كشفت حالة "فاطمة .ر"46 سنه عاملة باحد الحضانات ببورسعيد التي لقت مصرعها- مؤخرا – بغرفة العناية المركزة بمستشفي الاميري العام ببورسعيد عن مدي تدهور الحالة الصحية بالمستشفيات الخاصة بالتأمين الصحي التي تستولي علي اموال المواطنين ومن ثم تحولهم للمستشفيات المجانية لاجراء الجراحات الدقيقة للتهرب من مسئوليتها والتزاماتها تجاههم مما يضاعف العبء علي تلك المستشفيات العامة المتكدسة بالمواطنين الثقلة بالاعباء والذين ليس لهم تامين صحي ..فقد تعد هذه الحالة اخطر دليل علي الاهمال الطبي وشاهدا علي سوء معاملة المرضي بالمحافظة.
في البداية يقول اهالي المتوفاه "الاشقاء محمد واحمد و موسي " – في حزن شديد وبكاء – : "منهم لله الظلمة كل من قصر في اداء واجبه" .. فقد لقيت أختهم – التي تحمل دفتر تامين صحي – مصرعها اثر نزيف شديد لم يتمكن احد من ايقافه وظل الاطباء عاجزين مكبلين الايدي – بحجة عجزهم وقلة التجهيزات اللازمة بالمحافظة لوقف النزيف الدموي المتدفق من المريء والمعدة لتتحول امام اعينهم من لونها الحيوي الوردي للصفرة التامة والموت المحقق رغم انها دخلت مستشفي المبرة التابعة للتأمين الصحي تسير علي قدميها في حالة صحية لا بأس بها لتخرج جثة هامدة بعد نقلها لمستشفي الاميري العام "الحكومي" بحجة ان مستشفي المبرة التابعة للتأمين الصحي لا يوجد بها إمكانية لعمل جراحة المناظير .. وكأن التأمين الصحي قد حولها بخطاب لمستشفي استثماري وليس مستشفي حكومي مدعم في كارثة لم يرها احد من قبل ، لتذهب وهي تنزف اخر قطارات دمائها عبر سيارات الاسعاف للمستشفي الحكومي التي حدثت بها الكارثة.
يضيف الاشقاء: لقد كن تحويلها للمستشفي الحكومي كارثة من العيار الثقيل لسوء الاستقبال وسوء التجهيزات فكانت لابد ان تمر – رغم حالاتها الحرجة والنص علي ذلك في خطاب تحويلها – علي دكتور الاستقبال الذي كان مشغولا بالطبع بحالات اخري كثيرة وسط شد وجذب واصوات عالية لمواطنين اخرين وبلطجية ..الخ وناهيك عن ذلك مما يحدث داخل المستشفيات الحكومي، وبعد وقت طويل تعرف علي الحالة التي لم يضف اليها جديدا لوقف نزفها المستمر المتدفق لتغييب تماما عن الوعي وسط الهرج والمرج وتضارب الاراء حول نقلها وعدم تحديد مكان نقلها هل في غرفة جراحة المناظير –التي لا يوجد بها احد بالطبع ومغلقة فهي حجرة تعمل بنظام ايام معينة لسوء الحظ ولم يكن ذلك وقت عملها ولا يوجد بها ممرضات او اطباء – ام الي حجرة العمليات التي لم تكن مستعدة لدخولها وليس هناك من الاطباء من يتعامل معها ام الي حجرة العناية المركزة "الحكومي بلا تعليق ".
اضاف الاشقاء –المكلومين – : استقر بهم الامر بالعناية المركزة – بعد الذهاب لمدير المستشفي الذي لم يكن موجودا أيضا كالعادة ومقابلة نائبه الذي طمأنهم وطالبهم بإحضار الحالة وانه سيستدعي طبيب المناظير فورا. ليحضر بعد وقت طويل في حالة يرثى له وكأنه يرتجف ويحتاج لعلاج وينظر إلى الحالة التي لم يتوقف نزفها طوال هذه الفترة ويقول لسنا مجهزين للتعامل مع هذا النوع من الحالات وانما نجري عمليات جراحة المناظير بعد توقف النزف وإفاقة المريض ..ويكتب ذلك بتذكرة المريضة التي وصلت استغاثات أهلها إلى عنان السماء لينقذ حياتها ولم يستجب أسحد !!.
أشار الأهالي إلى أن كلام الأطباء انصب على تعويض المريضة بإحضار كميات كبيرة من الدم الذي يدخل لجسدها قطرة قطرة ويخرج منها نزفُا شلالات من الفم ..لتبدأ الماساة من جديد في البحث عن فصيلتها التي لم تكن متوفرة "A+" سواء في بنك الدم الرئيسي أو في بنك الدم بالمستشفي رغم |إحضار المتبرعين وبعد محاولات واتصالات مكثفة بالمسئولين فتم إحضار الدماء ولكن بعد فوات الأوان. إذ توقف قلب المريضة تماما لتلفظ إنفاسها الأخيرة إثرهبوط حاد في الدورة الدموية لتودع عالم الظلم والطغيان الذي تجرد فيه الطغاة من مشاعر الإنسانية .