علقت صحيفة «فايننشال تايمز» في افتتاحيتها على الأزمة التي تمر بها إدارة دونالد ترامب، في ظل استقالة مدير طاقم البيت الأبيض رينس بريبوس، وتعيين وزير الأمن الداخلي جون كيلي مكانه، قائلة إن الإدارة في الطريق إلى تدمير نفسها.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها «عربي21»: «قدم دونالد ترامب في الشهور الستة منذ دخوله إلى البيت الأبيض، الغضب والصخب وليس أكثر، وأي أمل بأنه سينضج في الحكم قد تبخر هذا الأسبوع، وهو أسبوع فوضوي ودمار ذاتي حتى بموجب المعايير الكئيبة لرئاسته».
وتشير الصحيفة إلى أن «ترامب، رجل العقارات، الذي يعد نفسه قائدا للرجال، أثبت أنه غير قادر على استخدام السلطة بطريقة مسؤولة، فقام، وبطريقة علنية، بإضعاف النائب العام وأكثر الداعمين له، وصدم وزارة الدفاع (البنتاغون) عندما حرم المثليين من الخدمة في الجيش الأمريكي، ووقف متفرجا في الوقت الذي قام فيه مدير اتصالاته أنتوني سكاراموتشي بشن هجوم قذر ضد مسؤول موظفي البيت الأبيض بريبوس».
وتضيف الافتتاحية: «هذه رئاسة لا قبطان لها، وقائدها سكران في السلطة»، مشيرة إلى ما قاله كارل روف، الرجل الذي هندس وصول ونجاح جورج دبليو بوش إلى السلطة، حيث قيّم حكمه في الإدارة الحالية قائلا: «لو استمر ترامب في هذه الطريقة التدميرية من السلوك، فإنه سيغرق رسالته، بل ربما رئاسته قبل نهاية عامه الأول، وقد يخرج من السلطة».
وتلفت الصحيفة إلى أن «روف ليس وحده في حكمه الصادم على ترامب من الجانب الجمهوري، وبأنه يواجه مسارا صعبا، فالسيناتور ليندسي غراهام، عن ولاية ساوث كارولينا، توقع أن (تفتح أبواب جهنم) لو قام الرئيس بعزل النائب العام جيف سيسشنز، وذلك مقدمة لعزل المحقق المستقل روبرت موللر، الذي يحقق في تدخل الروس في انتخابات عام 2016».
وتذهب الافتتاحية إلى أن «الرئيس ترامب يعتقد أنه فوق الخلاف السياسي، وحتى فوق القانون، ويتعامل مع المميزات الرئاسية بطريقة منفتحة، إن لم تكن كريمة، وبحسب التقارير، فإنه ينظر في إمكانية العفو عن نفسه في حال تعرض لاتهامات من المحقق المستقل بأنه تعاون مع الروس في أثناء الحملة الانتخابية، وهذه منطقة خطيرة ليس للرئيس فقط، لكن للحزب الجمهوري أيضا».
وتعلق الصحيفة قائلة إن «ترامب يقوم بفحص الدستور الأمريكي بطريقة تدميرية، ليس بسبب سلوك المساعدين له وبراعتهم، مثل سكاراموتشي، لكن لعدم فهمه النظام الدستوري الذي من المفترض عليه تطبيقه»
وتجد الافتتاحية أن «محاولات ترامب المستمرة والفاشلة لإلغاء النظام الصحي، أو (أوباما كير)، التي كانت من أهم ملامح وعوده الانتخابية، ما هي إلا دليل على قلة تأثيره على الجمهوريين الذين يتزعمهم، وأكثر خطورة هو التوبيخ الذي حصل له من رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، فليس من حق الرئيس تغيير سياسة الجيش من خلال تغريدات على (تويتر)».
وترى الصحيفة أن «رئاسة ترامب دون كابتن، وباستثناء السياسة تجاه الصين، فإن كل موقف اتخذه على الساحة الدولية، من خروجه من اتفاقية باريس، إلى تدخله الأخرق في أزمة الخليج، ومواقفه من حلف الناتو، جميعها قد أضرت بموقف أمريكا الدولي، فالولايات المتحدة الشريك الذي لا يمكن التنازل عنه أصبحت دولة يبتعد عنها الجميع».
وتبين الافتتاحية أن «الحال التي وصلت إليها الولايات المتحدة مثيرة للحزن، ومع ذلك ففي هذه الساحة الحالكة هناك بصيص أمل، حيث قام النواب والنائبات الجمهوريات، بقيادة السيناتور جون ماكين، بوضع خطوط حمراء للدستور».
وتختم «فايننشال تايمز» افتتاحيتها بالقول إن «الامتحان الأكبر سيكون تحقيق موللر، لكن المشكلة هي في قدرة الرئيس على تحقيق شيء ذي قيمة، ودون تغيير في التصرف والمسار فإنه لا يمكن الحفاظ على رئاسته».
المصدر: عربي21