يرتبط الشكل والمظهر في عقلية المصريين بكثير من المعاني التي قد تكون سلبية او ايجابية وان كان من منطلقات مختلفة تبعا للانتماءات الفكرية والدينية.
فمثلا وهو الاقرب كمثال الحجاب يراه التغريبيون كعنوان على التخلف وغباء صاحبته وفقرها اجتماعيا وثقافيا بينما يراه الملتزمون دينيا عنوانا للطهر والعفة والالتزام بتعاليم الدين.
وارتبط الامر نفسه باللحية عند الرجل فهي سلبية وبغيضةعند الطرف الاول و هي لها مفهومها الشرعي عند الطرف الثاني.
وقد ارتبط الشكل بالمعنى حتى أصبح كلا الفريقين يتجادلون في مالا يرتبط ويهدر الوقت الثمين في سفسطة فكرية
وانك تجد لفريق التغربيين ساحات اعلامية وفنية لا تخلو من اسقاطات لجعل صورة المتدين شديدة القبح والمقابل له محبوبا وطيبا والامثلة كثيرة لا تخفى على احد
ولا يحقرن أحد من هذا التأثير فهناك سيدات يرغبن في الحجاب لكن حاجزا نفسيا تربى داخلهن أن الحجاب هو للشغالات والخدامات والغبيات!!!!!!!!!
و أصبح من بين المتديينين من يكون اسير احساس بالخجل من تدينه!!!
والحقيقة أن المعاني المجردة قد ترتبط او لا ترتبط بشكل بعينه وهذه بديهية ولكن المبشرين بنهضة العرب على النمط الغربي كانوا من الضحالة الفكرية لظنهم أن لتغيير الملبس ارتباط بالتقدم
وماهي العلاقة؟
لا شيء
ان العلماء احيانا يرتدون ملابس تغطي كل اجزاء اجسامهم في بعض المعامل التي تتطلب ذلك ولم يقال لهم ان الغطاء على رؤوسكم هو غطاء على عقولكم ولو علموا كم الحروب الفكرية التي اثيرت في ذلك المضمار وكم السنين التي ضاعت جراء هذا العبث الفكري لتعجبوا أيما تعجب.
ان محا كاة الشكل الغربي لا تفسير له الا كما قرر ابن خلدون في مقدمته في مسألة التبعية و المحاكاة و التقليد ( ان المغلوب مولع أبداً بالإقتداء بالغالب في شعاره و زيّه و نحلته و ساير أحواله و عوا يده)
ان الولع باثارة معارك انتهى منها العالم وحسمها في بقاع عديدة ماهي الابقايا موروثات فكرية لم نشف منها بعد ودليل على عدم التسامح النفسي مع المختلف وخاصة الملتزم دينيا بعد وأحب ان اعرض بعض الحقائق للمولعين بالشكل
وشئونه
لنر مثلا إن طائفة السيخ من الهنود الذين يعملون في جهاز الشرطة البريطاني ظلوا متمسكين بالعمة (العمامة السيخية) أثناء مزاولتهم عملهم الرسمي.
وكثير من الدول وضعت استثناءات على أزياء وهيئات رسمية مثل الشرطة او الجيش مراعاة للمعتقدات الدينية لأفرادها أو لأسباب صحية
فمثلا يسمح للسيخ والمسلمين اطلاق لحاهم في القوات المسلحة (والشرطة) في الهند او المملكة المتحدة أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية
كما يسمح للمتدينيين في الجيش الإسرائيلي
هل مازلنا أسرى النمط الشكلي متى نعمل وننظر للمنتج العملي لكل انسان ونترك المظهر وشؤونه لكل انسان فهو حقه وحده
لا ينبغي لسلطة الدولة أن تقف بجانب مظهر وتعيب مظهرا آخر وتصف هذا لا ئقا وهذا غير لائق فليس هذا من مهام الدول ووظائفها بل وظيفتها ان تعمل على ادارة المجتمع وانتظامه في العمل بكفاءة ولا تصادم الناس ومشاعرهم بتبني أمر ليس من شأنها
فان من أسباب تخلفنا الحكم على الأشياء من خلال المظهر