«أطالب من المصريين النزول يوم الجمعة 26 يوليو لمنحي تفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل» بهذه الكلمات توجه عبد الفتاح السيسي إلى الشعب المصري في 24 يوليو من عام 2013، أثناء حضوره حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية البحرية، ودعاهم للنزول يوم 26 يوليو لتفويض الجيش والشرطة لمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة من قبل معارضي عزل الدكتور محمد مرسي.
وبهذه الكلمات كانت بداية الانشقاقات في معسكر 30 يونيو، حيث أحدثت هذه الجمعة انشقاقات بين مؤيد لهذه الدعوة ورافض لها.
العديد من القوى السياسية، أغلبها شبابية، رفضت دعوة السيسي لتفويضه لمحاربة الإرهاب، معتبرة أنها تحريض على الحرب الأهلية، كما شهدت هذه الجمعة مشاركة جماهيرية أقل من المتوقع.
وفيما يالي أبرز القوى التي رفضت المشاركة في هذه المظاهرات، محدثة أول انشقاق في معسكر 30 يونيو…
6 أبريل
قالت حركة شباب 6 أبريل، في بيان لها تعليقًا على خطاب عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي في وقتها، إن القوات المسلحة لا تحتاج إلى تفويض لأداء مهامها الوطنية فى حفظ أمن الوطن والمواطنين، وإنه «لابد أن تتصدى لكل المظاهر الإجرامية في الشارع المصري، والقضاء على كل مظاهر التسلح والعنف بشكل يحكمه القانون وبدون أي إجراءات استثنائية».
وأكدت الحركة في بيان على موقعها، أنها ضد انتهاك حقوق وحريات أي مصرى مهما كان انتماؤه، وأن «أي إجراءات تزيد من حالة الاحتقان وتعمق جرح الوطن سيبعدنا عن طريق المصالحة الوطنية ويشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي».
وشددت الحركة على «موقفها الثابت ضد العنف وضد الأعمال الإجرامية و الإرهابية التي تستهدف أي مواطن مصري أياً كانت معتقداته أو انتمائه السياسي، انطلاقاً من مبدأ الحركة و قناعتها و تلبية لنداء الشعب منذ قيام الثورة مطالباً بالتحلي بالسلمية».
وائل عباس
ووصف الناشط السياسي « وائل عباس » الفريق أول عبدالفتاح السيسي بالديكتاتور، وأكد على أنه الحاكم الفعلي للبلاد وليس عدلي منصور وذلك عبر تدوينة له اليوم على موقع تويتر.
وتابع قائلا « السيسي هو الديكتاتور وهو الحاكم الفعلي بالفعل لـ #مصر ويطلب حشد الغوغاء لدعم سلطاته الخاقانية اللا محدودة في القمع».
نتائج عكسية
وكان خالد علي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، مدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أبرز من رفضوا الدعوة، إذ قال: «إن دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع للمواطنين من أجل تفويضه لمكافحة الإرهاب قد تأتي بنتائج عكسية على المدى البعيد».
مصر القوية
كما رفض الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، دعوة السيسي، جموع الشعب المصري للاحتشاد وتفويض القوات المسلحة بالقضاء على الإرهاب، وأوضح وفقًا لتصريحات صحفية حينها، أن الحزب يخشى أن يكون هذا التفويض مقدمة لإجراءات استثنائية لقمع المعارضين وتقييد الحريات، مضيفًا أن الدعوات المضادة للحشد من الطرفين لن تؤدى إلا إلى مزيد من نشر حالة من الكراهية والعداء بين المواطنين بما يعرض السلم الأهلي للخطر.
الثوريين الاشتراكيين
رفضت حركة الثوريين الاشتراكيين المشاركة في جمعة التفوبض، والاستجابة لدعوة السيسي، مؤكدة أن مكافحة الإرهاب لا تحتاج لتفويض، ولكن دعوة السيسي تصنف أنها دعوة لحرب أهلية.
وطالبت الحركة المصريين برفض المشاركة في هذه التظاهرات مؤكدة أن سياسة عبدالفتاح السيسي تهدف إلي تعزيز الانقسام والحرب الأهلية.
المصالحة الوطنية الحل
فيما لوح الدكتور مصطفى حجازي، مستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت آنذاك، برفضه للتفويض، وأوضح أن المصالحة الوطنية أشمل وأهم، والسعي إلى علاج اختلال القيم المجتمعية وهو أمر أشمل وأكثر استدامة.
متعملوش حسابي
وكان المحامي الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، واحدا من الرافضين لنزول الجماهير لتفويض الجيش والشرطة وروي تفاصيل ذلك اليوم قائلا: «كنت في اجتماع مع الدكتور مصطفى حجازي، مستشار رئيس الجمهورية آنذاك ضمن وفد سياسي وحقوقي كبير بمقر رئاسة الجمهورية في قصر الاتحادية، لإقناعي أن أكون ضمن فريق العمل المتعلق بملف العداله الاجتماعية بعد رفضي الانضمام إلى المجلس القومي لحقوق الإنسان بتشكيله الجديد».
وتابع: «خرجت برا قاعة الاجتماع أشوف مكان أدخن فيه، فأبلغني أحد الموظفين بالقصر أن وزير الدفاع، أثناء اجتماع رئيس الجمهورية معنا، خطب وطلب تفويض لمكافحة الإرهاب، لم يكن هذا التفويض مفهوما بالنسبة لي وقتها، ولم أشعر بالراحة، بعدها بأيام اتصل بي مصطفى حجازي، فأبلغته إني مش مصدق فيلم العدالة الانتقالية، وبالتالي متعملوش حسابي».
- قوى تشارك محسوبة على الثورة
وفي المقابل شاركت العديد من القوى السياسية المحسوبة على الثورة في هذه التظاهرات، في الوقت الذي تعارض فيه السيسي حاليا، وتتظاهر ضده.
المصري الديمقراطي
ومن جهته، قال أحمد فوزى الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى، إن الجيش المصرى لا يحتاج إلى تفويض للتعامل مع الإرهاب والعنف إلا إذا كانت هناك ضغوط خارجية.
وأكد الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى أن خطاب السيسى رسالة طمأنة للشعب المصرى، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين أضاعت كل الفرص لافتا إلى أن طلبه التفويض من الشعب يؤكد أن لديه معلومات مؤكدة عن عمليات خطيرة قد تقوم بها الجماعة خلال الفترة القادمة.
علاء الأسواني
قال الدكتور علاء الأسواني، الكاتب والروائي، إن دعوة التظاهر الجمعة المقبل أطلقتها القوى الثورية قبل الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مشددًا على أن «واجب المصريين جميعًا أن ينزلوا الى الشوارع لحماية الثورة من إرهاب الإخوان».
وأضاف «الأسواني»، في حسابه على «تويتر»، أنه «إذا كنت تعتقد أن ٣٠ يونيو كانت موجة عظيمة للثورة، وإذا كنت تعتقد أن حكم الإخوان كان كارثة على مصر، أنزل مظاهرات يوم الجمعة ليسمع العالم صوتك».
التيار الشعبي
أعلنت حركة التيار الشعبي التابعة للمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي مشاركتها في جمعة التفويض، وقالت هبة ياسين، المتحدثة الإعلامية باسم التيار الشعبى المصرى، إن خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسى، خطاب متوازن، يؤكد أن الجيش لم يحاول المساس بشرعية الدكتور محمد مرسي إلى آخر لحظة، كما يوضح مدى عناد مرسى وجماعته للشعب المصرى فى الحكم.
وأضافت ياسين، أن خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسى، ويوضح أن كل تحركات الجيش هى استجابة للمصريين ودعما لثورته.