شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ناشيونال إنترست»: قوة وحيدة يمكنها إنهاء الحرب في سوريا.. ليست العسكرية

قالت صحيفة «ناشيونال إنترست» إنّ إعادة بناء سوريا سيتكلّف ما يزيد على مائة مليار دولار، وهي أموال لا يملكها نظام بشار أو حلفاؤه. ومن هذه الناحية، رأت الصحيفة أنّ إنهاء الحرب يمكن عن طريق القوة الاقتصادية وليس العمل العسكري. كيف؟

يقول «جون ألين»، المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، إنّ التحركات المبكرة للرئيس دونالد ترامب بشأن السياسة السورية كانت لها مردود جيد، من حيث تعزيز الضغط العسكري ضد «التنظيم» تدريجيًا؛ استكمالًا للجهود المبذولة في السنوات الأخيرة من إدارة أوباما.

وأضاف أنّ ترامب عمل على إعادة تشكيل خط أحمر أميركي موثوق فيه ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، وأيضًا لبدء حوار جديد مع روسيا، بعد اجتماعه مع «بوتين» يوم 7 يوليو الماضي في هامبورج الألمانية، الذي توصّل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في مناطق، وساعد عبدالله الثاني، ملك الأردن، على إنشاء منطقة من هذا القبيل في جنوب سوريا؛ ما أعطى أملًا في أن يكون نموذجًا للأشياء القادمة.

وأوضح أيضًا أن ترامب تمكّن من إزالة الاشتباك والجدل بشأن مؤتمر جنيف للسلام، الذي سعت إدارة أوباما منه إلى خلق حكومة وحدة وطنية تضم أفرادًا من النظام والمعارضة، مضيفًا: «الحقيقة أنّ حكومة الرئيس بشار الأسد لا تدعم أي شيء من هذا القبيل في وقت قريب بدعم من روسيا».

ومع الزخم الكبير والاحتدام في ساحة المعركة طوال السنوات الماضية، يرى «جون ألين» أنّ حكومة بشار الأسد لن تذهب إلى أيّ مكان في الوقت الحالي، موضحًا أن نقل السلطة -على الأقل- مؤقتًا إلى المناطق والأقاليم الفرعية مفهومٌ أكثر أهمية من استبدال الحكومة المركزية في دمشق.

وأضاف «جون» أنّ أميركا تحتاج إلى مزيد من أدوات النفوذ في رحلتها لتهيئة الطريق لإنهاء الحرب في سوريا، لافتًا إلى أنه لا توجد استراتيجية موحدة بشأن سوريا مع خطة تنفيذ مجدولة زمنيًا، وأنّ الحرب فوضوية جدًا لرسم طريق طويل لحل المسألة في هذه المرحلة.

وبحسب «جون ألين»، بند رئيس في هذا التفكير «استخدام النفوذ الاقتصادي الأميركي والغربي والعربي بحكمة واستراتيجية لمساعدة المناطق المستقلة أو التي أعلنت مستقلة»، موضحًا أن الهدف النهائي من هذا إقناع «بشار» بتسليم مقاليد السلطة إلى نظام آخر؛ حتى يمكن مساعدة السكان في المناطق التي يسيطر عليها في إعادة الإعمار، والتي لن تتاح لهم إلا بعد رحيله، موضحًا أنّ هذه هي الفرصة لاستخدام الاقتصاد كنفوذ؛ لأن بشار أو حلفاءه لا يملكون ثمن إعادة إعمار سوريا، الذي سيتكلف مائة مليار دولار سنويًا.

وأوضح أنّ هدف هذه الاستراتيجية تحقيق الانتصار في المعركة في سوريًا، لافتًا إلى أنّ الشمال الكردستاني أولى المناطق المناسبة لبدء هذا النوع من المساعدات الاقتصادية المقترحة، ومضيفًا: «ومن الناحية العسكرية، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها تدريب من يختبرون على الأرض بعناية وإمدادهم بالأسلحة، وتعزيز قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم».

موضحًا أن الفكرة لا تشبه خلق مناطق آمنة حتى لا يتكرر ما حدث في سريبرينيتسا أو البوسنة، فالولايات المتحدة لن تعلن عن تعهدها بالدفاع عن هذه المناطق رسميًا، مضيفًا: «لكننا سنبلغ بشار بأنّ أيّ هجمات على مناطق معينة من البلاد ستقودنا إلى اتخاذ تدابير انتقامية متناسبة في الأوقات والأماكن التي نختارها ضد قواته الجوية أو أي قوات أخرى»، وأن هذه الاستراتيجية يجب أن تبدأ في الشرق؛ إذ تخلق هزيمة تنظيم الدولة المستمرة فراغًا للسلطة، ويسعى بشار وإيران بالفعل إلى استغلالها.

وشدّد «جون ألين» على ضرورة حشد الموارد المالية الغربية والخليجية التي يمكن استخدامها لدعم الاستراتيجية، مرجحًا أن يميل المانحون الرئيسون في العالم (دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ودول الخليج ومجموعة البنك الدولي) إلى دعم مثل هذا النهج؛ نظرًا لمصالحهم الاستراتيجية المتوافقة بشكل عام في سوريا.

ويتمثل الهدف الأول، بحسب «جون ألين»، في التعجيل بتوفير المعونة الإنسانية للبدء في إعادة بناء المناطق المدمرة، مؤكدًا إشارته السابقة بأنّ بشار وحكومته لن يحصلا على مساعدات لإعادة الإعمار إلا بعد التخلي عن السلطة، موصيًا بمنحهما مساعدات إنسانية سخية فقط بمجرد توقف القتال، كحافز لوقف القتال ووضع خطة انتقالية؛ بحيث يمكن لمناطق البلد التي يسيطر عليها الآن أن تشارك بالكامل في جهود إعادة الإعمار.

وقال إنّه يتعين على الجميع في إطار هذه الاستراتيجية تقديم تنازلات، كما يتعين على بشار وروسيا وإيران أن يقبلوا بأنه لا يستطيع أن يحكم بشكل مباشر المناطق السنية والكردية الكبرى، والتأكيد بأنّ المساعدات لن تتدفق إلى الأجزاء الخاضعة لسيطرة الحكومة إلى أن ينتهي بشار.

وعلى الولايات المتحدة والدول المتشابهة في التفكير، بحسب «جون ألين»، أنّ تقبل بأن بشار سيساعد في اختيار النظام الذي سيخلفه؛ وهو الأمر الذي ستفعله موسكو أيضًا، مشددًا على ضرورة ألا يكون الانتقال عن طريق مفاوضات جنيف، وأن تضم الحكومة الجديدة التي ستخلف حكومة بشار سُنّة وأكرادًا، وأن تتعهد بحماية الأقليات الدينية الأخرى كالمسيحيين، ومضيفًا: «نعلم أنه لن يكون نظام ديمقراطي بحق».

وأضاف أنّ الأمر في حاجة إلى إيجاد طريقة لهزيمة الأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة هناك، وأن الأمر سيحدث بشكل مثالي لو بمساعدة روسيا، ومضيفًا: «نحتاج أيضًا إلى ضمان ألا يتحول الاستقرار في سوريا بعد تنظيم الدولة إلى دخول أطراف أخرى لتستغل في سبيل تحقيق مكاسب، كإيران أو تركيا على سبيل المثال».

وختم «جون ألين» بأنّ ما يجعل الاستراتيجية أكثر واقعية وأقل تقاطعًا مع المصالح الأساسية لروسيا أنّ تحدث عبر آلية محكمة لإزاحة بشار عن طريق استخدام القوة الاقتصادية وليست العسكرية؛ فالاستخدام الاستراتيجي للقوة الاقتصادية يمكن أن يساعد في تحقيق معظم -أو كل- الأهداف الرئيسة التي تسعى إليها الولايات المتحدة في سوريا اليوم.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023