قُتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين وأصيب رابع بجراح متوسطة إثر طعنات نفّذها شاب فلسطيني داخل مستوطنة «حلميش» المقامة على الأراضي الفلسطينية قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية.
تسلّل الشاب الفلسطيني إلى المستوطنة وسدد الطعنات في تحرك فدائي وصف بالمعقد؛ كردٍّ أوليٍّ على الشهداء الثلاثة ومئات الجرحى الفلسطينيين الذين سقطوا اليوم في المواجهات مع الاحتلال في الضفة والقدس.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عبر موقعها الإلكتروني إن الفدائي الفلسطيني اعتقل بعد إطلاق النار عليه، نافية ما تردد عن استشهاده؛ مؤكدة أنه شاب من مدينة رام الله يدعى عمر العبد ويبلغ من العمر 19 عامًا.
وصيّة عمر
وقبل تنفيذ الطعنات بوقت قليل، كتب عمر على حسابه الشخصي في «فيس بوك»: «وصيتي لكم (بسم الله الرحمن الرحيم)، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلتقرؤوا وصيتي، بل آخر كلام لي لكم».
وأضاف: «أنا شاب لم يتجاوز عمري العشرين، لي أحلام وطموحات كثيرة، كنت أعلم أنه بعون الله ستتحق أحلامي، كنت أعشق الحياة لرسم البسمة على وجه الناس؛ لكن أي حياة هذه التي تُقتل فيها نساؤنا وشبابنا ظلمًا ويُدنّس أقصانا مسرانا حبيبنا ونحن نائمون، أليس من العار علينا الجلوس».
ووجّه عمر رسالة حادة إلى الكيان المحتل قال فيها: «يكفي، كلنا أبناء فلسطين وأبناء الأقصى، يا أبناء القردة والخنازير إن لم تفتحوا أبواب الأقصى أنا واثق أنه سيخرج بعدي رجال يضربون بيد من حديد، أحذركم.. أنا أعلم أني ذاهب إلى هناك فلن أعود هنا؛ بل سأعود إلى الجنة برحمة الله، يا محلا الموت وشهادة فدا الله ورسوله ومسرى رسوله».
وأردف: «أرجوكم سامحوني فأنفاسي باتت معدودة. أمي، أبي، إخوتي، يا من ستشقون من بعدي، سامحوني فأنا ذاهب إلى الجنة، بيتي هناك، سأشرب من نهر الكوثر من يدي الهادي، لا أريد أكثر من هذا فسامحوني».
وذكر في وصيته أنّ «من لم يعمل بها سأقاضيه أمام الله، أهلي أمانة برقبتكم جميعًا، يا مسلمين لفوني برايات رسول الله ولفوا رأسي بعصبة القسام ولفوا على صدري عصبة أبي عمار وأدخلوهم معي في القبر، أنا أعي ما أقول ومتشوق إلى لقاء الله، أرجوكم لا تعملوا لي تأبينًا، وتشغلوا الأغاني فقط، تذكروني وترحّموا علي، أرجوكم وحدوا صفوفكم فكلنا واحد ودمنا واحد وعدونا واحد وأقصانا واحد؛ فلم الفرقات الحمقاء بيننا؟».
وذيل وصيته بـ«أخوكم بإذن الله شهيد عمر العبد».