حالة من الجدل أثيرت مؤخرا حول التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للصحافة من قبل مجلس الشورى, وضم بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالعمل الصحفي مثل نادر بكار – المتحدث الإعلامي لحزب النور – والذي صرح بأنه يعتقد بوجود أشخاص أفضل منه, وضم التشكيل أعضاء من نقابة الصحفيين السابقين, ورؤساء تحرير الصحف, ومجالس الإدارات, وأساتذة إعلام وقانون؛ لذا كان لـ«شبكة رصد الإخبارية» هذا التحقيق.
التشكيل وفقا لقانون الصحافة
محمد خراجة – رئيس تحرير الأهرام المسائي وأحد أعضاء التشكيل الجديد – يرى أن تشكيل المجلس الأعلى للصحافة تم وفقا لقانون تنظيم الصحافة, ويضم رؤساء مجالس الصحف القومية, وكذلك رؤساء التحرير بالإضافة إلى أعضاء سابقين في النقابة وشخصيات عامة وأساتذة في الإعلام وقانونيين، ويرى أن التشكيل يضم أشخاصا لهم بصمة في العمل العام والسياسي, ويرى أن التشكيل تم وفقا للضوابط وللقانون؛ لذا يعتبره تشكيلا جيدا.
تشكيل المجلس الجديد من أضعف المجالس
عبد الله السناوي – الكاتب المعروف – يرى أن تشكيل المجلس ضعيف, كما يوجد تحفظات على الأسماء, ويرى أن التشكيل تم في ظل إطار قانون تنظيم الصحافة, ويرى أن القانون يجب إلغاؤه؛ لأننا في ظل ثورة, واستمرار القانون يتنافى مع الوعود التي تعهد بها وزير العدل أحمد مكي بإنشاء مجلس وطني للإعلام, فما معنى الإسراع في تشكيل مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف, وكذلك المجلس الأعلى للصحافة؛ لذا كان يجب أن نستمر هذه الفترة القليلة بظل التشكيل السابق للمجلس الأعلى للصحافة حتى الانتهاء من القانون الجديد.
ويرى السناوي أن المجلس الجديد بالفعل له شرعية قانونية مؤكدة, ولكن بالنسبة للشرعية السياسية معرض للحل في ظل وجود دعاوى قضائية ضد شرعية وجود مجلس الشورى.
التشكيل به كوسة
ومن جانبه أكد ممدوح إسماعيل – النائب السابق بمجلس الشعب عبر صفحته على الفيس بوك – أن التشكيل كوسة في كوسة, وتساءل: أين القامات الوطنية إعلاميا وقانونيا وحقوقيا ونشاطا سياسيا؟، فالأسماء الوطنية كثيرة، ومن الغريب اختيار رئيس تحرير جريدة النور والجريدة متوقفة عن الصدور. وأضاف النائب السابق: بعض أفعال وقرارات السلطة خاصة في الترشيحات تعطي للمعارضين فرصة في صدق معارضتهم, فاتقوا الله, فسقوط التجربة الإسلامية الآن يعني أنها لن تقوم لها قائمة إلى أن يشاء الله, وقال: لن أسامحكم, ومعي الآلاف ممن ناضلوا وضحوا بحياتهم في المعتقلات والسجون من أجل تلك اللحظات التاريخية التي أراها تضيع عن طريق عدم الأمانة وإسناد الأمر لغير أهله.
يوجد من هم أنسب لخوض الغمار
نادر بكار – أحد المحسوبين من التشكيل فقال عبر حسابه على الفيس بوك -: أشكر كل من أولاني ثقته, وأعتذر عن عدم قبول عضوية المجلس الأعلى للصحافة, وأشكر كل الزملاء من حزبي النور والحرية والعدالة ومعالي الدكتور أحمد فهمي – رئيس مجلس الشورى – على ثقتهم التي أعتز بها كثيرًا, وأشكر كل من وثق فيّ من أصدقائي وأحبابي وأساتذتي, وأشكر حتى من خاض في عرضي بالباطل على حسناتٍ أرجو أن يثبتها الله لي، لكني أعتذر عن عدم قبول التكليف, وألتمس من معالي د. أحمد فهمي أن يُحلني من هذا الالتزام. وأضاف بكار: ورغم اقتناعي بمبررات اختيار أعضاء الشورى لشخصي, واعتبارهم الكريم إدراجي تحت فئة الشخصيات العامة في المجلس الأعلى للصحافة, فإن هناك من الشخصيات العامة من هو أقرب مني بكثير لخوض غمار هذا المجال؛ حرصًا على معنى أن يُوسَد الأمر إلى أهله.