رحل اليوم الكابتن محمود الجوهري.. أحد أبرز الأسماء في تاريخ الكرة المصرية والمدير الفني الأسبق للمنتخب, الذي أدخل البسمة لأول مرة داخل بيوت المصريين بعد تأهل المنتخب بقيادته إلى المونديال بعد غياب استمر 56 عاما؛ حيث نجح الجوهري في تحقيق حلم المصريين، وتحول إلى بطل قومي تهتف الجماهير باسمه قبل اللاعبين.

ولد الكابتن الجوهري في 20 فبراير عام 1938, وتوفي اليوم عن عمر يناهز الـ 74 عاما، وكان ضابطا في الجيش المصري, وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973؛ حيث كان ضابطا برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة.

حياته الكروية:

يعتبر الكابتن الجوهري أحد أبرز الأسماء البارزة في تاريخ التدريب في مصر والوطن العربي؛ نظرا لكفاءته العالية التي أظهرها بتوليه قيادة أكثر من فريق عربي للوصول إلى إنجازات كروية شهدتها السنوات الماضية؛ حيث تميز باستخدام إمكانيات الفريق, الذي يدربه واستثمارها لتحقيق الفوز على منافسيه في العديد من البطولات.
وبدأ – رحمة الله – مشواره مع ملاعب كرة القدم لاعبا بالنادي الأهلي المصري, ثم التحق بمنتخب مصر في الفترة 1955م حتى 1966م , وحقق كأس الأمم الأفريقية عام 1959م, وتوج فيها هدافا للبطولة, ولكن ونتيجة إصابة شديدة تعرض لها في ركبته في تلك الفترة, قرر الكابتن محمود الجوهري اعتزال كرة القدم, والاتجاة للعمل في مجال التدريب.

تاريخه الكروي

بعد أن اعتزل الكابتن الجوهري كرة القدم نتيجة إصابة في الركبة قرر الاتجاه للتدريب, وسافر الجوهري إلى جدة في 1977؛ ليعمل كمدرب مساعد في الاتحاد قبل أن يعود للقاهرة, فبدأ رحلته التدريبية في النادي الأهلي المصري في أوائل الثمانينات مع فرق الناشئين في الأهلي, ثم عمل كمدرب مساعد في النادي, الذي نشأ بين صفوفه في سبعينيات القرن الماضي مع معلمه عبده صالح الوحش قبل أن يعود لقيادة فريق تحت 21 عاما, الذي كان يضم نواة التشكيلة التي هيمنت على الألقاب المحلية بعد ذلك؛ ليقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982م حينما تغلب على كوتوكو الغاني وعاد بالكأس, وفاز الأهلي تحت قيادة الجوهري بكأس مصر في 1983 و1984 لكن الفريق خسر لقب الدوري الممتاز في هذين العامين لصالح «المقاولون العرب» و«الزمالك» على الترتيب.

مشواره مع المنتخب

تولى الجوهري تدريب المنتخب المصري عام 1988؛ ليتمكن من تحقيق إنجاز تاريخي لمصر بوصول المنتخب المصري إلى كأس العالم عام 1990, والتي كانت ثاني مشاركة للفراعنة في مونديال الكبار بعد المشاركة في مونديال 1934م؛ حيث تعادل المنتخب المصري مع المنتخب الهولندي 1/1 بهدف أحرزه مجدي عبد الغني, وتعادل مع أيرلندا بدون أهداف في الجولة الثانية, ويخسر بهدف واحد أمام إنجلترا في ختام مباريات المجموعة؛ ليودع الفراعنة مونديال 1990, عاد بعد أقل من عام في سبتمبر 1991 لتدريب منتخب مصر مجددا عقب ضغوط إعلامية وجماهيرية, وقاد الجوهري المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في سوريا عام 1992م متغلبا على المنتخب السعودي 3 – 2 في المباراة النهائية, وهو ما عوض الخروج المخيب للفريق من الدور الأول في كأس الأمم الافريقية في بداية العام, لكنه استقال في يوليو 1993 بعد الفشل في التأهل لكأس العالم 1994 بالإضافة لنتائج مخيبة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 1994.

وعاد الجوهري مدربا لمصر في مارس 1997 عقب بداية متعثرة لتصفيات كأس العالم 1998 لكنه لم ينجح في إعادة الفراعنة لطريق المنافسة, وأنهت هزيمة شهيرة أمام ليبيريا في أبريل آمال مصر عمليا في التأهل, إلا إن التعويض جاء سريعا, وقاد الجوهري مصر لإحراز لقب كأس الأمم الأفريقية 1998 لأول مرة في 12 عاما؛ ليصبح أول من يفوز باللقب القاري كلاعب ومدرب, استقال الجوهري من تدريب مصر عقب خسارة مذلة 5-1 أمام السعودية في كأس القارات في يوليو 1999 لكنه عاد لفترة رابعة في مارس 2000 بعد الخروج من الدور الأول في كأس الأمم الأفريقية تحت قيادة المدرب الفرنسي جيرار جيلي, وفشل الجوهري في قيادة مصر مرة أخرى لكأس العالم 2002, وكتب الخروج من دور الثمانية في كأس الأمم الأفريقية في ذلك العام فصل النهاية في مشواره الطويل مع المنتخب المصري.

ومن أهم الإنجازات الكروية في تاريخ الكابتن الجوهري كان التتويج مع منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية عام 1998, والتي أقيمت في بوركينا فاسو, حينما تغلب منتخب الفراعنة على منتخب جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين؛ ليكون أول مدرب يفوز بالبطولة الأفريقية لاعبا ومدربا عندما فاز عام 1959م بالبطولة الأفريقية وتوج هدافا لها.

مشواره مع الأندية المصرية

يعتبر الكابتن الجوهري أول مدرب مصري يتولى تدريب قطبي الكرة المصرية «الأهلي والزمالك» في التاريخ الكروي المصري، كما أنه أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982م حينما تغلب على كوتوكو الغاني وعاد بالكأس.

وقبل الجوهري بشكل مفاجئ في أكتوبر 1993 عرضا لتدريب الزمالك المنافس التقليدي للنادي الأهلي في وقت كان انتقال اللاعبين أو المدربين بين الغريمين الكبيرين أمرا غير مألوف, ونجح مع الزمالك في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993م، والفوز بكأس السوبر الأفريقي بعد أن تغلب على الأهلي المصري مطلع عام 1994.

مشواره الكروي في الخليج

تولى الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية منها أهلي جدة واتحاد جدة، وتتلمذ على يد الخبير الألماني كرامر, الذي عمل مساعدا له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولى تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب سلطنة عمان في كأس الخليج عام 1996.

كما تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية في عام 2002م , وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأسيوية في الصين عام 2004م لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية, وصعد بالفريق إلى دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح بعد أن قام الحكم بتغيير المرمى الذي يسدد عليه الفريقان الركلات في سابقة لم تحدث من قبل, وقلبت الموقف رأسا على عقب, فبعد أن كان المنتخب الأردني متقدما 2 / 0 تحولت الكفة لصالح الفريق الياباني الذي فاز بالبطولة.

وحقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا.

وتوج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي؛ حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسسس التطور ليس على مستوى المنتخب الأول فقط وإنما على مستوى المنتخبات السنية والأندية أيضا.

عودته للعمل في مصر

اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة مديرا فنيا للاتحاد بعد أن أنهى رحلته التدريبية بالأردن؛ ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية، ويعتبر التخطيط لمنتخب مصر للشباب المشارك في كأس العالم مصر 2009 كان أحد أهدافه؛ ليعود بعدها الكابتن محمود الجوهرى إلى الخليج؛ ليتولى منصب المستشار الفني للاتحاد الأردني لكرة القدم.