وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة على مرسوم يفرض عقوبات مالية قاسية على فنزويلا، التي وصفت هذه الخطوة بالعدوان الأكبر ضدها منذ مائتي عام؛ إذ تتضمن بشكل خاص حظر شراء سندات الخزينة التي تصدرها الحكومة الفنزويلية أو شركة النفط الوطنية.
والمعروف أنّ فنزويلا غارقة في أزمة اقتصادية وسياسية ودستورية خانقة. ويواجه الرئيس نيكولاس مادورو منذ أكثر من أربعة أشهر تظاهرات مناهضة له تطالب باستقالته، كما تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع كبير في شعبيته.
وأعلن البيت الأبيض، في بيان صحفي نشره اليوم الجمعة، أنّ «الرئيس دونالد ترامب وقّع مرسومًا ينص على فرض عقوبات مالية قاسية جديدة ضد النظام الديكتاتوري في فنزويلا».
وقال إنّ «ديكتاتورية مادورو ما زالت تحرم الشعب الفنزويلي من الغذاء والأدوية، ويسجن المعارضة المنتخبة ويقمع حرية التعبير»، وأضاف البيت الأبيض: «لن نقف مكتوفي الأيدي في الوقت الذي تموت فيه فنزويلا».
عرقلة للاستبداد
تفرض العقوبات الجديدة حظرًا على «تنفيذ مهمات تجارية بالأسهم وسندات الديون لحكومة فنزويلا وشركة النفط والغاز الحكومية» المعروفة باسم «PDVSA» مع موعد التسديد أكثر من 30 يومًا و90 يومًا على التوالي، كما تمنع هذه العقوبات «استخدام سندات تابعة للقطاع العام في فنزويلا، وكذلك دفع أرباح الأسهم العائدة للحكومة الفنزويلية».
وأوضح بيان الإدارة الأميركية أنّ هذه الإجراءات تهدف إلى «عرقلة المصدر الهام لتمويل استبداد مادورو، وحماية النظام المالي للولايات المتحدة، ومنع مشاركتها في الفساد بفنزويلا».
ودعت السلطات الأميركية إلى «إحياء الديمقراطية في فنزويلا وإجراء انتخابات حرة وعادلة والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين بشكل فوري ودون شروط، ووضع حد لاضطهاد الشعب الفنزويلي»، قائلة إنها ستواصل «دعمه في هذه الأزمة الصعبة».
قوة الشعب
بدورها، قالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هائلي، إنّ «هذه إشارة قوية إلى الشعب الفنزويلي وإلى مادورو، مفادها أننا لن نتسامح مع الديكتاتورية التي يحاول إقامتها».
وفي يونيو الماضي، هاجمت المعارضة الفنزويلية مصرف غولدمان ساكس الأميركي لأنه اشترى سندات خزينة أصدرتها شركة النفط الوطنية الفنزويلية؛ ما يعزز من موقع الحكومة الفنزويلية.
الأسوأ منذ 200 عام
وفي أوّل رد من فنزويلا على العقوبات، قال وزير خارجيتها «خورخي أرياسا» إنّ «هذه العقوبات تمثّل أسوأ عمل عدواني ضد فنزويلا منذ مائتي سنة، ربما منذ هزيمة الإمبراطورية الإسبانية من قبل محررنا سيمون بوليفار».
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك، قال خورخي إنّ «التهديدات باستخدام القوة ضد بلاد مسالمة مثل فنزويلا تعد عبثية وعدوانية لدرجة لا توصف، إننا لا نمثل أي خطر على العالم.
واعتبر أنّ الولايات المتحدة تحاول بهذه العقوبة «إثارة أزمة إنسانية» في فنزويلا و«تجويع» شعبها، وأعلن أنّ الرئيس مادورو لن يشارك هذا العام في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستبدأ دورتها الـ72 في نيويورك يوم 12 سبتمبر لمقبل.