شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

48 عاما على حريق الأقصى.. نار لم تنطفئ وانتهاكات مستمرة

حريق المسجد الأقصى

تمر اليوم الذكرى الـ48 على حريق الأقصى، وسط انتهاكات مستمرة للاحتلال الصهيوني،في محاولة لتهويده وطمس معالمه المقدسة، تقابلها تضحيات وبسالة من الشعب الفلسطيني.

وفي صباح اليوم الإثنين، اقتحم 96 مستوطنًا يهوديًا باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، وسط تأمين قوات شرطة الاحتلال.

وقال حاتم عبد القادر وزير القدس السابق، في تصريحات صحفية، اليوم، إن المسجد الأقصى تعرض قبل 48 عاما في (1969) لإحراق مادي يمكن إصلاحه، ولكنه الآن يتعرض لإحراق اجتياحي يحاول من خلاله الاحتلال فرض واقع جديد، كما حدث في فترة إغلاقه في شهر يوليو الماضي.

وأضاف عبد القادر، أن هذه الذكرى تأتي والحريق لا يزال مشتعلا حتى هذه اللحظة في المسجد الأقصى.

ومن جهتها، قالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم الإثنین، إن الجرائم والاقتحامات اليومية وما تمارسه سلطات الاحتلال من تهويد بإقامة البؤر الاستيطانية وحفر الانفاق ومنع المصلين هو استمرار للجريمة الكبيرة والتي تمثلت بحرق المسجد المبارك.

وقالت الهيئة في بيان لها، إن نيران الحريق ما زالت مستعرة في قلب كل مسلم غيور لن يخمده إلا تحرير القدس وعودة المسجد الأقصى للأمة الإسلامية.

 

جريمة إحراق المسجد

وفي يوم 21 أغسطس عام 1969، دخل وفد سياحي في الصباح، المسجد الأقصى، من باب المغاربة، وبينهم الأسترالي مايكل دينس روهان، وكان يسمح للوفود بالدخول إلى المصليات المسقوفة داخل الأقصى، وعندما وصل إلى منطقة المحراب ومنبر نور الدين زنكي – المعروف أيضا بمنبر صلاح الدين- سكب مادة حارقة شديدة الاشتعال وأضرم النيران فيهما وهرب.

وانتشرت النار في أرجاء المسجد لتصل إلى مسجد عمر ومقام الأربعين ومحراب زكريا في زاوية المصلى القبلي الجنوبية الشرقية، كما أخذت تعلو حتى وصلت قبة المصلى القبلي المصنوعة من الفضة الخالصة.

وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع.

وزادت الخسائر نتيجة تأخر الإمدادت للإطفاء والتي يسيطر عليها قوات الاحتلال، كما قطع الصهاينة المياه عن محيط المسجد، ما حال دون إخماد النيران سريعا.

خسائر الحريق

أتت النيران على أجزاء واسعة ومميزة في المسجد فأحرقت أعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة، كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية، كما تحطم 48 من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية، والتهمت النيران منبر نور الدين زنكي ولم يتبقَّ منه إلا قطع خشبيه صغيرة وضعت في المتحف الإسلامي، بالإضافة إلى محراب المصلى القبلي الرئيسي والجدار الجنوبي والتصفيح الرخامي الذي كان يزينه.

ونتيجة الضغوط الشعبية، اعتقل الاحتلال المنفذ، ثم ادعوا أنه مجنون، ورحلوه إلى بلاده.

واقتصرت ردود الفعل الرسمية، على الشجب والتنديد كما هو الحال حتى الآن، وهو ما دفع «جولدا مئير» للقول: «عندما حُرق الأقصى لم أبت تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق».

الانتهاكات مستمرة

لم يمر يوم إلا وكان المسجد عرضة للانتهاكات، ومحاولات لفرض أوضاع جديدة عليه، أبى الفلسطينيون أن يرضخوا ويستسلموا لها، فدفع أبناءه ثمن ذلك من حياتهم بالاستشهاد والاعتقالات.

كان أبرز المواجهات تلك التي حدثت في 1996، وقتل خلالها 63 فلسطينيا وأصيب 1600، بعد مواجهات على خلفية نفق أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى، يوصل ما بين طريق الآلام، وساحة البراق.

وفي عام 1990 قتل 21 فلسطينيا وأصيب 150 خلال تصدي لمحاولة جماعات يهودية وضع حجر الأساس للهيكل في المسجد.

وفي  2000، اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون ساحات المسجد الأقصى، لتنطلق شرارة انتفاضة الأقصى الثانية.

واستمرت الانتهاكات والمواجهات حتى الآن، وكان آخرها تلك التي أعقبت حادثة القدس، وقتل خلالها جندية إسرائيلية، لتغلق قوات الاحتلال أبواب الأقصى في يوليو، وتمنع صلاة الجمعة، وتفرض عقبها بوابات إلكترونية رفضها المقدسيون.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023