قال أمير موسوي الملحق الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر، إن بلاده على استعداد لوضع كل إمكانياتها العسكرية في خدمة الجزائر، إذا ما تعرضت إلى أي خطر يهدد أمنها واستقرارها، وإن إيران لن تتخلى عن حلفائها مهما حصل.
وأضاف أمير موسوي في مقابلة موقع «الجزائر1» على هامش مشاركته في مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته العاشرة، أن التعاون بين إيران والجزائر سيكون كبيرا في المستقبل، سواء تعلق الأمر بالمجال الثقافي أو الفني، أو المجالات الاقتصادية والعلمية، خاصة أن إيران لديها الكثير لتقدمه إلى الجزائر في عدة مجالات، موضحا أن بعض الجهات تريد كسر هذا التعاون، من خلال الترويج لوجود صراع بين سنة وشيعة، وأن هناك الكثير من مجالات التعاون سيتم تطويرها في المستقبل القريب.
وأوضح الملحق الثقافي لسفارة إيران في الجزائر أن هناك مؤامرة كبيرة ضد العالم العربي والإسلامي، تقف وراءها الصهيونية، التي تخشى أن تتحد جهود الدول العربية والإسلامية، وهي الجهات التي تلعب على أوتار الطائفية، وتخويف الناس من أعداء وهميين لا وجود لهم، حتى تجعل من الصديق عدوا ومن العدو صديقا، ولكن الجزائر أكبر بكثير من هذا النوع من المؤامرات، لأنها خاضت تجارب مريرة وخرجت منها مرفوعة الرأس.
واعتبر الدبلوماسي الإيراني أن الجزائر ليست دولة عادية، بل لديها مواقف دولة عظمى، خاصة ما تعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجزائر حافظت على سيادتها واستقلال مواقفها وفرضت مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير، وأن إيران مرتاحة لمواقف الجزائر، وأن الجيش الجزائري يضرب به المثل في الاستقامة والنزاهة والاحترافية، فضلا عن مواقفه المشرفة من القضايا العربية والإسلامية والقضايا العادلة بشكل عام.
وشدد أمير موسوي على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل قواها التقنية والفكرية والإمكانيات العسكرية ستكون تحت تصرف الجزائر، في مواجهة أي خطر يداهم هذا البلد الآمن، مذكرا بأن المرشد الأعلى قال لرئيس الوزراء الجزائري السابق عبد المالك سلال بصريح العبارة إن إيران لن تتخلى عن حلفائها، وإنها لما تمد يدها إلى بلد، فإنه من المستحيل أن تسحبها.
وبحسب «ساسه بوست»؛ يعتبر ملف الشيعة، أحد الملفات التي تقلق الجزائريين في عقائدهم، حيث يقدر عدد الشيعة حسب مصادر رسمية أكثر من 3 آلاف شيعي يتوزعون في مناطق مختلفة من البلاد، وتحارب الحكومة الجزائرية ممثلة في وزارة الشؤون الدينية أي حملة تشيُّع في أوساط المجتمع، فالحكومة الجزائرية تؤكد على الفقه المالكي باعتباره مذهبًا وحيدًا يجب اتباعه، وتخشى من الاختلاف في المذاهب والأعراق التي يعتبرها الساسة دافعًا قويًّا لإشعال حرب طائفية بالمنطقة.
وفي ندوة أقامتها يومية البلاد، أكد المشاركون بها أن السفارة الإيرانية في الجزائر تضخ أموالا كبيرة من أجل نشر التشيع، وتستخدم أدوات عديدة وفضاءات متعددة من أجل التمكين للتشيع، ولعل الانتصارات التي حققها حزب الله جنوب لبنان عام 2006 والدعم الذي تحظى به المقاومة في غزة من قبل إيران، جعل تيارًا كبيرًا من الشعوب العربية ومنهم الجزائريين يبدون تعاطفًا كبيرًا مع الشيعة.
لكن سرعان ما تغيرت الأوضاع واختلت الموازين بعد أحداث العراق ومشاركة الحرس الثوري في الحرب داخل الأراضي السورية، والاجتياح الحوثي لمؤسسات الدولة باليمن.