جاء إنشاء القاعدة العسكرية «محمد نجيب» على الحدود مع ليبيا، ونقل تعزيزات الجيش المصري من شرقها على الحدود مع إسرائيل وسيناء، إلي غربها، على الحدود مع ليبيا، ومشاركة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في افتتاحها، ليثير التساؤلات حول دلالات إنشاء هذه القاعدة، ودورها في دعم قوات خليفة حفتر في الصراع بليبيا.
وأثار حضور الجنرال الليبي خليفة حفتر، حفل الافتتاح مع ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، تكهنات حول دور القاعدة المصرية في دعم قوات حفتر، ودورها كقاعدة تخدم مصالح دول الخليج أيضًا ضد أي تهديدات محتملة.
دعم حفتر
وبحسب محللين وخبراء، فإن هذه القاعدة تعتبر دعمًا قويًا لجيش حفتر في ليبيا، حيث التعزيزات والإمدادات المصرية لجيش حفتر، في ظل دعم عبدالفتاح السيسي له ضد الثوار.
وفي هذا السياق، اتهم المحلل السياسي الليبي أسامة كوبار السيسي بدعم حفتر من أجل الاستفادة من الثروات الليبية كحل للأزمة الاقتصادية التي تعيشها القاهرة عن طريق ثروات ليبيا، مشيرًا إلى أن تصريحات حفتر تدل على ذلك عندما قال إنه مع مصلحة مصر حتى وإن كانت ضد مصلحة ليبيا، معتبرًا أن مصر ترى في خليفة حفتر الضامن لمصالحها في ليبيا.
وقال في حديث مع CNN بالعربية: «ما يفسر دعم مصر اللامتناهي للقوات التي يقودها حفتر يكمن فى الوضع الإقتصادي المصري المزري و كيفية سيطرة مصر على شرق ليبيا و الاستفادة من النفط وغيرها من المعادن، مصر السيسي تبحث لها عن منقذ من الضائقة المالية التي تمر بها ولديها أطماع في الشرق الليبي».
التكلفة الاقتصادية
وفي الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية طاحنة جاء إنشاء هذه القاعدة ليشكل أعباء اقتصادية جديدة على الاقتصاد المصري، حيث إن تكلفة إنشاء هذه القاعدة تصل إلى 25 مليار جنيه، في ظل العجز الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد.
وهاجم الدكتور ناصر البنهاوي، الخبير الاقتصادي، تركيز نظام السيسي على المجهود الحربي والشق الأمني في محاربة الإرهاب رغم أن دوافع الإرهاب اقتصادية واجتماعية وحقوقية، مشيرًا إلي أن تكلفة القاعدة العسكرية التي افتتحها تكفي لاستصلاح مليون فدان.
وأوضح الخبير الاقتصادي في تصريح صحفي أن القاعدة بنيت على 18 ألف فدان على أفضل المناطق على سواحل البحر المتوسط يبلغ ثمنها فقط 25 مليار جنيه على أساس 2000 جنيه للمتر. كما تتضمن 1155 مبنى ومنشأة و72 ميدان للتدريب وقرية رياضية و50 وحدة للطاقة الشمسية.
وقال البنهاوي إن الظروف الاقتصادية في البلد تتطلب تقليص ميزانية الجيش والشرطة والقضاء والخارجية والشباب والرياضة والثقافة والأوقاف والأزهر والإعلام وتخصيص الوفر في استصلاح الأراضي وبناء قاعدة صناعية حديثة وتطوير التعليم وتحسين الخدمات الصحية ودعم الأسر الفقيرة.
وعبر البنهاوي عن دهشته من بناء قاعدة عسكرية في مرسى مطروح، رغم أن الإرهاب يتمركز في شمال سيناء.
أهم المعلومات عن القاعدة الحربية
وتعتبر قاعدة محمد نجيب أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، حيث تضم 1155 مبنى ومنشأة.
وبحسب تصريحات الحكومة، فإن مهمة هذه القاعدة تأمين محطة الضبعة النووية وحقول البترول والحدود الغربية، ولها 4 بوابات رئيسية و8 بوابات داخلية للوحدات، وتضم مدينتين سكنيتين للضباط وضباط الصف، وقاعة للمؤتمرات متعددة الأغراض تسع 1600 فرد. كما تضم ملاعب ومنشآت رياضية وزراعية وحمامات سباحة وغيرها.
وتحتوي على 50 وحدة للطاقة الشمسية؛ للاعتماد على خلايا للطاقة الشمسية في أعمال الإنارة لأجزاء من القاعدة، وتستهدف تحقيق جزء من الاكتفاء الذاتي، من خلال إنشاء العديد من المزارع والمساحات الخضراء، بزراعة 379 فدانا بالأشجار المثمرة، وزراعة 1600 فدان بمحاصيل القمح والشعير والفول.
ووفقا للمتحدث العسكري، فقد نشر في بيان بالتفصيل، بيانات القاعدة العسكرية الجديدة، محمد نجيب العسكرية، بمدينة الحمام، وقاعدة براني العسكرية بالمنطقة الغربية، مؤكدا أن هدفها هو «تنفيذ أي مهمة تكلف بها لحماية ركائز الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية».
وقال: إن هدف هذه القاعدة «تعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية؛ لمنع تسرب العناصر الإرهابية المسلحة عبر خط الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب للأسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية».