في الوقت الذي يواصل فيه محمد بن زايد، حاكم ولاية أبوظبي، ونائب رئيس دولة الإمارات سيطرتة على مفاصل الحكم في الإمارات، في ظل مرض أخية الأكبر «خليفة بن زايد» رئيس الدولة وحاكم إمارة أبوظبي، إلا أن هناك مخاوف من انقلاب وشيك عليه.
ورغم كونه المتحكم في مقاليد الحكم في أبو ظبي، فإنه هو الآخر ليس بمنأى عن صراعات الحكم، سواء من أبناء «خليفة»، الحاكم الرسمي، أو من أشقائه، الذين لا يتقبل بعضهم تفرده بالسلطة، فضلا عن غموض مصير ولاية العهد، في حال تولي «محمد بن زايد» الحكم، هل ينتقل لأحد أشقائه، أم إلى أبنائه.
ولعب خبر الانقلاب المفبرك، على وتر تلك الصراعات المكتومة، متحدثا عن مؤامرة يدبرها «سلطان بن زايد»، القائد السابق للقوات المسلحة الإماراتية ونائب رئيس الوزراء السابق، للإطاحة بمحمد بن زايد.
ورغم التأكيد على فبركة هذا الخبر، والذي جاء على لسان مسؤل سعودي بارز، عن انقلاب وشيك داخل الإمارات، إلا أن هذا الخبر كشف طبيعة الصراع بين أبناء زايد، وصراع النفوذ، والطمع في السلطة.
خبر مفبرك يكشف صراع السلطة
ووفقا للخبر المفبرك، فقد قال الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان رئيس الاستخبارات العامة وعضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية بالمملكة العربية السعودية في مقابلة مع «بي بي سي» بأن بعض الأدلة في الفترة الحالية تكشف عن وجود مخطط انقلاب وشيك في الإمارات العربية المتحدة ضد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال الفريق خالد بن علي بن عبدالله الحميدان: إن جميع المحللين السياسيين يتنبأون بأن سلطان بن زايد بن سلطان آل نهيان الابن الثاني للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سيهتم بالتخطيط لانقلاب ضد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قريبا، وذلك إثر طرده من منصبي قائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ونائب رئيس مجلس الوزراء بتآمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. في حين يحاول الأمريكيون منع الانقلاب ضد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأضاف خالد بن علي بن عبدالله الحميدان قائلا: إن الشيخ هزاع بن زاید الابن الخامس للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان احتج على سياسات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإدارة الحكم في الإمارات العربية المتحدة.
ومن جهة أخرى، أوضح رئيس الاستخبارات العامة السعودية أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة دبي في لقائه مع القادة وكبار الضباط العسكريين في قصر «زعبيل» انتقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعلاقاته الخاصة بالسعودية، معتقدا أن إجراءات الشيخ محمد بن زايد قد أدّت إلى إذلال نفسه ودولة الإمارات العربية المتحدة أمام السعودية لاسيما بقراره الخاطيء في شأن تدخل الإمارات غير المبرر في حرب اليمن.
وأخيرا صرح خالد بن علي بن عبدالله الحميدان بأن عدد من المسؤوليين الإماراتيين رفيع المستوى ينتقدون سياسات الشيخ محمد بن زاید آل نهيان لإدارة الحكم، ومنهم: الفريق الشيخ سيف بن زايد بن سلطان آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
فمن المتوقع أن تشهد الإمارات العربية المتحدة انقلابا وشيكا ضد الشيخ محمد بن زاید آل نهيان برعاية سلطان بن زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ هزاع بن زاید، والفريق الشيخ سيف بن زايد بن سلطان آل نهيان، وبالتعاون مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
الانقلاب على الشيخ خليفة
ومن جانبه كشف مساعد وكيل وزارة المالية الإماراتي الأسبق، الكاتب جاسم راشد الشامسي، في مقال، تفاصيل الانقلاب على رئيس الإمارات، محمد بن راشد، وسر اختفائه.
وقال :« في عام ٢٠٠٩ كنت مسئولاً في حكومة الإمارات، وحدث صراع بيني وبين جهاز أمن الإمارات بشأن بعض القضايا ،فاجتمعت بوزير الدولة لشئون مجلس الوزراء وسلمته خطابا موجها إلى الشيخ محمد بن راشد رئيس مجلس الوزراء عبرت فيه عن قلقيّ الشديد على مستقبل الإمارات في ظل التوغّل الأمني الحاد في كل قطاعات المجتمع المدني، وقلت ما قلت آنذاك».
وأوضح أن أهم ما فيه :«إن لم يتم تقنين دور جهاز أمن الدولة ومحاسبته فلسوف يعتقل الشيوخ ويرهب المسئولين وقد تم!! عبر اعتقال أحد أعضاء أسرة القواسم الحاكمة الشيخ سلطان بن كايد القاسمي رئيس دعوة الإصلاح فك الله أسره ، فاعْتقال رئيس دولة الإمارات عبر فرض الإقامة الجبرية عليه ثم الانقلاب عليه».
وقال المسؤل الإماراتي السابق، أن الشعب الإماراتي يعيش حالة من الرعب، فلا يقف أحدهم إزاء تلك العملية الانقلابية الغادرة بحق رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد الرجل الطيب المحبوب من قبل شعبه، الذي لولا أنه عارض توجهات الجناح العسكري الغربية في الإمارات لما تم الانقلاب عليه، وإنّ نجاح الانقلاب وتنصيب الشيخ محمد بن زايد رئيسا للدولة يعني نقلة نوعية في حكم الإمارات من عصر المشيخة إلى عصر حكم العسكر لا فرق بينه وبين انقلاب السيسي».
وأضاف :«أزعم ذلك لأن العسكر أصبح هو الذي يسيطر على مقاليد الحكم في الإمارات، وقادتهم وأفراد العسكر يتقلدون أرفع المناصب السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتربوية والاجتماعية وغيرها، تحضيرا لاكتمال المشهد بحكم البلاد عبر القائد الفريق أول الشيخ محمد بن زايد».
تحركات محمد بن زايد بعد الانقلاب
وأوضح أنه بعد الانقلاب قام محمد بن زايد بإعادة تشكيل المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وأبعد كل من يشكل تهديدا له وبخاصة أبناء رئيس الدولة والمقربين منه.
واضاف جاسم أنه قام بتعيين إبنه الشاب خالد بن محمد بن زايد لواء ورئيسا لجهاز أمن الدولة بمرسوم صادر باسم الشيخ خليفة المختفي! والجهاز كان له دور كبير في الإقامة الجبرية التي يتعرض لها الشيخ خليفة.
وأوضح أنه استمر بإصدار المراسيم والخطابات والتهاني وغيرها باسم رئيس الدولة المعزول.
وأضاف جاسم أنه عزز من القبضة الأمنية في الإمارات وصعد من مشاهد الترهيب والتنصت والتحقيق مع المواطنين والمقيمين وخصوصا المخالفين لِتوجهاته،كما استمر في إخضاع رئيس البلاد للإقامة الجبرية.
وأشار جاسم خلال مقالات أنه محمد بن زايد استفرد بالشارع الإماراتي فكثّف من لقاءاته الميدانية مع الشعب وزاد من تواضعه للمواطنين لكسب وده، والتغطية على إخفاقاته السياسية والعسكرية.