شهدت محافظة أسيوط انقطاع للتيار الكهربائي منذ الساعات الأولى من صباح أمس (الأربعاء) وحتى الحادية عشر والنصف مساء، نتج عنه انقطاع مياه الشرب، مما أدى لقيام المئات من أهالي مراكز وقرى أسيوط بقطع الطرق والسكك الحديدية؛ احتجاجًا على تلك الظاهرة، والتي وصفوها بأنها "غير مبررة"، ومن هذه القرى: قرية "بني حسين" التابعة لمركز بأسيوط و "الوسطى" و"الفيما"، و"المعصرة" التابعة لمركز الفتح ، وقاو النواورة بالبداري.
وفي مركز أبنوب أكد الأهالي على أنهم قد سئموا من قطع التيار الكهربائي بدون سبب يذكر، ليس لمرة واحدة ، وإنما لأكثر من 7 مرات يوميًا.
ويقول أحمد عبدالعظيم، أحد السكان بمركز أبنوب: "منذ الساعة التاسعة صباحًا وحتى الحادية عشر مساءً، والمياه والكهرباء منقطعة ولا تأتي إلا لفترات صغيرة جدًا، ولا يستطيع أحد منا تخزين ما يحتاج إليه من الماء، ناهيك عن المعاناة التي نجدها في هذا الجو الحار مع الصيام فلا هواء ولا ماء".
ويشير "طه محمد" – فني أشعة بمستشفى أسيوط العام- إلى أن التيار قد انقطع أكثر من 7 مرات ، الأمر الذي يعرض المرضى والمصابين للخطورة على صحتهم ، كما يعرض المأكولات والمشروبات للفساد، ويعرض الأجهزة الكهربائية أيضًا للتلف نتيجة لضعف التيار وانقطاعه كثيرًا، فهناك أجهزة بالمستشفيات حساسة جدًا، وتتأثر بذلك غير ثلاجات العلاج والمأكولات.
فيما أكد "طه عبد العظيم أحمد" من مدينة أبنوب، بأن الأهالي قبل الإفطار كانوا صفوفًا يبحثون عن المياه منهم من يحمل زجاجات ومنهم من يحمل "جراكن" للحصول على مياه الشرب التي غابت في معظم أوقات اليوم مع غياب الكهرباء، والكثير من أهالي المدينة لجأوا للقرى حيث طلمبات المياه البلدي التي لا تغيب عنها المياه، ولا تستعمل في تشغيلها الكهرباء.
فيما يرى البعض أن هذا أمر مفتعل لإجهاض ما تبقى من الثورة، والرئيس المنتخب ،حيث يقول "محمد معز"، مدرس: "في رأيي أن ما يحدث ليس تخفيف أحمال كما يدعون، إنما هي خطة ممنهجة ، فإذا كان الشعب قد بدء في التغلب على مشكلة السولار والبنزين، واسطونات البوتجاز كما أنه أصبح يشارك في تنظيف البلد، ويشارك في تنظيم المرور فهذا عقاب للشعب ولمن قاموا بالثورة ليس إلا".
كما تضرر العديد من أصحاب المحلات التجارية من هذه الأزمة نتيجة تلفيات بعض المنتجات لديهم وتوقف البيع لعدم الرؤية ليلًا، ومنهم من تخلص هذه المشكلة بالشموع .
ولم يكن المواطنون هم المتضررون فقط ، ولكن سادت حالة من الاستياء الشديد بين العاملين بديوان عام المحافظة لنفس السبب، مما أدى إلى تعطيل العمل، وتوقف أجهزة الحاسب الآلي والانترنت مما جعل المحافظة بمعزل عن الوزارة والمراكز التابعة لها، ونتج عنه ارتفاع درجة الحرارة داخل المكاتب، مما تسبب في خروج الموظفين من مكاتبهم لمواجهة الحرارة في ظل الصيام.
ومن جانبها تلقت غرف عمليات المحافظة على مدار الـ 24 ساعة الماضية أكثر من 65 بلاغ عن قطع النور بالإضافة لقطع المياه عن جميع أحياء مدينة أسيوط، مما تسبب في تجمهر العشرات أمام ديوان عام محافظة أسيوط بجراكن المياه، وما تعرضت له المخابز من تلفيات نتيجة الانقطاع المتكرر وفساد "العجين" المعد للخبز.
كما عقدت محافظة أسيوط اجتماع مصغر بقيادات شركة توزيع الكهرباء لمناقشة سبل حل الأزمة المتفاقمة بأسيوط بسبب انقطاع الانارة.
وقال مصدر مسئول بمحطة كهرباء أسيوط،أن سبب هذه الازمة هو انفجار فى إحدى الغلايات بوحدة توليد الطاقة الكهربائية بالمحطة البخارية للكهرباء بأسيوط، والتي تبلغ طاقتها 325 ميجاوات، كما أدى الانفجار في خروج الوحدة من الخدمة، بسبب انفجار مواسير تسخين المياه المتهالكة داخل المحطة، مضيفًا أن ذلك تصادف مع تعطل إحدى وحدات توليد الكهرباء بمحطة الكريمات بمحافظة بني سويف، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 1700 ميجاوات، مما ترتب عليه انقطاعًا كاملًا للتيارالكهربائي بمحافظات: أسيوط، وسوهاج، والوادي الجديد، والمنيا، والفيوم، وبني سويف، بعد فقدان ما يقارب 40% من الطاقة المنتجة بوسط وجنوب مصر.