جاء تقرير الحكومة المصرية، عن رصدها أزمة أخلاقٍ في المجتمع المصري، وانتشار «السلبية والفهلوة والغش التجاري» بين المواطنين، وتراجع «احترام الرأي الآخر»، ليثير تعليقات الإعلام المصري، فيما علق عدد من خبراء علم النفس عن أسباب تدهور أخلاق المصريين.
وأرجع الخبراء النفسيون تدهور الأخلاق في مصر بشكل كبير إلى الخطاب الإعلامي، وارتفاع معدل الفقر والغلاء، والأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعانيها المجتمع حاليًا.
وتناولت وسائل إعلام النظام أمس تقرير الحكومة بين السخرية والإشادة بزعم أنه اعتراف بالمشكلة لحلها.
عمرو أديب يسخر من تقرير الحكومة
وأثار تقرير الحكومة سخرية الإعلامي عمرو أديب، حيث إن هذا التقرير يخرج من الحكومة وليس أي جهة حقوقية أو بحثية أخرى.
معتز عبدالفتاح.. اعتراف بالمشكلة لحلها
ومن جانبه أشاد الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، مقدم البرامج وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بتقرير الحكومة، الذي اعتراف بالمشكلة لحلها، مشيرا إلى أن التقرير الصادر عن مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، يؤكد أنه ما بعد 2011 حدث تغير كبير في سلوكيات المواطن المصري.
ووجه عبد الفتاح خلال برنامج «حلقة وصل»، المذاع على قناة «أون لايف» رسالة إلى حكومة المهندس شريف إسماعيل، قائلًا: «مهمة التربية أحد المهمات التي يجب أن تشارك فيها الدولة لتقوم بوظيفتها الأخلاقية».
واستطرد عبدالفتاح: «هناك 4 أدوات يجب أن تستغل لتحسين الأخلاق لدى المصريين وهي الإعلام والتربية والفن والدين، لو فيه جهة ما تربط بين هذه الأدوات سيكون شيئًا جيدًا، وربما تكون هذه الجهة هي المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب».
وقال، إنه على الحكومة ألا تخشى الاعتراف بهذا النوع من المشاكل لأن الاعتراف بها أول خطوة لحلها لأنه ببساطة لابد أن تعالج بحوار وجهد مجتمعي متكامل.
أسباب تدني مستوى الأخلاق
ومن جانبه أوضح الدكتور حسن فريد، أستاذ الطب النفسي، أن هناك العديد من الأسباب لارتفاع معدلات تدهور الأخلاق، مشيرا إلي أن الظروف الاجتماعية هي السبب الأبرز لتدني مستوى الأخلاق.
وقال فريد في تصريح خاص لـ«رصد»، إن العامين الماضيين، شهدا حالة من التدهور الأمني والاقتصادي، وهو ما مثل صدمة قوية على المجتمع، وإن التغيرات التي حدثت خلال العامين الماضيين كفيلة بأن تحدث انحدارات أخلاقية قوية.
وأشار أستاذ الطب النفسي، أن قطاعًا كبيرًا من الشعب انتقل من الطبقة الوسطى إلى الفقراء بسبب الظروف الاقتصادية، بخلاف أن الطبقة الفقيرة ازدادت فقرا، مشيرا إلى أن هذا تسبب في زيادة معدلات الجريمة، وانتشار الرشاوى، وفساد الأخلاق.
وقالت الدكتورة ثريا عبدالجواد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية، في تتصريحات صحفية: «دائما ما نربط ثورة يناير 2011 بظهور الفساد والفوضى، وهذا تحليل غير صحيح».
وأكدت عبد الجواد أنه لا توجد علاقة بين اندلاع ثورة 25 يناير وتراجع سلوكيات المواطن المصري، خصوصا وأن كل مجتمع لديه سلوكيات إيجابية، وأخرى سلبية.
وأوضحت الخبيرة الاجتماعية أن الجميع يملك بداخله بذور العنف والسلبية، مشيرة إلى أن السلوكيات السلبية تظهر لدى الفرد عقب الفشل في تحقيق مطالبه والشعور بغياب العدالة الاجتماعية، فتزداد وتيرة العنف والغضب والسلبية في المجتمع.
وأضافت أن هذه السلوكيات تزيد بالتزامن مع شعور المواطن بسوء أحواله الاقتصادية نتيجة غلاء المعيشة، مما يشعل العنف بداخله تجاه الدولة.