواردين لمصر إلى بنسبة 41%، وذلك بعد حادثة إسقاط طائرة الركاب المدنية الروسية في 2014، وبدلا من ذكر الأسباب الحقيقية ومعالجتها، أرجع نواب البرلمان سبب هذا الحال إلى سلوك العاملين بقطاع السياحة.
وحمل محمد إسماعيل، عضو مجلس النواب، سلوك بعض العاملين بمجال السياحة قائلا: «هناك بعض الممارسات غير الجيدة من العاملين في السياحة، مينفعش عامل الحمام يزنق السائح عشان ياخد تيبس، والعامل حامل الحقيبة يبتز السائح وهو أمر مزعج، ويجب تحديد سعر أجرة التاكسي».
بينما يرى خبراء الاقتصاد أسباب آخرى، مؤكدين أن مصر تعرضت لأكبر حادث يضرب السياحة في مقتل، وهو حادث الأقصر في عهد مبارك، والسياحة عادت لمصر بعد شهور، بسبب أن معطيات السياحة في مصر كانت أفضل من الوقت الحالي.
خراب وليس انهيار
وذكرت وكالة «بلومبيرج» أن حوالي مليون سائح زاروا مصر فى نوفمبر، وديسمبر الماضيين، بانخفاض 41% عن العام الماضي، وهو أدنى مقارنة بالذروة في عام 2005 على الأقل.
وأضافت الوكالة أن السياحة لم تكن ضعيفة حتى في نوفمبر، وديسمبر 2013، عندما كانت المواجهات الدامية بين نظام السيسي والمعارضين حدثا شبه يومي.
قطاع بلا عمال
ورد ممدوح الولي الخبير الاقتصادي، على تصريحات عضو مجلس النواب فائلا في تصريح لـ «رصد»:«أين العاملين في قطاع السياحة الذي لم يعد يوفر لمصر سوى 20% مما كان عليه الحال في 2012، فبسبب المقاطعة الدولية للسياحة في مصر خسر قطاع السياحة وقررت وزارة التضامن صرف مساعدات مالية».
وأشار الولي أن الدولة لم تتمكن من معالجة الحالة الأمنية المتعثرة فضلا عن غياب الإمكانيات، مصر لديها إمكانية لنقل السياح بالداخل وليس هناك سوى 3 طائرات فقط بينما تركيا، لديها اسطول من الطائرات تنقل السائحين.
أرقام غير حقيقية
وكانت تقارير صحفية بوسائل إعلام مصرية، نسبت تصريحات مجهلة منسوبة لمسئولين في حكومة شريف غسماعيل، ويتم تداولها في إعلام النظام بأن «مصر في المرتبة الثانية من حيث النمو السياحي منذ بداية عام 2017، وزيادة إيرادات السياحة قفزت إلى 3.5 مليار دولار في أول 7 أشهر من 2017، بنسبة نمو بلغت 170% عن نفس الفترة في العام السابق».
مساعدات متضرري السياحة
صرفت محافظة جنوب سيناء، أغسطس المنصرم مساعدات لمتضرري السياحة في مدينة شرم الشيخ قبل عيد الأضحى المبارك، خاصة بعدما يعاني العاملين في القطاع من نشاط ضعيف لا يفي باحتياجات الدولة، فضلا عن فشل السياحة الداخلية في تعويض غياب الوفود الأجنبية، وذلك منذ سقوط الطائرة الروسية في 2015 والذي اعقبها تحذيرات دولية من السفر إلى مصر.
وقال اللواء محمود عيسى سكرتير عام محافظة جنوب سيناء عيسى، أن مديرية التضامن الاجتماعي قامت بصرف إعانة عاجلة بمبلغ 10 آلاف جنيه لنحو 50 مواطنا بقيمة 200 جنيه للفرد، و صرف دعم نقدي شهري قدره 300 جنيه لكل أسرة لمدة 6 أشهر بإجمالي مليون و341 ألف جنيه.
يذكر أن القطاع السياحي في منتجع شرم الشيخ، تعرض لانتكاسة عقب سقوط الطائرة الروسية في الحسنة بشمال سيناء في أكتوبر من العام الماضي، ما ترتب عليه حظر السفر من قبل عدة دول أوربية على رأسها إنجلترا وروسيا، ونتج عن ذلك تشريد آلاف العمال وغلق ما يقرب من 100 منشأة سياحية وفندقية لعدم وجود سائحين.