مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، شهدت الفترة الماضية حملات منظمة من قبل النظام ضد مؤيدي الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي المحتمل، وخاصة ضد منابرة الإعلامية، ليس ضد مؤيديه فقط، ولكن ضد كل الشخصيات التي على علاقة به، أو تسمح له بالظهور على صفحاتها، أو إجراء مداخلات هاتفية من خلال برامجهم.
وبحسب خبراء، تأتي الحملة الإعلامية المنظمة، من قبل النظام المصري، وأذرعة الإعلامية، ضد عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة جريدة البوابة نيوز، ضمن الحملة المنظمة ضد الفريق أحمد شفيق، والتي بدأت بوقف أحد أهم رجال النظام توفيق عكاشة، مرورا بوقف الإعلامي وائل الإبراشي، أحد أهم منابر شفيق الإعلامية.
وتستمر حاليا ضد عبدالرحيم علي، حيث تشن ضده حملة قوية اتهمته بالانتماء في بداية حياته لجماعه الإخوان المسلمين، والتورط في فضائح جنسية وابتزاز السياسيين بفيديوهات مسربة، وأيضا بسعيه نحو تدمير الدولة، كما شككت في الدكتوراة التي حصل عليها، وغيرها من الاتهامات التي شوهت صورته.
عبدالرحيم على يتراجع عن دعم شفيق
وتراجع عبدالرحيم علي عن دعم الفريق أحمد شفيق، حيث وصف عبد الرحيم علي، من يرددون شائعة دعمه للفريق أحمد شفيق، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية؛ لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بـ«الأغبياء».
وقال في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «للذين يرددون في غباء أنني من الداعمين للفريق أحمد شفيق أقول بوضوح الآتي: «دعمت وسأظل أدعم عبد الفتاح السيسي وسأنتخبه في أي انتخابات رئاسية قادمة لأني أعلم علم اليقين أنه رجل “الضرورة” في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البلاد».
وأضاف: «أقول هذا وأنا لست خائفًا من أحد ومستعد لدفع ثمن مواقفي كما اعتدت دائمًا فتاريخي لا يعرف الخوف».
وتابع: «خلافي الوحيد كان وسيظل حول السياسة الأمنية للوزير مجدي عبد الغفار شاء من شاء وأبي من أبي ولدي حيثياتي لمن لديه الشجاعة علي استضافتي في أي مناظرة تليفزيونية في أي مكان وعلي أي فضائية».
وائل الإبراشي
بينما، اختفى أو ربما منع من الظهور، وائل الإبراشي، مقدم برنامج «العاشرة مساءً» على فضائية «دريم»، وذلك عقب المداخلة الهاتفية التى أجراها الفريق أحمد شفيق مع البرنامج، والذى أكد خلالها أن «تيران وصنافير» مصريتان.
وعلى الرغم من تأكيد إدارة القناة، أن الأمر لا علاقة له بالفريق، وأن الإبراشى حصل على إجازة فقط لمدة يومين، وسيعود للظهور، إلا أنه وبعد مرور ما يزيد على الشهرين ما زال غائباً عن الشاشة، وتتم إذاعة حلقات سابقه فى نفس موعد عرض البرنامج، دون وجود أى مبرر واضح لعدم الظهور مباشر حتى الآن، سوى السبب المتعلق بمكالمة شفيق.
توفيق عكاشه
ولم تقتصر القائمة على الإبراشى وعبد الرحيم علي، بل سبقهم الإعلامي توفيق عكاشة، مالك قناة «الفراعين»، والذى أعلن من قبل تضامنه مع الفريق شفيق، وتناول قضيته كثيراً خلال برنامجه على نفس القناة.
وكان «عكاشة» قد تقدم إلى الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، بطلب اتخاذ الإجراءات نحو توجيه سؤال إلى السيد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، حول ما هى أسباب عدم عودة الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى الأسبق، حتى الآن، واستمرار وضع اسمه على قوائم ترقب الوصول بالمطارات، ما دفع البعض إلى القول بأن ما جرى معه جاء بعد اختراقه لهذا الملف، وإثارته.
تصفية الخلايا الداعمة لشفيق
وقال قطب العربي، الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة ورئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، في حديث نقلة موقع «عربي21»؛ إن «ما يجري بين بعض الإعلاميين الداعمين للنظام، وحتى بعض الصحف والمؤسسات، يعكس حالة تنافس بينها للوصول إلى قبول أكبر لدى النظام».
ورأى أن «بعض هذا الصراع هو تصفيات سياسية لبعض الأجنحة التي تمثل خطرا على السيسي، مثل الفريق شفيق؛ الذي يلوّح باحتمال ترشحه في 2018، وبالتالي تتحرك سلطة السيسي لتصفية الخلايا الداعمة له، مثل عبد الرحيم علي»، كما قال.
وأضاف: «هذه الصراعات الوهمية لا تقوم على قضية حيوية للشعب، وليس هناك من أطراف هذه الصراعات من يتبنى قضايا تشغل الناس مثل الحالة الاقتصادية أو قضايا الحريات مثلا، بل جميعهم كانوا ولا زالوا مع قمع هذه الحريات، وهم الآن يحترقون بهذا القمع».