منذ بدأت الأزمة الخليجية بين «السعودية والإمارات والبحرين ومصر» مع دولة قطر، برزت عدد من المواقف الإنسانية التي تجاهلتها دول الحصار، انتصارا لموقفها دون النظر إلى الانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها في حق المواطنين القطريين.
ورصدت المراكز الدولية الحقوقية، التأثيرات السلبية لحصار قطر، بعيدا عن الخسائر الاقتصادية، لتشمل تفريق الأسر بعد منع دخول القطريين إلى دول الحصار، ورفض علاج المرضى، بالإضافة إلى المضايقات التي وجدها المعتمرين.
منع استمرار علاج المرضى
أكد مصدر مسؤول في «لجنة المطالبة بالتعويضات» في قطر، أن دول الحصار تعاقب مرضاها وتمنع استمرار علاجهم، ورصدت اللجنة 30 شكوى، و11 اتصالا، خلال أقل من أربعة أسابيع على عمل اللجنة التي بدأت فعليا في يوليو. حسب ما كشف موقع بوابة الشرق القطرية.
و استقبلت اللجنة شكاوى بعض القطريين ممن يعالجون مرضاهم من كبار السن في مستشفيات دول الحصار، وأنهم عاجزون عن التنقل من بلد لآخر لإكمال علاجهم، وهم في حاجة لمواصلة الإشراف الطبي عليهم، ومتابعة حالتهم من خلال أطباء بدؤوا معهم رحلة العلاج قبل الحصار.
نفوق الأبل
سلطت صحيفة التليجراف الضوء على ضحايا غير متوقعة للأزمة الخليجية وحصار قطر، وذلك بفوق مئات الأبل بالقرب من معبر سلوى على الحدود السعودية القطرية.
وكانت السعودية قد طردت الآف الجمال من أراضيها بعدما أمهلت ملاكها 36 ساعة للمغادرة، لتلقى عدد كبير منها حتفها في الطريق بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة الماء والغذاء.
ويتجه مربو الإبل القطريين سنوياً إلى جنوب السعودية، لرعيهم هناك، لكونها منطقة خصبة وتتوفر فيها المياه.
انفصال العائلات
كشفت باحثة في منظمة هيومن رايتش ووتش أن الأزمة الخليجية تسببت في انفصال 480 عائلة، وقالت الباحثة روثان بيغم في مقال نشره موقع المنظمة «فُصلت عائلات بأكملها في 4 بلدان قسرا: الآباء عن الأطفال والزوجات عن الأزواج والأخوات عن الأخوة».
وأضافت أنه «يبدو أن الأزمة السياسية تمزق النسيج الاجتماعي في البلدان التي تكون فيها علاقات النسب الأسري ذات أهمية قصوى».
وأكدت أنه لا يمكن أن يكون التوقيت أسوأ من هذا، فقد أخبرنا كثيرون كيف أنهم لم يتمكنوا من السفر إلى عائلاتهم بمناسبة عيد الفطر في 25 و26 يونيو. وذكرت «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» القطرية أنها تلقت حتى 1 يوليو، 480 ملفا يتعلق بانفصال عائلات، ولكننا نعتقد أن العدد أكبر.
منع المعتمرين
رغم تأكيد السعودية منذ بداية الأزمة على أن إجراءات الحصار لا تشمل المعتمرين والحجاج، إلا أنه ومنذ اللحظة الأولى للحصار، تم التضيق على رحلات العمرة، وترحيلهم على خطوط الطيران العمانية.
وأعادت فنادق مكة المكرمة، في 13 يونيو، قيمة حجوزات المعتمرين القطريين، والتي تجاوزت 1.5 مليون ريال في يومها الأول، كقيمة لمقدم الحجز أكثر من 133 غرفة فندقية، والتي تقع غالبيتها في المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي.
وطالت الأزمة موسم الحج القادم، بعدما زعم وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، مطالبة قطر بتدويل مشاعر الحج، وعلى الرغم من النفي القطري لهذا المطلب، في حين أصر الجانب السعودي، على مزاعمه واعتبرها “بمثابة إعلان حرب على المملكة”.
واعتبر صادق محمد العماري – رئيس تحرير الشرق، أن ادعاءات الإعلام السعودية حول مساعي قطر إلى تدويل الحج تأتي في إطار التحريض وتعبئة الرأي العام ضد قطر.