استطاعت بورسعيد على مدى سنوات عديدة مضت وحتى الآن الاحتفاظ بالريادة بين سائر المحافظات في مجال إنتاج أفضل «رغيف» من الخبز البلدي المدعوم؛ حيث يتميز بالجودة, والنظافة, واتساع القطر, وبياض اللون, ويباع للمستهلك بـ5 قروش.
تطوير أكثر من «10» مخابز
استطاع بعض منهم تطوير أكثر من «10» مخابز يمتلكونها من بين الـ«70» مخبزا العاملة في إنتاج ذلك الرغيف بأرجاء المدينة.. وذلك بإدخالهم ماكينات ومعدات آلية جديدة بمخابزهم؛ لإنتاج نوعية أخرى فائقة الجودة من الرغيف البلدي المدعوم، وبطريقة آلية كاملة، لا تتدخل فيها أيادي البشر في كل مراحل الإنتاج مما قضى تماما على نسبة الدقيق الهالك في عملية الإنتاج.
التجربة البورسعيدية
وحول تلك التجربة البورسعيدية الجديدة في إنتاج رغيف الخبز البلدي «المطور» بالماكينات الآلية الحديثة.. قال المهندس توفيق شلبي – صاحب وشريك في ثلاثة مخابز بلدية مطورة بحي الشرق «الإفرنج» وأحياء الضواحي والزهور «الشعبيين» ببورسعيد -: "إنني عقب ثورة 25 يناير مباشرة اعتزمت تغيير نمط إنتاج الخبز بالأفران الثلاثة, التي أمتلكها مع شركائي وهذا لأمرين مهمين، أولهما: رغبتي في راحة الناس من الازدحام الشديد يوميا في طوابير الحصول على رغيف «العيش».. وثانيهما: إنتاج رغيف خبز ليس جيدا فحسب بل فائق الجودة؛ كي يستفيد به المواطن بالكامل, فيتناوله كله دون أن يلقي بجزء منه في القمامة, حتى لا نهدر الجهد والمال، إلى جانب ضياع أموال الدولة الموجهة لدعم رغيف العيش.
التقطيع الثلاثي..أحدث
أضاف: كانت أمامي تجربة استفدت منها لتطوير إنتاج الخبز، أقدم عليها الحاج عبد العال عرابي – رئيس شعبة أصحاب المخابز البلدية بالغرفة التجارية – حين ألغى باثنين من مخابزه بنطاق حي المناخ، والزهور نظام النصف آلي أواخر العام الماضي، وجلب ماكينات آلية ومعدات حديثة من سوريا «ثنائية التقطيع»؛ لإنتاج الخبز الآلي فائق الجودة ليرتفع حجم إنتاجه من 2500 رغيف في الساعة إلى 5000 رغيف، وكان ذلك دافعا لي ولشركائي في البحث عن نظام آلي أحدث ينتج كمية أكبر من الخبز وبجودة فائقة.
إيجابيات ومعوقات التقطيع الثلاثي
وأشار المهندس شلبي إلى أن إيجابيات تلك التجربة ذات النظام الآلي عديدة منها على سبيل المثال: توفير الخبز المنتج بالموازين والمواصفات المقررة تموينيا, وإنتاج رغيف جيد خال من نسبة الرطوبة العالية يمكن الاحتفاظ بجودته حتى ثلاثة أيام خارج الثلاجة.. وكذا عدم إهدار أو تلف أي كمية من الدقيق أثناء مراحل الإنتاج، وهو ما يعرف بدقيق «التنسيم» في مخابز نصف الآلي، والذي يتسبب في إهدار ما يوازي حجم جوال زنة 50 كيلو لكل 50 جوال من حصة المخابز.
وأشار إلى أن أهم المعوقات التي يعاني منها جميع أصحاب المخابز التي تم تطويرها ببورسعيد, والتي يتمنون حلها فورا هي زيادة الحصة اليومية من الدقيق التي يتم صرفها لمخابزهم الآلية.
المواطنون يشيدون بالتجربة
وخارج عنابر الإنتاج بالمخابز المطورة أعرب المواطنون عن سعادتهم بالمستوى المميز الذي وصل إليه «رغيف الخبز» المدعم بالمدينة؛ حيث قال «وائل زهران» – محام -: رغم أن بورسعيد تتميز منذ زمن بعيد بإنتاجها الجيد لـ«رغيف العيش» عن سائر المحافظات الأخرى إلا إنه بعد تحديث عدد من الأفران بها أصبح الرغيف الآن أكثر نظافة، وبلا أية شوائب، ونأكله بالكامل الآن.. بعدما كنا نترك بعضه ونلقي به في سلة المهملات؛ لتؤكد بورسعيد بذلك أنها دائما في الريادة.
وأضاف «السيد مصطفى» – أعمال حرة -: "الرغيف حاليا أصبح ممتازا؛ لأنه نظيف ومفرود وحلو المذاق، لدرجة أننا في بيوتنا حاليا لم نعد نستغني عن أي كسرة منه, وطالب بتطوير كافة الأفران وتشجيعها على إنتاج هذا الرغيف الممتاز, ومحاولة تعميم تلك التجربة بالمحافظات الأخرى، خاصة بعد ثورة التغيير في يناير الماضي".
وتؤكد نوال عباس – ربة منزل – أن العيش في بورسعيد دائما كويس.. حتى من قبل الإنتاج الجديد لدرجة أن الكثيرين من المحافظات المجاورة يأتون بسياراتهم لشراء كميات كبيرة منه لبيعها بأسواقهم، فما بالكم ماذا سيفعلون بخبزنا بعد الآن؟!.