بدلًا من إعفاء الفقراء ومحدودي الدخل، تعاطف نظام السيسي مع أسر قتلى الجيش والشرطة والقضاء، بمنحهم تعليمًا مجانيًا من دون أيّ مصروفات دراسية؛ ما اعتبره مراقبون تمييزًا وظلمًا.
وأصدر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قرارًا بإعفاء الطلاب أبناء قتلى القوات المسلحة في المدارس الحكومية كافة من الرسوم الدراسية ومقابل الخدمات ورسوم الاشتراك في الرحلات والمجموعات المدرسية، كما يُستثنون من شرط التقيد بالمربع السكني للالتحاق بهذه المدارس، ويستثنون أيضًا من شروط التحويل من التعليم الخاص إلى العام في أي وقت من العام الدراسي.
شراء ولاء
من جانبه، قال الخبير التعليمي كمال مغيث، في تصريح لـ«رصد»، إنه لا بد من مساواة الجميع؛ فهناك عمال راحوا ضحية أداء الواجب بعيدًا عن قطاعي الجيش والشرطة، والقرار لا بد أن يشمل كل أسرة تحتاج إلى دعم، وما أكثرهم في جمهورية مصر التي تعاني من التضخم والبطالة والفقر.
وأضاف أنّ تخصيص فئة بعينها بمثابة شراء ولاء ليس إلا؛ فكل من يعيش على أرض مصر له حقوق وواجبات، ومن يحتاج أكثر يستحق الدعم أكثر.
فوق القانون!
نصّ القرار أيضًا على أنّ «الطلاب المتقدمين والمقيدين في مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا من هذه الأسر يُعفون مِن الرسوم الدراسية ومبلغ التأمين للحاسب الآلي المحمول، ويسلم الجهاز هدية للطالب، إضافة إلى استثنائهم من شرط التقييد بالمربع السكني».
و«الطلاب المتقدمون إلى المدارس الرسمية للغات والمتميزة للغات من هذه الأسر يعفون من الرسوم الدراسية في فتره الدراسة، بما فيها رسوم الكتب والمستوى الرفيع والمجموعات والرحلات المدرسية، كما يُستثنون من شرط الكثافة والسن عند التحويل من المدارس الرسمية للغات والرسمية وإليها».
وشمل القرار إعفاء الطلاب المتقدمين والمقيدين في مرحلة رياض أطفال من هذه الأسر على مستوى الجمهورية من الرسوم الدراسية، واستثنائهم كذلك من شرط التقيد بالمربع السكني، أما المتقدمون والمقيدون بالمدارس الخاصة عربي ولغات من هذه الأسر فيعفون من الرسوم الدراسية ومقابل الخدمات؛ على أن تُدرج أسماؤهم ضمن النسبة المقرر إعفاؤها وفقًا لنص المادة (37) من القرار الوزاري رقم (420) لسنة 2014، كما يحق قبولهم في هذه المدارس فوق إجمالي الطاقة الاستيعابية المقررة للمدرسة.
الإعفاء من التعليم الجامعي
وفور إصدار قرار وزير التعليم بإعفاء أبناء الجيش والشرطة والقضاء، انضمت جامعة القاهرة إلى ركب النظام؛ فقرّر الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إعفاء أبناء قتلى الجيش والشرطة والقضاء من المصروفات الدراسية في المرحلة الجامعية الأولى (نظاميًا وانتسابًا).
وقرّر أيضًا إعفاء هؤلاء الطلاب من رسوم الإقامة في المدن الجامعية؛ لما قال إنه «تقديرًا من الجامعة لتضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ومواجهة الإرهاب».
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الغضب؛ بسبب نتيجة التمييز والعنصرية ما بين أبناء الجيش والشرطة والقضاء وباقي أبناء الشعب. وقال البعض إنّ «معاش» الجيش والشرطة والقضاء و«مكافآتها» لا يضعانهم تحت وطأة الاحتياج، وأوضح آخرون أن الأيتام معفون من المصروفات الدراسية في الأساس.