قال سفير قطر لدى روسيا، فهد بن محمد العطية، إن دول الحصار تسعى لإعادة إنتاج الأنظمة التي أنتجت الإرهاب، عقب مطالبتهم قطر بمعاقبة الأشخاص الذين يعارضون تلك الدول سياسيا.
وفي حوار له مع إذاعة «إيخو موسكفي» الروسية، نقلته الخارجية القطرية، أكد عطية أن موقف قطر من الإرهاب «واضح»، متمثلا في أن «كل من يعرض حياة الآخرين للخطر لتحقيق أهداف سياسية، بصرف النظر عن منطلقاته وأيديولوجياته، يعدّ إرهابيا، وينبغي أن يُحارب بكل الوسائل الممكنة، وتجفيف كافة مصادر تغذيته فكريا وماليا».
وتعليقا على مطلب دول الحصار بمعاقبة كل من يعارض أنظمتها، ويختلف معها سياسيا، واعتبارهم إرهابيين، أكد عطية أن «هذا بحد ذاته إرهاب.. دول الحصار تسعى اليوم لإعادة إنتاج الأنظمة التي أنتجت الإرهاب، وتريد أن تقنعنا بأن تلك الأنظمة ستحارب الإرهاب»، وفق قوله.
وأشار السفير القطري إلى أنه «يجري استغلال الشعور العام بالخوف من العنف، لإطلاق صفة الإرهابي على كل من يعارضنا، وأصبحت دول العالم كلها من كبيرها إلى صغيرها تدّعي أنها تحارب الإرهاب».
ورأى أن مصطلح الإرهاب «فقد معناه الحقيقي، وأصبح وسيلة تستخدم لإقصاء الآخر»، على حد تعبيره.
وتساءل عطية: «من أين أتى هذا الإرهاب الذي نعاني منه اليوم؟ وهل هو نتاج لنظام حكم ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان؟ أم أنه وليد لأنظمة حكم قمعية مستمرة منذ 70 عاما؟ نحن لا نتكلم عن عدالة مطلقة، نحن نتوخى عدالة نسبية، على أقل تقدير».
ودعا عطية إلى «اعتماد الحوار وسيلة لتسوية الخلافات”، مضيفا: “لو أنهم كانوا يملكون وجهة نظر مقنعة، لتبناها الشارع العربي، لكن لم يتبنّ أحد وجهات نظرهم؛ لأنها تهدف إلى إعادة إنتاج الأنظمة القمعية».
وعن خلاف قطر مع دول الحصار، قال العطية: «أؤكد أننا نحن من يسير مع التيار الكبير، والآخرون يسيرون عكس هذا التيار، إنهم أقلية في مواجهة الرأي العام العربي والإسلامي، وهذا ما يخيفهم ويجعلهم يتصرفون تصرفات غير عقلانية»، وفق قوله.
وأعلنت الخارجية المصرية، الجمعة الماضية، أن اجتماعا لوزراء خارجية السعودية والإمارات البحرين ومصر سيعقد في العاصمة البحرينية المنامة السبت والأحد المقبلين؛ لبحث الأزمة الخليجية.
واندلعت الأزمة الأشد التي تعصف بالخليج مطلع يونيو الماضي، عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهي الاتهامات التي رفضتها الأخيرة.
عربي21