يبدو أن مسلسل التسيب والإهمال داخل المستشفيات في مصر لن ينتهي في الوقت الذي تزهق فيه أرواح المرضى يوميا على أيدي الأطباء بعد أن حولوهم إلى فئران تجارب, والواقعة التي بين أيدينا تدل على استمرار تلك الظاهرة الخطيرة وانتشارها أكثر وأكثر؛ لتحصد أرواح المرضى وخاصة من الغلابة الذين لا يجدون من يدافع عنهم في ظل غياب الرقابة؛ حيث تسبب ثلاثة أطباء بمستشفى قصر العيني وهم الدكتور مدحت عاصم, والدكتور علي أحمد شفيق «ولم تتذكر المريضة اسم الدكتور الثالث» في إلحاق أضرار صحية جسيمة بالسيدة «فردوس محمد حسن» ذات الـ70 عاما بعد إجراء ثلاث عمليات جراحية لها منذ عشر سنوات قاموا خلالها باستئصال المكان الطبيعي لخروج الفضلات, ولم يتبق مكان لخروج الفضلات سوى الكلى، الأمر الذي يسبب لها آلاما مستمرة لا تطاق, وعندما توجهت إلى الدكتور «مدحت عاصم» لتبث شكواها فما كان منه إلا التعدي عليها بالضرب وطردها من المستشفى.
وقامت السيدة فردوس بتحرير محضر بالواقعة, ولم ينته الأمر عند هذا الحد, وإنما رفضوا إعطائها ما يفيد إجراؤها لتلك العمليات بالمستشفى مستغلين عدم وجود من يدافع عنها أو يبحث عن حقها, فزوجها يبلغ من العمر 80 عاما ويحتاج من يساعده ويأخذ بيده.
وروت لنا «فردوس» رحلتها مع الألم والمرض والإهمال؛ حيث أكدت أن رحلتها مع العذاب منذ عشر سنوات حين قامت «فردوس» بحمل أنبوبة بوتاجاز على رأسها فوقعت عليها مما تسبب في كسر بالعمود الفقري وسقوط بالشرج والرحم, واتجهت إلى مستشفى قصر العيني, وقام أحد الأطباء بعمل منظار, وقال لها: سنزيل كيسا دهنيا ثم بعد العملية تفاجأت بوجود نزيف في الرحم.
وحوّلها هذا الطبيب إلى قسم الجراحة العامة لوقف نزيف الرحم ونزيف الدم, وقاموا بإجراء عملية البواسير, وبعد العملية تفاجأت بتغيير مكان الشرج من الخلف إلى الأمام.
ثم توجهت إلى الدكتور «مدحت عاصم» بنفس المستشفى ووعدها بتعديل الوضع إلا إنهم قاموا بوضع فتحة الشرج في المثانة وعندما عبرت عن استيائها قال: "اإللي عرفتوا عملته" مما تسبب لها في الأذى, وعندما اشتكت إليه في مكتبه بالمستشفى ضربها ودفعها على السلم.
بعدها توجهت «فردوس» إلى الدكتور «علي أحمد شفيق» وحصل منها على مبلغ 5200 جنيه, وقام بتحويل مكان الشرج إلى الكلى, مما تسبب لها في فشل كلوي, وعدم خروج الفضلات إلا بالحقنة أو من خلال الفم.
قامت «فردوس» بتحرير محضر بالواقعة في النيابة ضد المستشفى والأطباء, ولكن دون فائدة؛ حيث رفض كل من مدحت عاصم وعلي أحمد شفيق حصولها على أي أوراق تثبت إجرائها للعمليات.
وطالبت «فردوس» وزارة الصحة والجهات المعنية بالتحقيق مع كل من الدكتور مدحت عاصم والدكتور علي أحمد شفيق بمستشفى قصر العيني, والذين أجروا لها عمليات تسببت في عذابها.