كان اليوم الخميس يوما صعبا بكل المقاييس على سكان القاهرة الكبرى, الذين فوجئوا بانقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق والمرافق الحيوية والمهمة, الأمر الذي أدى لتعطيل بعض المرافق الحيوية وعلى رأسها مترو الأنفاق والبورصة، بما يؤكد أن ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي وصلت إلى مرحلة خطيرة لا يمكن السكوت عليها, فلم يعد الأمر مجرد تعطيل مصالح البلاد والعباد, وإنما تعريض حياة الكثير من المواطنين لخطر الموت والإساءة إلى سمعة الاقتصاد المصري في الخارج.

إغماءات واختناقات بالجملة بالمترو

في البداية أكد د. أكثم أبو العلا -وكيل وزارة الكهرباء والمتحدث الإعلامي- أن سبب انقطاع الكهرباء اليوم الخميس جاء نتيجة خروج دائرتين من محطة محولات العاشر من رمضان مما أدى إلى خروج عدد من المحولات من الخدمة، فضلا عن خروج محطتي شبرا الخيمة وشمال القاهرة، وقد استغرق هذا الفصل ما يقرب من 15 دقيقة, وعلى الفور بدأت الشركة تعمل على إعادة الأحمال تدريجيا.

وقال المهندس علي حسين -رئيس مجلس إدارة وتشغيل مترو الأنفاق-: حدثت حالات إغماء واختناق للركاب خاصة كبار السن منهم وعقب عودة التيار الكهربائي تم تشغيل الخط الأول بكامل طاقته بالاتجاهين، وكذلك تم تشغيل الخط الثاني بكامل طاقته بالاتجاهين, وأشار حسين إلى أنهم وجهوا عبر الإذاعات الداخلية للمحطات اعتذارا للمواطنين عن انقطاع الكهرباء.

البورصة تخسر مليار جنيه

ومن جانبه صرح الدكتور محمد عمران – رئيس البورصة- إنه سيتم تمديد جلسة التداول للساعة 2:30 بدلا من الساعة1:30 والمعمول بها استثنائيا خلال شهر رمضان. وعبر عمران عن استيائه هو والعاملين بالبورصة؛ بسبب قطع الكهرباء, مؤكدًا ضرورة استخدام المنطق في عمليات فصل التيار الكهربائي؛ "لأنه ليس من المعقول أن يتم قطع الكهرباء عن المؤسسات الحيوية في الدولة"، ولا بد من استخدام مولدات كهربائية بديلة لتلك الظروف الطارئة.

وأكد عمران أن بسبب انقطاع التيار وتأخير جلسات التداول خسر رأس المال السوقي للبورصة نحو مليار جنيه من قيمته؛ بسبب هبوط الأسهم القيادية وفتور عزيمة المستثمرين عن التداول.

أفسدت فرحة رمضان والتراويح

ومن جانبه يقول مؤنس علي إمام وخطيب مسجد بحي شبرا: إن وزارة الكهرباء أفسدت على جموع المسلمين فرحة شهر رمضان الكريم وفرحة أداء صلاة التراويح؛ حيث يتصبب المصلون عرقا من جراء قطع التيار الذي تزامن مع ارتفاع درجة الحرارة في هذا الصيف، وكان من الممكن اختيار أوقات معينة يتم قطع التيار فيها إذا كان الأمر يتعلق بالأحمال كما يزعمون.

أما المهندس صبحي عوض -مهندس معماري- فأوضح أن هناك حقيقة واحدة مؤكدة أن الكهرباء تنقطع يوميا عن كل مناطق مصر ما لا يقل عن 3 ساعات، وهناك محافظات تتعرض لقطع التيار الكهربائي لمدة 7 ساعات يوميا رغم درجة الحرارة المرتفعة، وهو ما تسبب في حالة الغضب الشديد التي  يعيشها المواطنون الآن، وأنا أطالب المواطنين بعدم دفع فواتير الكهرباء؛ لعدم توفير الخدمة المطلوبة للمواطن وأيضا لأن الفواتير تحتوي على رسوم القمامة, والتي تحتل شوارع مصر بالكامل.

وأكد أحمد شوقي أن التيار الكهربائي في إمبابة يتم قطعه يوميا قبل الإفطار بساعة وقبل الفجر بساعتين، وسبق أن قطع أهالي منطقة القومية العربية بإمبابة الطريق الدائري المتجه من الهرم إلى المؤسسة؛ لكي يلفتوا نظر المسئولين دون جدوى, وأطالب الرئيس محمد مرسي أن يضع حلولا سريعة لأزمة الكهرباء التي يعاني منها المواطن بشكل يومي.