مع دخول الأعياد و المناسبات و امتلاء الحدائق و المتنزهات العامة بالمواطنين تكثر ظاهرة التحرش الجنسي بالإناث فتلك الظاهرة التي تعد بالغريبة علي المواطن المصري الشرقي و المعروف عنة أنه حامي الطباع منذ مئات السنين و التي رسخت عاداته و تقاليده بداخلة معني النخوة و الخوف علي العرض و الشرف فالو رجعنا بالماضي خمس سنوات إلي الخلف سنري أن تلك الظاهرة ليس لها إي وجود في مجتمعنا المصري فهذه الظاهرة مستحدثة علينا و لابد من محاربتها من خلال دراسة أسبابها فهل تلك الأسباب اقتصادية أم نفسية أم بسبب تفشي وباء البطالة الذي يقضي علي الأخضر و اليابس أم عاداتنا و تقاليدنا تحولت إلي السواء و اغلبنا مات بداخلة النخوة التي تعتبر أهم سمة يتميز بها المصري و من خلال رصد دوت كوم سنتعرف عن الأسباب الرئيسية من الخبراء و محللين نفسيين و رأي الدين في تلك الظاهرة المشينة
الظاهرة مستحدثة و التربية السبب الرئيسي
و أوضحت دكتورة إيمان بيبرس الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي "خبيرة التنمية الاجتماعية وقضايا النوع" أن السبب الرئيسي لتلك الظاهرة هو فرض سيطرة الشاب لكي يثبت لمن معه أنة رجل فهذا الفكر مريض نابع عن كبت و فراغ فكري و جوهري بداخل كل هؤلاء فالدين حثنا علي الحفاظ عن العرض و الشرف فهؤلاء دينهم ظاهري و ليس جوهري نابع من العقل و القلب و أيضا سوء التربية فهذه و من يتهم الإناث بأنهم هم من يثيروا الشباب فهو مخطأ في ذلك فالموضوع في الستينات و السبعينات كانت أكثر إثارة و كانت لا توجد تلك الظاهرة فهذه الأفعال مستحدثة علينا فالمصري معروف بالنخوة و خوفه علي عرض أبناء بلدة و أيضا من الأسباب الأساسية و الرئيسية نظام مبارك الذي ساعد علي تفشي وباء عدم الأخلاق بجانب البطالة التي تعد من اخطر السلبيات علي المجتمعات و تقدمها
التحرش نتيجة خلل في الشخصية و مرض نفسي يتوجب معالجته
أشار دكتور احمد هارون الخبير النفسي و عضو الجمعية المصرية للصحة النفسية إلى أن هذه الظاهرة هي نتيجة للكبت الذي يعاني منة بعض الشباب الذي يمر بسن المراهقة ، نتيجة المجتمع النشأة مبينا أن البعض منها يتحول إلى مرض نفسي يتوجب معالجته.
مؤكدا "إن ظاهرة التحرش تعبر بشكل واضح إلى وجود خلل في شخصية الشباب الذين يمارسونها، وذلك للكبت الجنسي الذين يعيشونه و أوضح أيضا أن "هناك من يستمر الأمر معهم إلى الكبر، وهنا يجب مراجعة الطبيب النفسي، وتؤكد كثير من القضايا أن هناك رجالا بالغين ألقي القبض عليهم في حالات تحرش متلبسين، وظهر أن البعض منهم يعاني أمراضًا نفسية تتعلق بحرمانه من المرأة لسنوات متأخرة من عمره، وهنا يقوم القضاء بإحالته إلى مصحات نفسية، بدلا من إحالته إلى مراكز الإصلاح".
الإسلام و المسيحية يحرمون تلك الظاهرة
و يقول الشيخ جواد رياض أحد علماء الأزهر و المشرف علي اختيار العلماء في مركز يافا أن العقاب في الآخرة لمثل هذه الأمور عقاب شديد و اليم لان الله عز وجل أمر المسلمين بالعفاف و التقوى و أن يتجنبوا ما حرم الله من الزنى أو مقدماته أو محاولة فعل هذه الأمور في مجتمعنا الإسلامي فقط اعتبر الشرعة أن هذا من كبائر الذنوب بل إن الشرع يأمرنا بالمحافظة علي المقاصد الخمس و هي الدين و العقل و المال و العرض و النفس فانتهاك حرمة العرض هو انتهاك لمقصد من مقاصد الدين الخمس هذا بالنسبة للزنى و مقدماته فما بالك بالنسبة للتحرش فهذا اشد جرما لان المجتمع يتضرر بما يحدث فيه جهرا و علانية فهذا يؤثر علي بقية أفراد المجتمع و هناك حلول كثيرة وواجبة عن المجتمع كله وواجب علي المساجد أن تقدم التوعية الدينية لشبابنا بالموعظة الحسنة و أن ينخرط الخطباء و الأئمة في وسط الشباب ولا يكتفوا في تقديم الخطب دون اختلاط بالمجتمع لتقديم الوعي وواجب الإعلام أن يقدم أن يقدم المادة الهادفة و ان يبتعد عما يثير الغرائز و الشهوات للشباب فهم يقولون إننا نقدم الواقع و في الحقيقة أنهم يقدمونه أنه يؤثر بالسلب و يثير عند هؤلاء الغرائز أما الإعلام الديني فلابد و أن يخفف التركيز علي الأمور السطحية و يركز علي الأمور الروحانية و علاقة الإنسان بنفسه و مجتمعة و بالخوانة و لابد أيضا أن يبتعد عن التشدد و يجب أن يقدم التوعية للأسر و الناس بالتخفيف أو عدم تعقيد أمور الزواج و التركيز علي أن العلاقات الأسرية هي العلاقات الدينية التي يريد الله لهذا المجتمع أن يقوم عليها
و أشار الراهب القمص بطرس الأنبا بولا إن هذا الأمر يلزم أن نتعرف عن رائي المسيحية في الزنا بصفة عامة لان التحرش يعد صورة من صور الزني فالسيد المسيح قال ( قد سمعتم أنة قيل للقدماء لا تزني و أما إنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه )
فباختصار شديد إذا كان السيد المسيح يعتبر نظرة الرجل إلي امرأة بشهوة قد زني بها فكم يكون التحرش فالمسيحية قائمة علي العفة في الجسد التي هي وليدة نقاء القلب و الروح علي ضوء تعاليم المسيح فنحن ندين بكل شدة كل أنواع التحرش و ليس للمتحرش ادني مبرر إلي ذلك كما أن ذلك يعد جريمة في حق الفتاة التي يتحرش بها و من هذا المنطلق أهيب بالرجال و الشبان أن يتعففوا و أن ينظر كلا منهم إلي الفتاة أو السيدة علي أنها ابنته أو أخته أو امة
مكافحة التحرش بالمناهج الدراسية منذ الصغر
أما الدكتورة سهام عبد الكريم أستاذ مساعد بكلية التربية فتقول لابد من وعي الأطفال منذ الصغر من خلال المواد العلمية التي يدروسنها بالمناهج لمعرفتهم بخطورة هذه الظاهرة ولابد من حثهم و ترسيخ مقولة كما تدين تدان بداخلهم و أيضا عمل الدورات وورش العمل للطلبة و أطالب أيضا بزيادة حصص النشاط مثل الرسم و الموسيقي و الألعاب و اشتراك الطلبة في الدورات الرياضية و أيضا أقامت الرحلات الشهرية المدعمة لهم مع زيادة الحصص الدينية التي ستنبذها فمن وجهة نظري إذا أعدننا هؤلاء الأطفال من الصغر ضد هذه الظاهرة سنقضي عليها تدريجيا لأنها تعد من الظواهر القبيحة الغير الآدمية .
غياب الأمن في الشارع أدى إلي تصاعد الظاهرة
و أوضحت د / داليا الشيمي مديرة مركز عيون علي بكرة ان ظاهرة التحرش الجنسي ظاهرة تُعبر عن حالة تهلهل المجتمع أو ما يمكن أن نسميه حصاد ما نزرع .. فطوال الوقت شحن نفسي وجنسي للغرائز على كل المستويات في وسائل الإعلام – راجع بعض مسلسلات رمضان التي امتلأت مناظر عارية وبعض العلاقات المشبوهة – فأدت إلى حالة من الشحن وتصاعد الرغبات لدى المراهقين وأيضا غياب الأمن في الشارع أدي أيضا لتصاعد الظاهرة
وأخيراً .. الزحام وبعض التصرفات السلبية في تجمعات البنات فكل هذا لا يبرر ما يحدث لكنه يوضح لنا الأسباب التي وقعت خلف هذه الأمور و أضف إلى ذلك انتشار المخدرات – وخاصةً في أيام العيد – مما يقلل حالة الضبط النفسي والإنساني والعقلي للشباب ويؤدي لمثل هذه الظواهر فنحن نعاني من أزمة تربية وأزمة إعلام وأزمة أمن أدت إلى وجود هذه الظواهر
ولن يتم وقف هذه الظواهر في القريب العاجل إلا لو تم وضع قانون رادع .. وفوري مثلاً شهر سجن فوري لكل مَنْ يُضبط في حادثة تحرش حتى نستطيع أن نضع قواعد تنظم علاقات البشر في الشارع