باءت مظاهرات الفلول (24 اغسطس) بالفشل الذريع الذي توقعه المراقبون بعد قرارات الرئيس مرسي الحاسمة التي نقلت مجلس مبارك العسكري بإعلانه المكبل إلى ذمة التاريخ، وقد ظهر بوضوح التفاف الشعب المصرى حول رئيسه الشرعي المنتخب ونفور الشارع من فضائيات وصحف الفلول التي دأبت على التهجم على الرئيس واخترعت مصطلح وهمي هو ( أخونة الدولة) لتولول به ليل نهار في مشهد يثير الغثيان.
وحول أسباب هذا الفشل الشعبي ودلالاته تتبين الملاحظات التالية :
1- أثبت هذا الفشل أن متزعمي تلك الدعوة من أصحاب القامات الضئيلة والأصوات الغوغائية والطائفية (توفيق عكاشه – محمد أبوحامد – مايكل منير– رفعت السعيد .. وغيرهم ) بخلاف ائتلافات الفلول كمجموعة (دعم شفيق) ومجموعة ( أنا آسف يا ريس) وأحزاب ( التجمع – الجبهة) هم في مجملهم أصوات نشاز ليست لها شعبية وأحزاب ديكورية تم تصنيعها في معامل أمن الدولة، فكل تلك الأسماء والتجمعات التي تمسح بعضها في الثورة، لا تملك أي مصداقية ولا رصيد لدى رجل الشارع الذي يدرك أن جلهم من منافقي مبارك ومنتفعي حزبه البائد.
2- رغم أن أعداد المتظاهرين لم تصل للألف إلا أن فضائيات الفلول ( التحرير- سي بي سي) وفضائية ساويرس ( اون تى فى) بلغوا من الفجاجه فى الاستهانه بعقول المشاهدين أن أسموها مليونية وقاموا بنقل اعتصام المئات أمام قصر الاتحادية تحت عنوان تواصل فعاليات مليونية (24 اغسطس)، وعلى نفس المنحدر سارت صحف سافرة العداء لمؤسسة الرئاسة ( الوطن – الدستور) وهو ما يدل على إفتقارهم لأدنى درجات المهنية فضلاً عن المصداقية، وأن ساويرس ورفاقه من سارقي أموال وأراضي الدولة لن يدخروا جهداً في محاربة النظام الجديد بكل السبل الملتوية.
3-حاول المدعو أبوحامد الصبي المدلل للطائفي ساويرس أن يسير على خطى مثله الأعلى سفاح صبرا وشاتيلا اللبناني (سمير جعجع) فى تكوين حشد طائفي مسيحي ضد الإخوان المسلمين وضد الرئيس الشرعي للبلاد ، وقد ظهر وعي ووطنية الأقباط في نفورهم التام من تلك الدعوة التي أستبقها الرئيس بلقاء مثمر مع رؤساء الكنائس الثلاث ( الأرثوذكسيه- الكاثوليكيه – الانجيليه ) والطوائف الأخرى و قد تبرأوا جميعا من نلك الفتنه ودعوا ابناء مصر من المسيحيين لمقاطعتها ، لكن ما يستدعى الحذر والانتباه أن بعض القساوسة المتعصبين قد تورط في تأييد أبو حامد كما ظهر في فيديو شهير على الانترنت، مما يوجب على كل عاقل من شركاء الوطن أن يشارك في حملة مسيحية ضد هذه الدعوات الخطيرة للفتنة الطائفية والخروج على الشرعية.
4-كان فشل مهاترات ساويرس الصبيانيه دليلاً قاطعاً على أن شرعية الرئيس مرسى وشعبيته تزداد يوماً بعد الآخر بعد أن ارتقى بمصر إلى مصاف الدول الديمقرطية المتحضرة بأن أخرج الجيش تماماً من الحياة السياسيه وأختار نائباً له من أعلام القضاة المناضلين، فنصيحتنا لمرضى الاسلاموفوبيا والمنتفعين من فلول النظام البائد أن يفيقوا من أوهامهم ويخضعوا لدولة القانون التىي ستحكم الجميع، وعلى العلمانيين المتطرفين والطائفيين المتعصبين أن يدركوا أن معركتهم خاسره مع شعب متدين بالفطره وقادر على أن يميز بين الغث والسمين.
5- خابت آمال أرامل و كتبة مبارك الذين حرضوا الجمهور على المشاركة في تلك الملهاة ( محمد سلماوى – جهاد عوده – عبدالله كمال – فاطمه ناعوت– يوسف القعيد..وغيرهم) وليتهم يستحيون من تاريخهم الأسود في النفاق والتطبيل لمبارك وعصابته، ويدركون من تلك الصفعة الشعبية أنهم على عكس احتكارهم للإعلام والثقافة في ظل النظام البائد يظل تأثيرهم في الشارع ضئيلاً بل منعدماً، وليحترموا إرادة المصريين التى حملت الرئيس مرسي إلى سدة السلطة.
ويبقى التساؤل ما هي الخطوة القادمة لساويرس وتياره الثالث ؟ وإلى متى سيظل الإعلام الإسلامى بل وإعلام مؤسسة الرئاسة ضعيفاً أمام التغلغل الفلولي العلماني في ماسبيرو والصحف القومية ، وأمام ساويرس وصحبه ممن أثروا من النظام الفاسد وأدواتهم من ليبراليين ويساريين متطرفين وطائفيين موتورين وهم أصحاب السطوه على معظم الفضائيات والصحف الخاصه ذائعة الصيت يديرونها حرباً شعواء ضد الرئيس وحكومته وتياره بالشائعات المغلوطه والأكاذيب المختلقه ، وسيظل هذا تحدياً صعباً وملحاً يواجهه الرئيس وحكومته بشكل خاص و يعاني منه التيار الإسلامى بشكل عام.
شاهين فوزى 25/8/2012