تباينت ردود أفعال القوى السياسية المختلفة بمحافظة أسيوط ، وذلك بعد أن وقع الاختيار على الدكتور يحي طه كشك كمحافظا خلفا للواء السيد البرعى فى إطار حركة المحافظيين الجديدة التى شملت أسيوط وعدد من المحافظات الأخرى .
من جانبه قال على سيد على – المتحدث باسم حركة 6 ابريل الديمقراطية بأسيوط -:" كشك أستاذ قلب مشهور وناجح ومدني وكل هذه تعتبر إيجابيات ، ولكن هل هذه الايجابيات من مقومات نجاحه كمحافظ؟" ، واعتبر "على" أن "كشك" لا يملك أى خبرات اقتصادية لا بحكم الشهادات العلمية ولا الممارسة ، ولم ينخرط يوماً في العمل السياسي إلا بعد الثورة عندما ترشح لمقعد نقيب أطباء أسيوط على رأس قائمة الأخوان المسلمين ، ولم يوفق .
وأضاف أن محافظة أسيوط ذات طابع خاص فهي من أفقر محافظات مصر طبقا للتقارير الرسمية لمجلس الوزراء ، وهى محافظة ذات تاريخ حافل بالإضطرابات الأمنية والطائفية ، مشيرا إلى أن ولا ننسى أن معظم الجماعات الدينية كانت بدايتها فى أسيوط ,كما أن أعداد المواطنيين المسيحيين بها كبيرة جدا مقارنة بمحافظات أخرى".
وأوضح "على " : الدكتور "كشك" ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين ، وهو ما يطرح تساؤلا ، وهو هل من الحكمة أن يعين محافظ من الإخوان المسلمين بالمحافظة المحتوية على نسبة من أكبر نسب المسيحيين في مصر ؟ فهذا يعد من دواعي الاحتقان في المحافظة ، خاصة وأنها قد شهدت العشرات من المشاحنات الطائفية.
ووجه المتحدث باسم الحركة العديد من التساؤلات للمحافظ الجديد حيث أشار هل أستاذ القلب هو الشخص القادر على انتشال محافظة أسيوط من قاع الفقر والتهميش ؟ ، وهل يمتلك الخبرة الكافية والقدرة الكفاية على ابتكار مشروعات وصناعة اقتصاد؟ ، وهل هو قادر على جمع الآلاف من قطع السلاح المنتشرة في قرى أسيوط ونزع فتيل التشاحن الطائفي البغيض؟.
أما اتحاد شباب الثورة بأسيوط فقال المتحدث باسمه "عقيل إسماعيل " : "أن المحافظ الجديد ينتمي انتماءا شديدا إلى جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة ، ونحن نعرف جيدا انتمائه وحبه لجماعته وحزبه ولكنه أصبح محافظا لمحافظة لا يعيش فيها الإخوان بمفردهم ".
وطالب "عقيل" المحافظ الجديد بألا ينحاز لفصيل معين أو تيار معين ، وأن يختار مساعدين ورؤساء مدن وقرى يكونوا على قدر من التحرك في مواجهة الفقروالجوع ، وأن يستمع إلى الجميع ويكون صوت الحق في أسيوط الذي يلجأ إليه الجميع ليجدوا ضالتهم ، وألا يقوم بتهميش القوى السياسية بأسيوط التي تعمل لصالح الوطن والمواطن.
وأضاف "عقيل" :على المحافظ الجديد أن ينتبه أن العمل بالمحافظة ومع المواطنين يختلف كليا عن العمل في الجامعة ، وفى عيادته الشهيرة لأنه يتعامل مع شعب جريح ، ومظلوم يعانى من الإهمال والتهميش ، لم يذق حلاوة العيش بل مرارته في حلقه دائما ، مشيرا إلى أن اختياره محافظا لأسيوط يعد من الأقدار التي وضعها عليه حزبه وجماعته ليتولى مهام واحدة من أفقر محافظات الصعيد.
وعن موقف الجماعة الأسلامية بأسيوط رأى الشيخ حماده نصار – المتحدث الرسمى بأسم الجماعة الاسلامية بأسيوط – أنّ الجماعة الإسلامية كانت تتوقع التغيير في حركة المحافظين ، وخاصة محافظ أسيوط لكنها لم تتوقع الدفع بالدكتور"يحي كشك "محافظاً لأسيوط ، وقال:" مع إحترامنا الشديد لشخص الدكتور كشك بإعتباره عالماً جليلاً في تخصصه إلا أننا كنا نتوقع أنّ يأتي محافظاً يمتلك الخبرة الإدارية الكافية في التعامل مع المشاكل المزمنة بالمحافظة" ،كما لفت " نصار" إلى أنهم كانوا يأملون فى محافظ محايداً لا ينتمي إلي فصيل بعينه نظرا لحساسية الموقع ، مضيفا أن حزب الحرية والعدالة له حسابات آخري تختلف عن حسابات الآخرين في التولية والعزل لا يراعي فيها الحزب الفصائل الإسلامية الأخري التي كان لها دوري محوري بجانب الإخوان في ترجيح كفة الدكتور مرسي علي منافسه في إنتخابات الرئاسة .
وختم "نصار" بأن الجماعة تتمني للدكتور يحيي كشك التوفيق والنجاح في عمله ، وأنها لن تقصر في مساندته والوقوف بجانبه في مواجهة هذا الإرث الثقيل الذي ينبغي عليه معالجته كسابق عهدها مع غيره من المحافظين السابقين.
